المشاهد نت

طقوس رمضانية متجذرة في تريم وسواحل حضرموت

حضرموت -وهب العواضي :

تختلف الطقوس الرمضانية المتوارثة من عادات وتقاليد المجتمعات اليمنية من مدينة إلى أخرى، وتزخر مدينة تريم في حضرموت بالعديد من الطقوس الفريدة والتجليات الروحانية في هذا الشهر الكريم.

وتتنوع هذه الطقوس الرمضانية بين مناطق المدينة وأحيائها وتتوالى مع امتداد أيام هذا الشهر، إذ يستقبله أبناؤها من خلال تزيين منازلهم ومساجدهم ويقيمون العديد من الأمسيات التي يتخللها أهازيج وأناشيد تبعث في الروح والوجدان الفرحة والسعادة، إحتفاءً بقدوم رمضان.

تبدأ الأسر في عموم المدينة بطلاء واجهات منازلها والمساجد والأحياء والحارات بالجير الأبيض أو ما يعرف محليًا “بالنورة”، ليضيف لها لمعةً خاصةً فريدة، ولونًا جذابًا اشتهر اليمنيون القدامى باستخدامها في بناء منازلهم كمدينة شبام التاريخية.

أما في ثاني أيام رمضان تحديدًا، تبدأ الطقوس من خلال القيام بالزيارات العائلية بين الأسر والأهالي والأقارب، ويطلق أبناء المدينة على ذلك اليوم بمسمى “المشاهرة”، ويقدم خلالها العصائر والشاهي والمقبلات والحنظل أو مايعرف “بالدخون”.

وخلال أيام الشهر الفضيل تنطلق العزائم بين الأهالي لتناول وجبات الإفطار، إضافةً إلى قيام البيوت القريبة من المساجد بإعداد وجبات إفطار جماعية تمتد على باحة المسجد ويتناول فيها الأهالي والجيران وجبة الفطور والعشاء.

عند الحديث عن العادات والتقاليد في مدينة تريم وعموم مناطق ساحل حضرموت، نجد أهازيج الأطفال على امتداد الشوارع والممرات في الأحياء هي من تطغى على الطقوس الرمضانية، لتشعر الزائر عن تجوله في فترات المساء ببهاء هذا الشهر الكريم وتجلياته الروحانية.

إقرأ أيضاً  توجيهات قضائية بإيقاف شحنة دوائية في عدن

وتتنوع الطقوس التي يمارسها الأطفال حينها بين فترات العصر والمساء، حيث هناك ما يسمى في “الصييمة” وهي تكون من خلال تجمع الأطفال في فترة العصر حول دائرة أو حلقة تحدد بالأحجار وتوضع حجرةً واحدةً تتوسط الدائرة وتسمى “بالحصلة”.

وتلك الدائرة التي يطلق عليها الأهالي بالصييمة، يأتي إلى داخلها الأطفال بأطباقٍ معينة من وجبات الإفطار من منازلهم، ويتجمعون حولها إلى أن ينطلق أذان المؤذن، ليبدأوا في تناولها على ساحة الشارع.

خلال تجمع الأطفال حول تلك الدائرة التي يفترشها أطباق من وجبات الإفطار، يقوموا بترديد بعض الأهازيج الشعبية الرمضانية وهم ينتظرون أذان الإفطار، مثل قولهم: يا مه صييمة، هات لقيمة، من البريمة، ويامغرب أذن، وقل الله أكبر والبريمة تبربر بر بر”.

وفي منتصف الشهر الكريم تأتي طقوس ماتعرف “بالشامية”، ويقوم بها بعض الأشخاص من الأهالي الذين يطوفون الأحياء، ويرددون بعض الأهازيج بصحبة الأطفال، ليبثوا الحيوية في تلك الأحياء، وأثناء ذلك يقدم لهم بعض الأهالي بعضًا من دقيق القمح أو مايعرف “بالبُّر”.

أما في أواخر شهر رمضان البهيج، فتنطلق الكثير من الفعاليات والمسابقات الدينية في مختلف المساجد وإقامة مهرجانات تبعث السرور والبهجة في نفوس الأطفال، إضافةً إلى تنوع الألعاب والأهازيج التي يترنم على إيقاعها الأطفال والأهالي.

مقالات مشابهة