شبوة – عدنان المنصوري
الادعاء
وسط مغادرة بن عديو وقيادات بارزة.. الحوثيون يتخذون خطوة غير مسبوقة بشبوة للسيطرة عليها
الناشر
الخبر المتداول
الخبر نشره بشكل أساسي الناشط أحمد فرج أبو خليفة، في منشور له على صفحته بالـ “فيسبوك”، بتاريخ 16 ديسمبر الجاري، ونقلت العديد من المواقع الإخبارية ومحركات البحث الخبر نقلاً عن فرج.
وجاء في سياق الخبر، أن “الناشط فرج الخليفي كشف عن قيام قيادة السلطة المحلية في شبوة بمغادرة المحافظة، وتسليمها بيحان للحوثيين ليرسخوا فيها أفكارًا وثقافةً جديدة، وقامت بتغيير أئمة المساجد وتعليم طلاب المدارس على الصرخة، وتغيير العملة ذات الحجم الصغير بالكبير”.
وذكر الخليفي بحسب الخبر، أن محافظ شبوة محمد صالح بن عديو ومدير الأمن عوض الدحبول وقائد محور عتق عزيز العتيقي ووكيل المحافظة الأول قد غادروا شبوة إلى دول مختلفة في الخارج.
وعلى إثر ذلك المنشور نشرت عدة مواقع إخبارية تلك الرواية وتداولتها، فما مدى صدق رواية الخليفي؟
تحقق المشاهد
من خلال التحقق الذي أجراه “المشاهد”، عن صحة مغادرة محافظ شبوة السابق محمد بن عديو، وقيادات في السلطة المحلية والجيش المحافظة، وتركهم مديريات بيحان للحوثيين، تأكد أن المعلومات مضللة وغير صحيحة، بحسب مصادر في السلطة المحلية ومحور عتق العسكري.
حيث قال، يسلم البابكري مستشار محافظ شبوة في تصريح لـ”المشاهد”، إن محافظ شبوة محمد صالح بن عديو سافر إلى الأردن؛ وذلك للعلاج، كما أكد ذلك مستشار المحافظ أيضًا محسن الحاج في تغريدة على حسابه “بتويتر”.
الخبر المتداول ذكر عن فرج، أن بن عديو غادر إلى الأردن، ووكيل المحافظة الأول ويقصد عبد القوي لمروق مسافر بالقاهرة، وقائد اللواء 21 ميكا جحدل حنش بالقاهرة أيضًا، كذلك الحال بالنسبة لقائد محور عتق العميد عزيز العتيقي، ومدير أمن شبوة العميد عوض الدحبول ذكر أنهما مسافران دون أن يحدد وجهاتهما.
أما بخصوص الوكيل الأول للمحافظة عبد القوي لمروق فقد تبين، أنه سافر إلى خارج البلاد في رحلة علاجية وعاد إلى العاصمة عتق قبل أن يسافر المحافظ، حيث يتواجد حاليّا في عتق بحسب ما أكد الوكيل في تصريح خاص لـ”المشاهد” خلال تواصل معه والتحقق به.
وبالنسبة لمدير الأمن عوض الدحبول، وقائد اللواء 21 ميكا جحدل حنش، مسافران خارج البلاد، بحسب مدير مكتب الإعلام بشبوة.
مصدر عسكري في محور عتق أكد أن العميد عزيز العتيقي قائد المحور متواجد في محافظة شبوة وأنه لم يسافر إلى أي جهة.
فيما لم تشر الوسائل الإعلامية الرسمية التابعة للسلطة المحلية أو حسابات القيادات في الجيش والأمن المذكورة في منشور أبو خليفة إلى أي شيء بخصوص السفر.
ونفى مدير مكتب الإعلام في محافظة شبوة الأستاذ عبدالله بارحمة، ارتباط السفر بموضوع بيحان أو أن يكون سفر قيادات السلطة المحلية له علاقة بموضوع الحوثي، مؤكدًا أن معلومات الخبر المتداول والتي حاولت الخلط بين السفر وسقوط بيحان مغلوطة.
وجاء سفر قيادات السلطة المحلية في شبوة في وقت غير متزامن ما يشير إلى أن أغراض السفر مختلفة وليست متعلقة بأمر واحد من الحوثيين كما ذكر الناشط أبو خليفة.
حمدي رسام، مدرب وخبير في التحقق من المحتوى الرقمي، قال إن مثل هذا النوع من الشائعات يهدف إلى لاستغلال حقيقة موجودة وتحريفها بهدف إثارة الرأي العام لتحقيق مصالح لطرف معين كما هو الحال في شبوة، وهذا النوع من التضليل منتشر منذ بداية الأحداث في اليمن فكثير من الأطراف استخدمت مثل هذا النوع لإلحاق الأذى بالأطراف المناوئة لها.
وأضاف رسام: “علينا كجمهور وصحفيين التحقق من أي حدث قبل المشاركة فيه حتى لا نساهم في توسيع دائرة الشائعات”.
السياق الزمني
نشرت تغريدة الناشط أحمد فرج أبو خليفة وهو من الموالين للمجلس الانتقالي في عدن في الوقت الذي يحتدم الصراع وبالتحديد في الجانب الإعلامي بين الموالين للانتقالي الجنوبي والموالين للسلطة المحلية في محافظة شبوة المنتمية لحكومة الرئيس هادي المعترف بها دوليًا. تزامن هذا التراشق مع وصول قوات من ألوية العمالقة إلى شبوة الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 قادمة من محافظة أبين للمشاركة في تحرير مديريات بيحان من مسلحي جماعة الحوثي التي استولت عليها الأخيرة منتصف أكتوبر الماضي. كما تزامن التضليل بشأن مغادرة السلطة المحلية لشبوة مع قرار الرئيس عبد ربه هادي بإقالة محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو في السبت 25 ديسمبر 2021 واستبداله بعوض محمد العولقي الموالي للمجلس الإنتقالي الجنوبي.
المصادر
وكيل أول محافظة شبوة – مستشار محافظ محافظة شبوة – مدير مكتب الإعلام – حساب مستشار محافظ شبوة محسن الحاج على تويتر – التحليل النقدي
