المشاهد نت

ماذا تحمل “روابي” الإماراتية من معدات؟

لا دليل على أن سفينة "روابي الإمارتية" تحمل معدات عسكرية

الحديدة – عصام صبري

ماتزال تداعيات اختطاف جماعة الحوثي لسفينة “روابي” الإماراتية، منذ الثالث من يناير الفائت، حتى وقتنا الراهن، قائمة، إذ شهدت العاصمة صنعاء وعدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، وأصبحت تشهد قصفًا عنيفًا شبه يومي، فيما اتسع نطاق العمليات القتالية لتشمل مأرب، حجة، صعدة والحديدة.

ورغم الضغوط الدبلوماسية والسياسية التي تمارسها دول التحالف العربي بهدف إرغام جماعة الحوثي على إطلاق السفينة الإماراتية المحتجزة لديهم، إلا أن الحوثيين مُصرون على عدم الإفراج عنها، وهو التعهد الذي أكده القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، في تغريدة له نشرها أواخر يناير الفائت، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

وفي خضم تداعيات الحدث الساخن، مايزال الجدل محتدمًا بين جماعة الحوثي وقوات التحالف حول ما تحمله سفينة “روابي” الإماراتية على متنها، فالحوثيون يزعمون أنها تحمل معدات عسكرية تُستخدم لأغراض قتالية، بينما يزعم الإماراتيون أن سفينتهم تحمل معدات طبية كانت مخصصة لمستشفى ميداني سعودي من المزمع إقامته في جزيرة سقطرى اليمنية.

الادعاء

القبض على سفينة شحن عسكرية إماراتية بعد دخولها المياه اليمنية

الناشر

قناة المسيرة 

قناة الميادين

قناة العالم 

الإعلام الحربي التابع للحوثيين

الخبر المتداول

أعلنت جماعة الحوثي في تاريخ 3 يناير 2022، ضبطها “سفينة شحن عسكرية إماراتية على متنها معدات عسكرية دخلت المياه اليمنية قبالة مدينة الحديدة جنوب البحر الأحمر، دون أي ترخيص، وتمارس أعمالًا عدائية.”

وخلال مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم القوات المسلحة لجماعة الحوثي يحيى سريع: “لأول مرة نجحت القوات البحرية في تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت سفينة شحن عسكرية أثناء قيامها بأنشطة عدائية في عرض البحر”.

وأكد سريع أن “السفينة المعادية تحمل معدات عسكرية من آليات وأجهزة وغير ذلك من المعدات”.

وأضاف: “منذ أسابيع وهذه السفينة الإماراتية خاضعة للرقابة من قبل قواتنا، وقد نفذت أعمالًا عدائية عدة، ومارست أنشطة معادية في المياه الإقليمية اليمنية”، مشيرًا إلى أنه “خلال الأسابيع الماضية كانت قواتنا تراقب السفينة وهي تتولى نقل كميات مختلفة من الأسلحة”.

وتابع: “بعد عملية الرصد الدقيق لنشاط السفينة صدرت التوجيهات بالاستيلاء عليها ونقلها إلى ميناء الصليف”.

وعرض الحوثيون صورًا ومشاهد، بالإضافة إلى كشف لما تحمله سفينة الشحن الإماراتية زعموا أنها معدات عسكرية وآليات كانت متجهة لاستخدامها في عمليات قتالية.

تحقق المشاهد

بعد التحقق الذي أجراه “المشاهد”، تبين أن خبر سيطرة الحوثيين على سفينة إماراتية، صحيح، لكن ما أظهرته المشاهد التي نشرها الحوثي تدل على أنه تم استخدام صور ومعلومات السفينة بشكل مضلل. فقد تبين أن توصيف السفينة أقرب لبيان التحالف العربي على أنها تحمل مستشفى ميدانيًا، ولم يتم الحصول على أية معلومات توضح ما تحمله السفينة على متنها قبيل اختطافها من قبل مسلحي الحوثي.

في وقت متأخر في الثالث من يناير الفائت، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في تغريدة لها على “تويتر”، إنها تلقت أنباء عن وقوع هجوم على سفينة بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني، وأن التحريات جارية.

تتبع “المشاهد” مسار سفينة “روابي” الإماراتية، ولم يجد معلومات عنها في موقع “مارين ترافيك”، وهو موقع يتيح معرفة حركة السفن التي تجوب البحار والمحيطات، والكثير من المعلومات الأخرى الخاصة بها. وبحسب موقع تتبع السفن “vesselfinder”، وهو موقع متخصص بتحديد موقع السفن ونوعها، فإن سفينة “روابي” هي سفينة إنزال، تحمل علم الإمارات، ورقمها IMO 9834351، وقد دخلت الخدمة منذ عام.

رابط بيانات سفينة روابي -موقع “vesselfinder” تتبع السفن

قال المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع، أثناء المؤتمر، إن السفينة الإماراتية “روابي” نفذت أعمالًا عدائية عدة في المياه الإقليمية اليمنية، وتحمل معدات عسكرية من آليات وأجهزة اتصال وغيرها.”

وأظهر الفيديو الذي نشره الحوثيون لمحتوى السفينة، مجموعة عربات تابعة للقوات البرية السعودية، ومجموعة قطع آلي “كلاشنكوف” ومخازن لهذه القطع، وهي غالبًا ما تتوفر في السفن لدى حراسها وهي ليست دليلًا واضحًا وأكيدًا على أنها سفينة عسكرية، لعدم وجود أسلحة كالصواريخ والدبابات والرشاشات على العربات المصورة على متن السفينة، وجنود ، لأن السفن العسكرية يوجد عليها رشاش وجهاز مراقبة.

إقرأ أيضاً  فشل إعادة فتح طريق صنعاء -الضالع-عدن
ماذا تحمل "روابي" الإماراتية من معدات؟

قد تكون حمولة السفينة مستشفى ميدانيًا عسكريًا، وأسلحة الكلاشنكوف هي لأفراد حراسة المستشفى،التي زعم التحالف أنها تحمل أدوات مستشفى ميداني، كما أن جماعة الحوثي لم تعلن في وقت سابق لأحتجاز السفينة أن هناك سفينة قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر تقوم بتنفيذ أعمال حربية عدائية كما جاء في المؤتمر.

الصحفي زياد الجابري، شكك برواية الحوثيين حول أن سفينة “روابي” عسكرية. وفي حديثه لـ”المشاهد“، قال الجابري إن “الحوثيين في عرضهم المصور لما تحويه السفينة الإماراتية المحتجزة لديهم، بينوا وجود سيارات إسعاف وغرف عمليات ومولد كهرباء وونش ووايات نقل ديزل، ولم يكن على متن السفينة مدرعات ولا دبابات ولا مدافع، وإنما أعداد من الكلاشنكوفات بداخل إحدى الكنتونات من الواضح أنها أدخلت بشكل عشوائي من قبل مسلحي الحوثي”.

وعقب إعلان جماعة الحوثي استيلاءها على سفينة “روابي” الإماراتية، جاء رد التحالف العربي سريعًا، إذ اتهم الأخير الحوثيين بـ”القرصنة والخطف”، وأوضح، على لسان المتحدث باسمه العميد تركي المالكي، أن سفينة الشحن “روابي” كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى اليمنية إلى ميناء جيزان جنوب السعودية.

وأشار المالكي إلى أن حمولة السفينة تشمل معدات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة، وأن السفينة تحتوي على “عربات إسعاف، ومعدات طبية، وأجهزة اتصالات، وخيام، ومطبخ ميداني، ومغسلة ميدان، وملحقات مساندة فنية وأمنية”.

وأكدت البعثة الإماراتية في الأمم المتحدة أن السفينة “روابي” المختطفة لدى الحوثيين، تحمل مساعدات طبية.

ولم تقدم دولة الإمارات ولا التحالف العربي أي أدلة تثبت أن السفينة كانت تحوي على متنها معدات طبية، عدا الصور التي بثها الحوثيون.

وفي 4 يناير الماضي، في اليوم التالي من سيطرة الحوثيين على السفينة “روابي”، دعا التحالف العربي الحوثيين، على لسان المتحدث باسمه العميد تركي المالكي، إلى سرعة الإفراج عنها، وقال إنه “يجب على الحوثيين إخلاء سبيل السفينة “روابي” من ميناء الصليف، وبكامل حمولتها ذات الطابع الإنساني غير القتالي”.

وحذر من أنه “في حال عدم الانصياع، فإن موانئ انطلاق وإيواء عمليات القرصنة والاختطاف والسطو المسلّح وعناصر القرصنة البحرية التي حدثت، سيجعلها أهدافًا عسكرية مشروعة”.

بعد تصريحات المالكي بأيام أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، في 12 يناير 2022، أن فريقًا تابعًا لها زار ميناء الصليف اليمني، وتحدث مع طاقم السفينة الإماراتية، التي احتجزتها قوات الحوثيين في وقت سابق من الشهر ذاته، ولم تذكر البعثة أو تشر إلى أن السفينة “روابي” عسكرية.

وفي منتصف يناير الماضي، دعا مجلس الأمن الدولي في بيان تبناه بالإجماع كافة الأطراف المعنية للإفراج الفوري عن السفينة الإماراتية التي صادرها الحوثيون، لكن الحوثيين رفضوا الإفراج عنها، وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، حسين العزي، إن “سفينة روابي لم تكن محملة بالتمور أو لعب الأطفال، وإنما كانت محملة بالأسلحة لدعم جماعات متطرفة تهدد حياة البشر”.

السياق الزمني

جاءت عملية احتجاز جماعة الحوثي سفينة “روابي” الإماراتية، في سياق التصعيد المتبادل بين التحالف العربي والحوثيين، منذ مطلع يناير من العام الجاري، وعلى إثرها تمكنت ألوية العمالقة من إخراج مقاتلي الحوثيين من شبوة، وتقدمت القوات ذاتها في مناطق بمحافظة مأرب.

المصادر

المصادر المفتوحة – مواقع إلكترونية لتتبع السفن – صحفي – قناة العربية – المسيرة نت – فرانس 24 – هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية – التحليل النقدي – بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)

مقالات مشابهة