المشاهد نت

جرحى الحرب في مأرب.. حرمان من العلاج وحرمان من العودة إلى أسرهم.

المشاهد-خاص:
اقتنع العشريني أحمد، بمصيره، السير على كرسي متحرك بعد فقدانه قدميه اللتان أثناء قتاله إلى صفوف المنطقة الخامسة التابعة للجيش الوطني في ميدي الساحلية شمال محافظة حجة، لكنه لن يقتنع أبدا بما يواجهه من إهمال من قبل قيادة المنطقة التي كان أحد جنودها كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفا أنه تعرض لخذلان كبير عندما ترك بدون مواصلة العلاج، وحرم لأشهر من راتبه، ويتابع “بعد أن فقدت قدماي لم أعد أرغب بالحياة كما كنت في السابق خصوصا مع التجاهل الكبير الذي يلاقيه الجرحى من الحكومة في متابعة علاجهم وصرف رواتبهم، الدولة خذلتنا اليوم في كرامتنا عندما تهربت من مداواة جراح اثخنت أجسادنا “، وهو الأمر الذي وثقه “المشاهد” مع جرحى أخرين، فقدوا أطرافهم.
انضم أحمد إلى قوات الشرعية للقتال في جبهة ميدي الحدودية، مدافعا، عن كرامة الدولة التي سلبت بانقلاب جماعة الحوثي عليها، والحصول على وظيفة لتكوين نفسه كما يقول، لكنه لم يكن يفكر أنه سيغادر هذه المنطقة والمترس الذي لطالما جلس فيه مدافعا عن الدولة والشرعية، بنصف جسد.

جرحى خارج المشافي
وتشير إحصائيات غير رسمية أن نسبة جرحى الحرب الذين تلقوا العلاج خارج اليمن بعد معاناة طويلة مع المعاملات 15% من 30 ألف جريح في صفوف قوات الجيش الوطني.
وتؤكد مصادر أن إثنين من كل خمسة جرحى مصابين بصدمات نفسية وعصبية بسبب جراحهم التي تجاهلتها الحكومة ناهيك عن عدم صرف رواتبهم، إلا بعد العديد من الوقفات الاحتجاجية والتنديد بحسب تأكيد ثلاثة جرحى لـ”المشاهد” والذين قالوا ” قدمنا دمائنا وأجسادنا دفاعا عن حكومة اخذتنا بكامل صحتنا ورمتنا أجساد متهالكة”، مضيفين أن هذا الراتب ليس حقهم فقط بل حق لأسر وأطفال ينتظرونه ليعيشوا به.
وفرض الجيش الوطني على المجندين الحضور إلى مناطقهم لاستلام الرواتب، وهو ما لم يستطيعوا الجرحى فعله، لأنهم غير قادرين على العودة إلى الجبهات ومواجهة الموت مرة اخرى، ليتمكنوا من استلام رواتبهم دون معاناة مستمرة.
وينظم جرحى المنطقة الخامسة وقفات احتجاجية مستمرة بعد ترحيلهم من الحدود السعودية، التي كانوا يدافعون عنها بجانب الشرعية، بالإضافة إلى الأراضي اليمنية، للضغط على الحكومة الاستجابة لمعاناتهم، لكنهم لا يجدون آذان صاغية منها كما يقولون، مؤكدين أنهم يقابلون بالإهمال وعدم صرف المرتبات.
وبحسب مهتمين بملف الجرحى في صفوف قوات الشرعية فإنه يتم التعامل مع بقية الحالات داخل اليمن، رغم الإمكانيات الضعيفة خصوصاً في المحافظات التي تشهد حربا متواصلة، وهو مالم يتم مع أحمد وصالح كما يقولان.
تكررت المأساة مع الجندي في الجيش الوطني صالح (25عاما)، الذي عجز عن اخبار أسرته سرته عن فقدان ساقه بلغم أرضي زرعته مسلحو جماعة الحوثي في ميدي الساحلية.
ويقول صالح “لم أستطيع إخبار أمي، وأبي، واخواني عن نوع اصابتي، كل ما قلته لهم أنني تعرضت لإصابة طفيفة فقط، لأنهم لا يستطيعون تحمل الصدمة، وأنا لا أريد أن اتسبب لهم بالوجع، ويكفي أنني اتحمل جرحي الذي لم تعالجه الحكومة.

إقرأ أيضاً  إيناس تتحدى الإعاقة وتلهم المجتمع  

حلم العودة
وليس بإمكان هؤلاء الجرحى العودة إلى قراهم في محافظات ريمة الحديدة، وحجة والمحويت كونها محافظات تخضع لسيطرة جماعة الحوثي، الأمر الذي تسبب لهم بمعاناة الجراح، ومعاناة الحرمان من أسرهم التي كانوا سيجدوا فيها يدا حانية تهتم لجراحهم وتواسيهم نزيف العين ووجع القلب لو أن الظروف مواتية لعودتهم كما يقولون.
الجريح عابد، الذي فقد ذراعه بقذيفة لمسلحي جماعة الحوثي في حرض، لم يستطيع العودة إلى منطقته، ولم يخبر أسرته، وخطيبته التي تنتظره في قريته كما يقول، ويتابع “ذهبت من القرية سليما، ويداي تدفعاني للعمل وتكوين نفسي بهاتين اليدين لأبني بيت وأعمل عرس كبير، لكن اليوم كيف لي أن أعود بعد أن فقدت هاتين اليدين، وهناك من ينتظرني لاعتقالي، فمنطقتي خاضعة لجماعة الحوثي”.

مقالات مشابهة