المشاهد نت

شائعة مقتل إمام “جامع” بتعز

تبين أن الخبر المتداول بشأن مقتل إمام وخطيب جامع في تعز مضللا

تعز – شهاب العفيف

الادعاء

“اغتيال إمام وخطيب جامع المجاهد في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن) من قبل مسلحين مجهولين”

الناشر

الميدان اليمني

الخبر اليمني

المساء برس

قناة الحدث – اليمني

تعز اليوم

اليقين أون لاين

فري بوست

وكالة المخا الإخبارية

مأرب العز

تعز نيوز

يافع نيوز

حسين السراجي

توفيق أحمد

الخبر المتداول

تداولت المواقع الإعلامية أعلاه، ومستخدمو موقع تويتر، خبرًا في 12 يونيو الماضي، عن اغتيال إمام وخطيب جامع المجاهد، تامر صدقي، في مدينة تعز جنوبي اليمن، من قبل مسلحين مجهولين.

وجاء في الخبر المتداول أن “سكانًا محليين قالوا إن الشيخ السلفي تامر صدقي حمود، إمام مسجد المجاهد الكائن في حي النسيرية بمدينة تعز، اغتيل من قبل مسلحين على دراجة نارية بعدة رصاصات أدت إلى وفاته على الفور.

موقع المساء برس، في تذييل خبر الادعاء قال “إن حي النسيرية أحد الأحياء المفزعة بمدينة تعز حيث يخضع لسيطرة قوات محور تعز العسكري، ويشهد اشتباكات مستمرة بين جنود المحور والمواطنين جراء ابتزاز الجنود للتجار الذين لديهم مجاميع مستأجرة لمواجهة ابتزازات جنود وقادة المحور”.

تحقق المشاهد

تحقق “المشاهد” من صحة الخبر المتداول عن وقوع حادثة اغتيال إمام وخطيب جامع المجاهد في مدينة تعز، حيث تبين أن الخبر كاذب وغير صحيح، وجرى استخدامه في سياق مضلل مع استمرار سريان الهدنة الأممية، ولمحاولة لفت الأنظار بأن مدينة تعز غير قابلة للسلام. فالشخص المجني عليه تامر صدقي قتل في ليل السبت 11 يونيو، لكنه ليس إمام جامع المجاهد، حسب شرطة تعز التي قالت إنها لاتزال تلاحق الجناة لتقديمهم للعدالة.

وللتأكد أكثر عن حادثة اغتيال إمام جامع المجاهد، كان لا بد من النزول الميداني لمعد التحقق، إلى حي النسيرية الواقع وسط مدينة تعز، ومقابلة إمام وخطيب الجامع وهو حي في مسجده.

وقال إمام وخطيب جامع المجاهد فتح القدسي لـ”المشاهد“، إن الشخص الذي تم ذكره في الخبر المتداول “تامر صدقي”، لم يكن إمامًا وخطيبًا أو أحد القائمين على جامع المجاهد، كما أنه قليل التردد على الجامع، وحارته بعيده عن المنطقة”.

وأضاف القدسي: “الليلة التي تم قتله فيها، كان نازلا من أحد المساجد بالمدينة وليس المجاهد، وعند وصوله منطقة السائلة القريبة من باب موسى، تم قتله، أي أن مسافة مكان قتله عن المجاهد نحو نصف كيلومتر”.

ويبدو أن الخبر الذي نُشر من قبل المتسرعين في النشر، على حادثة اغتيال صدقي أمام جامع المجاهد، فغيره البعض إمام وخطيب الجامع، وبحسب القدسي أن كليهما مخطئان، لم يصب من قال أمام أو إمام.

وأشار إلى أنه كان هناك بين المجني عليه، تامر صدقي، وأشخاص آخرين مشاكل منذ أكثر من عامين، واستمرت التهديدات بينهم طيلة الفترة السابقة.

إقرأ أيضاً  ما حقيقة صور تشييع جنازة الزنداني في تركيا؟

وعند البحث العكسي، تبين أن أول من قام بنشر الخبر هو محمد الصبري على صفحته في موقع فيسبوك، بتاريخ 11 يونيو 2022، في تمام الساعة 11:23 مساء، والذي تحدث فيه عن مقتل شاب في تعز يدعى تامر صدقي على يد أحد أولاد جيرانه. 

أما في منصة التدوين الأصغر “تويتر”، فعند البحث تبين أن أول الناشرين فيها حساب خولة سعيد المخلافي، في نفس تاريخ يوم نشر الصبري بالفيسبوك، حيث كان توقيت تغريدتها في تمام الساعة 11:37 مساء، أي بعد قرابة ربع ساعة من نشر الصبري. إذ يتبين أن وقت وقوع الحادثة كان بين الساعة 10:45-11:15 مساء من يوم السبت تاريخ 11 يونيو 2022م، وكلا الناشرين يُشيران إلى أن من قام بقتل المدعو “تامر صدقي” من قبل أولاد جاره عبده غانم، لكن المواقع الإخبارية وكذلك مستخدمي موقع تويتر عملوا على تحريف الحادثة والتضليل الممنهج، كل حسب سياسته وأهدافه من نشر مثل هذه الأخبار التي تعمل على إلحاق الضرر بمدينة تعز.

شرطة تعز أعلنت في 14 يونيو الماضي، في بيان توضح فيه إجراءاتها تجاه عدد من القضايا خلال الأيام الثلاثة الماضية آنذاك، وذكرت في البيان عن حادثة مقتل المجني عليه تامر صدقي، أنه وبحسب مصدر أمني تم انتقال فريق الأدلة الجنائية إلى مسرح الجريمة فور وقوعها في ساعة متأخرة من مساء السبت 11 يونيو 2022، واتخذت الإجراءات القانونية وجمع المعلومات اللازمة، حيث تم التوصل إلى هوية المتهمين بالواقعة ولاتزال الأجهزة الأمنية مستمرة في ملاحقتهم.

السياق الزمني

يتزامن نشر الخبر المتداول في ظل الاختلالات الأمنية التي تشهدها مدينة تعز بين الحين والآخر، وفي ظل استمرار الهدنة الأممية التي دخلت شهرها الرابع والأخير، ويقول الصحفي المختص في كشف الشائعات والمعلومات المضللة محمد الحريبي، إن الأخبار المضللة تُنشر بغرض التلاعب بعواطف الناس وتوجيه الرأي العام ضد طرف ما، وهذا أمر بالغ الخطورة في وضع اليمن الحالي، الذي يقتضي من الإعلام أن يكون أكثر مسؤولية بحيث يسهم في معالجة الشرخ الاجتماعي وتعزيز قيم التعايش والسلام.

ويضيف الحريبي في تصريح لـ”المشاهد” أن الصحفي أو المواقع والمؤسسات الإعلامية مطالبون اليوم بتجنب التسرع في نشر الأخبار، ومن المهم الإشارة إلى أن زمن السبق الصحفي انتهى، ونحن الآن في زمن الحقيقة التي يجب على الصحفي أن يلتزم بالتحقق من الخبر قبل نشره ليضمن عدم وقوعه في تضليل الناس.

المصادر

إمام وخطيب جامع المجاهد بتعز – البحث العكسي – صفحة محمد الصبري على فيسبوك – حساب خولة المخلافي في تويتر – التحليل النقدي – المركز الإعلامي لشرطة تعز –  صحفي مختص في كشف الشائعات والتضليل

مقالات مشابهة