المشاهد نت

ما حقيقة “كنز بني مطر”؟

صور الآثار التي زعم ناشروها أنها كنز في بني مطر ، اليمن تعود إلى حضارات أجنبية قديمة

صنعاء – محمد عبدالله

الادعاء

“العثور على كنز وآثار من الذهب في مديرية بني مطر غربي العاصمة صنعاء”

الخبر المتداول

تداولت مواقع إعلامية ومستخدمو لمواقع التواصل الاجتماعي، في الأول والثاني من شهر نوفمبر الماضي، صورًا لقطع أثرية، على أنّها لكنز وصفوه بـ”الثمين”  زعم ناشروه انه عثر عليه مواطنون في مديرية بني مطر غرب العاصمة صنعاء.

وذكر ناشرو الخبر أن القطع الأثرية تنوعت ما بين أساور وحلي من الذهب الخالص وعملات معدنية ذهبية وتماثيل مصنوعة من الذهب. لافتين إلى أن “سلطات الحوثيين وضعت الذهب تحت الحراسة الأمنية المشددة”.

وأرفق ناشرو الخبر صورًا قالوا إنها للقطع الأثرية التي عُثر عليها.

الناشر

أرشيف اليمن القديم

Afash ben abdullah

راكان علي أحمد الاسدي

عادل احمد الخرابه المطري

يمن فويس

صحيفة ثورة التنمية

المشهد اليمني

تحقق المشاهد

من خلال البحث والتحقق تبين لـ”المشاهد” أن الخبر المتداول مضلل، وأن الصور المرفقة له جميعها غير صحيحة، ومعظمها ليست لآثار يمنية.

وبالبحث في موقع الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء، لم نعثر عن أي خبر أو تصريح بشأن العثور عن قطع أثرية في مديرية بني مطر.

باستخدام أدوات البحث العكسي، أظهر التفتيش عن الصور المتداولة أنها تعود لآثار مصرية وأخرى رومانية ويونانية وبلغارية، وجميعها نُشرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

في الصورة التي تُظهر أساور وقلادة في منتصفها رأس حيوان، من خلال البحث عنها تبين أنها نُشرت في أكتوبر 2018، من قبل موقع بلغاري على أنها تظهر “كنزًا ذهبيًا” من “القرن الرابع قبل الميلاد”، بقيمة “مليوني يورو”، تم عرضه على الإنترنت لبيعه.

إقرأ أيضاً  صور مضللة لحملة عسكرية في لحج

رابط صورة أساور وقلادة-موقع بلغاري-2018

في الصورة التي تظهر صندوقًا خشبيًا ممتلئًا بالعملات النقدية، وجدنا أنه سبق أن نُشرت بتاريخ 18 يونيو 2020، في صفحة على موقع “فيسبوك” اسمها “مكتبة عالم الكنوز والدفائن وتحليل الاشارات من الخبراء العالم العربي“.

رابط صورة الصندوق الخشبي-مكتبة عالم الكنوز-2020

من خلال البحث عن الصورة التي تظهر تمثالين منفصلين لرجل وامرأة عاريين؛ تبين أنها نُشرت في الأول من ديسمبر 2020، على صفحة “مكتبة عالم الكنوز والدفائن وتحليل الاشارات من الخبراء العالم العربي” على موقع “فيسبوك”. ويعتقد أن التمثالين يعودان إلى الحضارة الرومانية.

أما الصورتان اللتان تظهران ثماثيل ذهبية تَبيّن أنه سبق أن تم نشر إحداهما بتاريخ 18 يوليو 2020، من قبل صفحة “كنوز ودفائن” على موقع “فيسبوك”. فيما الأخرى نشرت في 22 مايو 2021، من قبل مستخدم “فيسبوك” اسمه أحمد سعد عاشور.

صورة تماثيل ذهبية-صفحة كنوز ودفائن

في الصورة التي تظهر فيها قلادة وأقرط برأس ظبي ملحمة بسلك ذهبي، من خلال البحث العكسي وجدنا أن الصورة تشبه إلى حد كبير قرطًا رجاليًا من النوع برأس أسد من اليونان القديمة، ويعود تاريخه إلى بداية القرن الرابع الميلادي، وفق ما نشره موقع ” YaPlakal“، في 2018.

من خلال البحث العكسي عن الصورة التي تظهر تمثالين بلون ذهبي لرجل وامرأة ملتصقين بقاعدة في الأسفل، تبيّن أنها نُشرت بتاريخ 20 أكتوبر 2020، من قبل مواقع إلكترونية على أنها لتمثال عُثر عليه بمحافظة لحج جنوب اليمن.

الخبير اليمني في مجال الآثار، أحمد جسار، يؤكد أن القطع الأثرية المتداولة أغلبها غير يمنية، موضحًا أن بعضها تظهر عليها نقوش وحروف بالخط الهيروغليفي، ما يعني أنها مصرية.

ولفت جسار إلى أن ناشري الادعاء “قاموا بدمج قطع متنوعة من حضارات مختلفة، وزعموا أنها يمنية”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في اليمن قطع لتماثيل عارية، ولم يسبق العثور على مثل هذا النوع.

وقال لـ”المشاهد”، إن التمثالين (اللذين تظهر بجانبهما أوراق شجرة القات) يعودان للحضارة اليمنية، وتظهر على أحدهما بعض من حروف الخط المسند اليمني.

وأضاف جسار الذي يتولى منصب مدير إدارة الآثار بفرع هيئة الآثار بمحافظة تعز، أن “التمثالين لملك وزوجته الملكة، وهو في الأغلب تمثال قتباني (يعود إلى عهد مملكة قتبان 500 ق.م)، وفي الأغلب من عزلة السواء بالمعافر في محافظة تعز”. مشيرًا إلى أنه تم العثور على نفس تمثال الرجل منفردًا، وهو “قتباني معروض في أحد المتاحف العالمية”.

واعتبر تكرار شائعات العثور على كنوز وآثار في السنوات الأخيرة، أن هدفها “الإثارة وحث ضعاف النفوس وتجار الآثار على البحث لإخراج تراثنا الثقافي وتهريبه وبيعه في الأسواق السوداء وفي المزادات العلنية في أسواق أوروبا”، وفق تعبيره.

وخلال الأعوام الثمانية الماضية (2011-2018)، تم بيع ما لا يقل عن 100 قطعة أثرية يمنية في مزادات علنية، بمبالغ تُقدر بمليون دولار أميركي، في كلّ من الولايات المتّحدة وأوروبا والإمارات، وتشملُ تلك القطع نقوشًا قديمة وتماثيل ومخطوطات تعود إلى العصور الوسطى، وفق ما كشفه موقع “لايف ساينس” الأمريكي المتخصص في العلوم والآثار، مطلع يونيو 2019.

المصادر

البحث العكسي – موقع بلغاري – منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية – خبير آثار

مقالات مشابهة