المشاهد نت

تطبيع الحياة في تعز يعيد البهجة لأطفالها

تعز – آية خالد: 

“كشجرة فقدت الاهتمام، حين رحل الجميع عنها، فتساقطت أوراقها، وبعودتهم أثمرت مجدداً”؛ هكذا وصفت الطفلة رؤى سعيد السروري (15 عاماً)، مدينتها تعز (جنوب غربي اليمن)، التي عادت إليها بمعية أسرتها بعد 3 سنوات من النزوح في العاصمة صنعاء.
ونزح الآلاف من مدينة تعز إلى ريفها وبعض المحافظات، ومنها محافظات إب، صنعاء، ومأرب، هروباً من الحرب، وبحثاً عن الحد الأدنى من الأمان.
واضطرت رؤى إلى مغادرة تعز، عقب اندلاع الحرب، هرباً من الحرب، ولتلقي العلاج في أحد مراكز الغسيل الكلوي بصنعاء، حيت تحتاج للغسيل أسبوعياً، الذي افتقدته مدينتها بسبب الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي عليها منذ العام 2015.
وتقول رؤى لـ”المشاهد”: “لم أتوقع أن أعود وأراها بهذا الدمار، ولكن عودة الروح لها أعادت لنا الروح. هذه المدينة لم ولن تموت بصمود وحب أبنائها، وصراعهم لأجل الحياة”.
ومثلها الطفل كريم (8 أعوام)، الذي عاد إلى مدينة تعز، بعد أن غادرها قبل عام، بقدم واحدة، نتيجة بتر إحدى قدميه بلغم أرضي في أحد أرياف تعز، بحثاً عن قدم صناعية تمكنه من السير بقدمين.
وتنقل الطفل كريم بين محافظة إب (وسط اليمن)، والعاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد)، قبل أن يستقر في العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء عملية تركيب طرف صناعي له، كما يقول والده، مضيفاً لـ”المشاهد”: “لم نكن على علم بأن مركز الأطراف في تعز باشر عمله، وفور علمنا لم نتردد بالعودة، أخذنا الطرف، وقررنا استكمال التدريب عليه هنا”.
وتحاول السلطة المحلية في تعز، تطبيع الحياة في المدينة، بعد استمرارها في تسليم مرتبات الموظفين، من خلال فتح المدارس التي كانت مغلقة، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات، رغم الحصار الذي تعيشه منذ 4 سنوات.
الطفلة زينب عبد الرحمن، بدت سعيدة وهي عائدة إلى مدرستها التي كانت مغلقة من بداية الحرب.
وتقول زينب لـ”المشاهد”: “إني فرحانة بمدرستنا؛ مدرسة أروى، بعد أن فتحت من جديد، وكأنها قطعة من قلبي ضاعت ورجعت اليوم إليّ”.

إقرأ أيضاً  الطاقة الشمسية تعزز صمود مزارعي اليمن
تطبيع الحياة في تعز يعيد البهجة لأطفالها
طفلة من تعز – بعدسة المصور أحمد الباشا

ويلعب الاستقرار دوراً كبيراً في تنمية الطفل، بحسب انتصار السيد أخصائية اجتماعية، والتي قالت لـ”المشاهد”: “الطفل ينمو، وتنمو معه ذكرياته الحلوة والمرة على حد سواء، والفترة التي عشناها في اليمن عامة، وفي تعز خاصة، تكونت ثقافة أطفالنا بطابعها العنيف، نتيجة الحرب، والاستقرار سيعيد لهم توازنهم بالتدريج”.
وتضيف السيد أن الاستقرار العائلي يؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل، وتفكيره وصحته، وتغيير السكن يبدو صعباً بالنسبة له، فما بالك بتغيير المنطقة قسرياً، نتيجة الحرب، وبحثاً عن مكان آمن، يستطيع العيش فيه.
الطفل يبحث عن مدرسته والشارع الذي لعب فيه مع أقرانه، والحديقة التي كان يزورها بين حين وآخر، مهما كانت ظروف الحياة، وفتح حديقة بعد إغلاقها لمدة 3 سنوات، يعني له الكثير، كما هو حال الطفل محمد نعمان الذي أسعده فتح الحديقة بمدينة تعز، وتهيأت له ولأقرانه الظروف لممارسة اللعب في الحديقة التي ألفوها قبل الحرب.

مقالات مشابهة