المشاهد نت

استمرار الحصار يطيل معاناة مرضى الفشل الكلوي بتعز

صورة تعبيرية

تعز – نجوى حسن:


يقطع على صالح (55 عامًا) 8 ساعات، من منطقة المخا غرب تعز، كي يصل إلى وسط المدينة، لإجراء غسيل الكلى في مستشفى الثورة العام هناك.
قبل الحرب والحصار المفروض على مدينة تعز منذ العام 2015، لم يكن يستغرق الرجل 3 ساعات.
وتكلف الرحلة من المخا إلى وسط المدينة 13 ألف ريال يمني (1480 ريالًا يمنيًا تعادل دولارًا أمريكيًا)، كما يقول لـ”المشاهد”، مشيرًا إلى أنه يضطر للمكوث في مدينة تعز، بعيدًا عن أهله، شهرًا كاملًا، بدلًا من السفر مرتين بالأسبوع لإجراء غسيل الكلى.
يحدث ذلك مع عوض القانصي، أحد مرضى الفشل الكلوي، والذي يقول في حديثه للمشاهدإنه يسافر من مديرية الصلو جنوب مدينة تعز، مرتين بالأسبوع، لإجراء الغسيل الكلوي، ما يكلفه الكثير من المال، إذ يدفع أجرة السيارة فقط 10 آلاف ريال في كل مرة يذهب بها للغسيل. مضيفًا: “هذا شكل عبئًا على حياتي الصحية والمعشية”.

تأخر عن مواعيد الجلسات العلاجية

ويتردد مرضى الغيسل الكلوي على المركز مرتين بالأسبوع، وإن تأخر عن الموعد المحدد له يضطر للانتظار يومين لإجراء الغسيل، بسب قله أجهزة الغيسل الكلوي.
ويعاني مرضى الفشل الكلوي الوافدون من الأرياف والمناطق المجاورة للمدينة، خلال الأيام التي حددت لهم لإجراء الغيسل الكلوي بمركز غيسل الكلى بمستشفى الثورة العام.
ويؤكد رئيس مركز الكلى الصناعية في هيئة مسشتفى الثورة، الدكتور فهمي الحناني، أن الصعوبات التي تواجه مرضى الفشل الكلوي القادمين من الريف أو المناطق المجاورة للمدينة، هي التأخر عن اليوم المحدد لإجراء الغيسل الكلوي لهم، وبشكل منتظم.

استمرار الحصار يطيل معاناة مرضى الفشل الكلوي بتعز


ويعمل مركز الغيسل على تحديد مواعيد وجدول لكل مريض لغيسل الكلى، نتيجة الأعداد الهائلة الوافدة إليه، إذ يبلغ عدد الحالات المسجلة في مركز الكلى الصناعية بمسشتفى الثورة بتعز، 260 حالة، بحسب الحناني، مؤكدًا أن المركز يستقبل يوميًا 88 مريض فشل كلوي، مما سبب ضغوطًا على المركز، وعدم استعياب الأعداد الهائلة.
وتصل نسبة مرضى الفشل الكلوي القادمين من المناطق المجاورة لمحافظة تعز، إلى 80% تقريبًا، 20% منهم من المدينة، بحسب تصريح الحناني.
ويبلغ عدد مرضى الفشل الكلوي في اليمن 10 آلاف مريض، إضافة إلى 40 ألف مصاب بأمراض الكلى الأخرى، حسب تقارير رسمية.

إقرأ أيضاً  إيناس تتحدى الإعاقة وتلهم المجتمع  

نحتاج 40 جهاز غسيل كلوي”

ويشكو مرضى الفشل الكلوي من تردي الأوضاع المعيشة، وتدهور العملة المحيلة، وصعوبة التنقل من مناطقهم، بسب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وتكاليف النقل، والذي انعكس سلبًا على المرضى، وبخاصة القادمين من الأرياف والمناطق البعيدة عن مدينة تعز.
وتؤكد أمرية البركاني، إحدى مرضى الفشل الكلوي، أن أجرة النقل من منطقة الحوبان إلى المدينة، أسبوعيًا تصل إلى 30 ألف ريال، وهو مبلغ كبير تحصل عليه بصعوبة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن مرافق علاج مرضى الفشل الكلوي تعاني من نقص حاد في الأدوية والوقود.
وينوه الحناني إلى أن مركز الغسيل الكلوي لا يستطيع توفير الاحتياجات اللازمة لمرضى الفشل الكلوي، والتي تشمل العلاجات والفحوصات الطبية، إضافة إلى قطع غيار الأجهزة، وتوفير المياه، ومادة الديزل.
ويوضح أن المركز لم يتوقف عن العمل منذ بداية الحرب، ويعمل على مدار الساعة، ويقول: “يتم التواصل مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية، لإنقاذ هؤلاء المرضى”، لكنه يؤكد أن المركز في صدد التوسيع واستقبال حالات جديدة، في حال تم توفير 40 جهاز غسيل كلوي بدلًا عن 22 جهازًا فقط، مضيفًا: “نحتاج للدعم بالأجهزة ومحطات الغسيل الكلوي”.

مقالات مشابهة