المشاهد نت

قصة أرملة من تعز تكافح بهذة المهنة من أجل اولادها

المشاهد-خاص:

تحملت المرأة اليمنية أعباء نفسية وضغوطات اجتماعية كبيرة في ظل الحرب المستعرة في البلاد والتي حملتها أعباءً إضافية أثقلت كاهلها لكنها أثبتت عن جدارة، قدرتها على مؤازرة أسرتها ومواجهة كل الصعوبات.

ومنذ ثلاثة أعوام والمرأة اليمنية تعاني وتقاوم بكل ما لديها بعد أن أخذت الحرب منها زوجها فأضحت أرملة وهي في ريعان شبابها لتصبح مجبرة على أن تعتمد على نفسها لتربية أطفالها وتحمل نفقاتهم المعيشية بعد أن غدت المعيل الوحيد لأسرتها.

أم أمجد سيدة أربعينية من مدينة تعز استشهد زوجها قبل نحو عامين ونزحت إلى العاصمة صنعاء مع أطفالها الثلاثة، لتواجه مصاعب الحياة بمفردها وتضطر للعمل لتأمين ايجار مسكن متواضع، إضافة الى متطلبات أبنائها المعيشية والدراسية.

لم تستلم أم أمجد وصنعت من المعاناة التي واجهتها بعد استشهاد زوجها قصة نجاح كبيرة يستحق أن تدون بماء الذهب كيف لا وهي ناضلت وسهرت الليالي لتؤمن حياة كريمة لأطفالها تعوضهم عن فقدان الأب.

تقول أم أمجد لـ”المشاهد”: خوفي على أطفالي من القذائف التي يطلقها الحوثيون على مدينة تعز دفعني للنزوح الى صنعاء حيث اضطررت للعمل في صناعة الحلويات التي أقوم بتوزيعها على أصحاب المحلات لتأمين لقمة العيش لأطفالي الذين أحاول تعويضهم عن حرمان والدهم وأضرار النفسية الحرب المدمرة.

وتضيف: قبل الحرب واسشهاد زوجي لم يكن ينقصني شيء رغم كل الظروف الاجتماعية والاقتصادية فزوجي كان يعمل ويوفر لنا كل شيئ وأنا الآن أعمل وغيري المئات من اليمنيات يعملن في المنازل أو خارجها ويكافحن لأجل إعالة أطفالهن.

إقرأ أيضاً  تفوق أطفال اليمن في مسابقات الحساب الذهني

وتتابع: أحاول الكفاح من أجل البقاء والحياة في ظروف الحرب القاسية من فقر وضعف الرعاية الصحية واستطعت أن أجد مسكناً متواضعاً جوار منزل قريبة لي وبدأت حياتي مع أولادي هنا من لا شيء والحمدلله لم نمد أيدينا لأحد.

وتقول أم أمجد بأن المرأة اليمنية تحملت تبعات هذه الحرب فأصبحت مجبرة على البحث عن لقمة تمكنها وعائلتها من استمرار الحياة، ومواجهة النزوح وأوجاعه، وتحولت إلى شريك حقيقي للرجل في معظم الأمور الحياتية.

مهارة أم أمجد في الطهي وصدقها وأمانتها في تعاملاتها مع أصحاب المحلات أكسبها شهرة واسعة في الحي الذي تقطنه واستطاعت أن تكسب ثقة الجميع فشعارها دوما الصدق رأس المال.

وتؤكد في حديثها لـ”المشاهد” أن استطاعت توفير جميع احتياجاتها واحتياجات أطفالها الثلاثة وسداد ايجار المنزل بفضل العائد الذي تحصل عليه من بيع الحلويات.

وعن أمنياتها الحالية تقول أم أمجد: أتمنى أن تنتهي الحرب ويعم السلام في البلاد وأعود الى تعز مدينة الثقافة والسلام وتعود تعز كما كانت مدينة نابضة بالحياة تنعم بالأمن والاستقرار.

أثبتت أم أمجد بجدارة قدرة الأم اليمنية على لم شمل الأسرة، وإعالتها، رغم المتاعب الكبيرة التي واجهتها كأنثى أولاً، وكأم ثانياً، فضلاً عن الصعوبات التي تتحملها مع أولادها ومتطلباتهم النفسية أولاً، والاقتصادية ثانياً.

قصة أم أمجد واحدة من آلاف القصص لنساء يمنيات يعيشن في ظروف مماثلة في ظل الحرب التي أكلت الأخضر واليابس ودمرت البلاد وعطلت الخدمات الأساسية وقوضت آمال الشعب نحو مستقبل آمن ومزدهر.

مقالات مشابهة