المشاهد نت

فى ظل الحرب رمضان يثقل قدومه كاهل المعدمين فى محافظة تعز

المشاهد-خاص:

تغيب تماما مظاهر الفرح بقدوم شهر رمضان تماما لدى أسرة جواهر محسن، التي تجد صعوبة بالغة في توفير الاحتياجات الضرورية لهم.

تؤكد جوهرة بأنها ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، أصبح يمثل بالنسبة لها شهر رمضان والأعياد عبئا ثقيلا، لأن متطلباتهم كثيرة وتثقل كاهلها.

وبعد أيام يحل شهر رمضان المبارك على اليمنيين، الذين وليس هناك الا اخبار الحزن والموت  والدمار الذى يعكر عليهم معنى الابتهاح بشهر اعتادوا على استقباله بالكثيرمن الاستعدادات التى لم يعد لهم اليوم طاقة فيها فقد غابت  مظاهر الاحتفال بالكثير من المناسبات التي اعتادوا من قبل على الاستعداد لها باعتبارها أياما لها خصوصيتها الجميلة لهم .

وجواهر واحدة من بين آلاف اليمنيين الذين حولتهم الحرب إلى معدمين، بعد أن ارتفعت نسبة الفقر إلى أكثر من 85% بحسب آخر الإحصائيات.

ويزاد الوضع سوءا يوما بعد آخر مع استمرار الحرب، لتلقي بظلالها على مختلف مناحي حياة المواطن اليمني، الذي يعيش كفريسة عاجزة عن فعل شيء يخفف من معاناتها.

معاناة مريرة

في حديثها مع “المشاهد” تقول جوهرة وبوجع إنها حين حاولت أن تعيش فرحة قدوم شهر رمضان، فكرت بشراء بعض متطلباته وكتبت قائمة بأبرزها.

وتابعت “حين ذهبت إلى تاجر الجملة في الحي أعطيته الورقة، لكنه رفض حتى أن يفتحها، وطلب مني تسديد ما علينا من ديون”.

وأضافت عدت منكسرة إلى المنزل، ولم أذهب بالطبع إلى صاحب البقالة، فلدينا مبلغ كبير من الدين لديه، فزوجي يعمل كبائع خضار وأحيانا كعامل في أحد المحلات وحتى حمَّال، ولكن ما يجنيه من المال لا يكفي حتى لدفع إيجار الدكان الذي نعيش به.

حياة صعبة

حال عبدالله ناجي كذلك لا يختلف عن جوهرة، فجيعهم يتقاسموا ذات الهموم، خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك، الذي تضطر فيه الأسر لشراء الكثير من الحاجيات.

إقرأ أيضاً  حرمان المهمشين من الخدمات في اليمن

يذكر عبدالله لـ”المشاهد” أنه يتقاضى بعض المال من عمله كسائق باص لدى أحد أصدقائه، إلا أن ما يحصل عليه لا يعلم فيما ينفقه لكثرة التزاماته.

وبيَّن “لدي ديون عند أصحاب البقالات، وإيجارات متأخرة، ونفقات أسرتي الاعتيادية”، لافتا إلى قدرته على توفير بعض -فقط- احتياجاته وأبنائه.

وحول استعدادته لرمضان فأكد أنه لا يملك المال للقيام بذلك، خاصة بعد غلاء الأسعار، وسيكون كسائر الأيام الماضية، التي ذاق فيها مختلف أنواع المعاناة منذ بداية الحرب.

وضع اقتصادي متردي

وأدت الحرب إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، خاصة بعد استنزاف الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية الذي يُقدر بـ”5 مليارات دولار”، وضعفت بشكل ملحوظ القدرة الشرائية لدى المواطن.

كما انهارت العملة بشكل كبير، وتجاوز في وقت سابق سعر صرف الدولار الواحد (500 ريال يمني)، بعد أن كان قبل الحرب يتراوح بين 213، و215 ريالا.

ويشكل انهيار العملة بحسب رئيس مركز الدراسات والإعلام الخبير الاقتصادي مصطفى نصر، كارثة في بلد يستورد معظم احتياجاته من الخارج وبالعملة الصعبة.

وأوضح أن تراجع في سعر صرف العملة اليمنية، ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات المقدمة للمواطنين، ويدفع ضريبة ذلك جميع أفراد الشعب سواء كانوا فقراء أو أغنياء.

وأرجع -في تصريحات صحفية- أسباب الانهيار إلى زيادة الطلب على العملة من أجل الاستيراد أو المضاربة بها، فضلا عن تهريبها إلى الخارج، واستنزاف الاحتياطي النقدي، وطباعة العملة دون غطاء.

وتشهد اليمن حربا شرسة منذ مارس/آذار 2015، أدت إلى مقتل المئات من المواطنين، فضلا عن الانهيار الاقتصادي بالبلاد، الذي جعل أكثر من 82% من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية.

مقالات مشابهة