المشاهد نت

معلم كفيف يبادر في تعليم الطلاب بإحدى مدارس ذمار

المعلم الكفيف زياد العميسي

ذمار – ضياء حسين:

“ليس هناك صعوبات، بل تحديات وفرص لخلق النجاح”، عبارة يرددها زياد العميسي الذي فقد بصره وهو في السادسة من عمره، دون أن يتوقف عن مواصلة تعليمه حتى تخرجه من الجامعة.
العميسي بدأ رحلة التدريس بداية هذا العام في مدرسة الوفاء بمنطقة بيت الحجري، في محافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء.
ويقول لـ”المشاهد”: “أعتمد في تعليم الطلاب على وسائل تعليمية أخرى لدروس الآدب والنصوص”، مضيفاً أنه لا يؤمن بالعوائق والصعوبات، التي اجتازها خلال تعليمه، والتي تواجهه في المدرسة، طالما حدد هدفاً في حياته، وهو التعليم وإفادة الآخرين بما تعلمه.
ودرس العميسي المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مركز النور للمكفوفين بصنعاء، وحصل على شهادة البكالوريوس تخصص اللغة العربية من جامعة صنعاء، في العام الماضي.
ويستخدم طريقة “برايل” المخصصة للمكفوفين، وهي طريقة بسيطة لتوصيل المعلومات لطلابه، كما يقول. طريقة بدت جيدة بنظر فرحان الحجري، مدير مدرسة الوفاء، موضحاً بالقول: “يدرس المعلم زياد العميسي الطلاب في عدة مراحل دراسية متعددة، مادة اللغة العربية بجدارة وحرص على مستقبل الطلاب، رغم انقطاع رواتب المعلمين”.
نقص المدرسين في المدرسة، حفز العميسي إلى تقديم مبادرة لتعليم الطلاب في مدرسة منطقته، وفق ما يقول الحجري، مضيفاً أن مبادرة العميسي في المشاركة بتعليم الطلاب تجربة جيدة يتمنى أن يحتذي بها آخرون.

معلم كفيف يبادر في تعليم الطلاب بإحدى مدارس ذمار
المدرس زياد العميسي مع احد طلابه في مدرسة الوفاء بمحافظة ذمار


بسعادة غامرة يذهب العميسي باكراً إلى المدرسة، دون تغيب ليوم واحد، كما يقول، مضيفاً: “التعليم رسالة ومسؤولية لا بد أن يتم تقديمها بشكلها الكافي، فلا مستقبل بدون تعليم، بل تعليم جيد يمكن أن يسهم في محو تفاصيل الجهل، وخلق جيل متسلح بالعلم والمعرفة قوية بالحضور في كل الميادين”.
وتستوعب مدرسة الوفاء أكثر من 400 طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية، جزء كبير منهم يأتون من قرى بعيدة، تتناثر في الجبال المحيطة بالمنطقة، والتي تمتد المسافة بينها وبين أقربها للمدرسة بنحو 2 كم.
بسام حسين جحزر يقطع مسافة بعيدة عبر مناطق جبلية للوصول إلى المدرسة، وهو ما يفعله أقرانه بحثاً عن التعليم في زمن الحرب. ومع تقلب فصول العام الدراسي، لم تتغير كثيراً أوضاع بسام والعشرات من أبناء قريته الذين يأتون للمدرسة، متجاوزين الكثير من الصعوبات في طريق رحلتهم اليومية ذهاباً وإياباً في ساعات الصباح الأولى، وما يرافقها من برد قارس، وساعات الظهيرة وحرارتها الحارقة.
يتقاسم الجميع أمل أن يكون العام الدراسي الجديد 2020 2021 بداية جيدة لطي المشاكل التي ترافق العملية الدراسية، وصولاً إلى إنهائها، في مقدمتها رواتب المعلمين، وتوفير الكتب المدرسية، وصيانة بعض مرافق المدرسة، بحسب الحجري، مضيفاً: “العملية التعليمية تحتاج إلى جهود كبيرة لكي تتجاوز العثرات التي واجهتها خلال السنوات الماضية، لتكون مبادرة المعلم العميسي واحدة من الصور الجيدة لمساندة التعليم في الريف”.

مقالات مشابهة