المشاهد نت

عيدان في اليمن تسلب السكان فرحتهم

صنعاء – حسان محمد:

اعتقلت جماعة الحوثي صباح اليوم عدد من المواطنين في المدن الخاضعة لسيطرتهم على خلفية فطرهم اليوم، كون ذلك مخالف لاعلانهم القاضي باتمام اليوم الثلاثين من رمضان وغدا أول أيام عيد الفطر.
وجابت أطقم تابعة للحوثيين صباح اليوم عدد من شوارع مدينة صنعاء ومحافظة اب (وسط البلاد) لمنع أي مظاهر للعيد الذي بدات أولى أيامه في المناطق الخاضعة للحكومة.
بدء الانقسام واضحا بين سكان المحافظات الخاضعة للحوثيين، فمنهم من صام ومنهم فطر.
وضجت وسائل الاتصال الاجتماعي بمنشوارات تحمل مضامين تراجيديا لما وصل إليه الوضع في اليمن.
وكتب الصحفي محمد أمين الشرعبي على صفحته بالفيس بوك “اليمن عيدان وحزن واحد”.
ومثله الصحفي شوقي العباسي الذي كتب على صفحته بالفيس بوك “ناس معيدين بصمت وناس راقدين بقهر وناس صائمين عناد”.

انقسام ديني

أصيب توفيق القادري المقيم في صنعاء لأول مرة في حياته بالحيرة بين صوم يوم الثلاثاء وفقاً لإعلان جماعة الحوثي، أو الاحتفال بالعيد بحسب ما أعلنت وزارة الأوقاف التابعة للحكومة، وظل طوال الليل يتصل بأصدقائه وأقاربه لمساعدته في اتخاذ قرار استعصى على الجميع.
القادري واحد من ملايين اليمنيين الذين صدموا من تضارب الإعلانات بين الحكومة والحوثيين وقسمت البلد الواحد.
ويعبر فهمي السفياني أحد سكان صنعاء عن دهشته من الإعلان الذي قسم البلد إلى دولتين، وجعل جزء من الأسرة يصوم والآخر يحتفل بالعيد.
يقول السفياني لـ”المشاهد”:” هذه بادرة جديدة لم تحدث سابقاً، فأول مرة في تاريخ اليمن منذ الوحدة يكون لليمن عيديّ فطر تجسد التشظي والفرقة لأبناء الوطن الواحد.
ويضيف أن البلد في العام الرابع من الحرب، لكن الناس كانوا خلال هذه السنوات يصومون ويفطرون معاً، فلماذا يفرقون بين الناس هذه المرة؟
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي عقب الإعلانين بمنشورات الاستغراب والاحتجاج، فيما اتجه البعض للسخرية من الحقد السياسي والصراع الذي جعل الخلاف أساس القرارات والأحكام، ووصل الحال إلى إعلان بعض المقيمين في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإفطار يوم الثلاثاء واعتباره يوم عيد.

إقرأ أيضاً  زيارة الريئس العليمي لمأرب.. رسائل سياسية وعسكرية

التسرع في الإعلان

استهجن الكثيرين من خارطة التقسيم الجديدة التي ظهرت في اليمن يوم الثلاثاء في المدينة الواحد، كما هو الحال في تعز، منطقة الحوبان شرق المدينة وبعض ضواحي المدينة تعيش أجواء شهر رمضان والجزء الجنوبي والشمالي ووسط المدينة يعيش أجواء العيد.
وانتقد يونس الشجاع مدير إدارة الإعلام بوزارة الأوقاف التابعة للحكومة، قرار الوزير الدكتور محمد عطية ووكيل الوزارة طارق القرشي اللذين أعلنا رؤية الهلال.
وقال لـ”المشاهد”:” يفترض بالوزير ووكيل الوزارة أن يكونا متواجدين في الساحل الغربي أو أي ساحل خاضع لسيطرة الحكومة لتحري رؤية الهلال”، مضيفاً أنه من المعيب أن يصدرا البيان وهما خارج البلد، رغم أن الوزير في رمضان السابق كان متروياً ولم يصدر بياناً إلا بعد بيان لجنة الأهلة بالحديدة.
ويشذ الحوثيين دائماً عن إجماع الناس، ولا يلتزمون بوحدة الشعائر والمجتمع، وغالبا ما يصوموا يوم الشك بحجة أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال “لأن أصوم يوماً في شعبان أفضل من أن أفطر يوما من رمضان” وأحيانا أخرى يصومون يوم العيد بحسب سكان في صنعاء، بينهم أحمد الشيخ.
ويقول الشيخ لـ”المشاهد” الحوثيون لا يمثلون الدولة في أي شيء، وإعلانهم عن إتمام شهر رمضان مزايدة سياسية ومخالفة للحكومة فقط، والدليل أن إعلان لجنة الأهلة جاء متأخراً جداً.
وبقدر انتقاد الشجاع لتأخر إعلان لجنة الحديدة عن الإعلان بإتمام رمضان، استنكر الاستعجال في إصدار بيان وزارة الأوقاف في الحكومة هذا العام، وعدم التنسيق مع لجنة الأهلة بالحديدة كالمعتاد، لأنه لا مجال للاجتهاد في أمور الدين كما يقول.
ويرى الشيخ أنه كان من المفترض على وزارة الأوقاف تشكيل لجنة بديلة إذا غيرت موقفها من لجنة الحديدة، وإصدار البيان مرفقاً بأسماء أعضاء اللجنة الجديدة.

مقالات مشابهة