المشاهد نت

التضليل تحت “قناع الشراكة” السياسية

تتبنى جماعة الحوثي "سياسة التحالفات المؤقتة للنيل من خصومها تحت مسمى الشراكة"

صنعاء – عبدالرب الفتاحي

الادعاء

جماعة الحوثي تبحث عن شراكة سياسية لتشكيل حكومة وطنية

الناشر

محمد البخيتي

الخبر المتداول

في اجتماع له مع قيادات من المؤتمر الشعبي العام، في 30 ديسمبر 2021، تحدث محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين ومحافظ ذمار، أن جماعته ظلت متوقفة لثلاث سنوات متوالية دون تشكيل أية حكومة، وذلك للتوافق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية بين كل المكونات السياسية.

وادعى البخيتي أنهم دفعوا المرتبات لجميع الموظفين حتى أولئك الذين كانوا يقفون ضدهم، في المعارك، حتى تم نقل البنك المركزي من صنعاء.

وبحسب البخيتي، فإن مثل هذا السلوك يؤكد أنهم منصفون، ولايسعون للانفراد بالقرار السياسي، لكل من يسعى إلى الحق.

تحقق المشاهد

بعد التحقق الذي أجراه “المشاهد”، تبين أن المعلومات الواردة في تغريدة محمد البخيتي، القيادي في جماعة الحوثي، مضللة، فهي نوع من التضليل التي تروج الجماعة لمشروعها تحت مصطلحات مشابهة. فالواقع يشهد أن الجماعة منذ وصولها إلى صنعاء اتخذت كل السبل لتكريس سلطتها الاستبدادية والقمعية.

يتعارض سلوك جماعة الحوثي مع معارضيها مع ما طرحه القيادي في الجماعة البخيتي.وتعمل الجماعة على فرض أجندتها وأهدافها منذ انقلابها المسلح على سلطة الرئيس عبدربه هادي في سبتمبر 2014، لتحقيق مصالحها السياسية والطائفية في الحكم والمناهج المدرسية بعيدا عن الإجماع الوطني. فعندما حاولت القوى السياسية في اليمن القبول بالشراكة مع الحوثيين في 2014 من خلال “اتفاق السلم والشراكة الذي وُقع بعد سيطرة الجماعة على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، إلا أن الحوثيين تجاوزوا الاتفاق لفرض واقع سياسي وعسكري جديد كليا.

اتفاق السلم والشراكة الوطنية عام2014

ولتذكير الجمهور فالأحداث الساخنة التي أتخذ فيها الحوثيون قرارات أحادية كان لها عواقب وخيمة على اليمن وعلى النسيج الإجتماعي حتى هذه اللحظة من خلال نسج تحالفات عديدة مؤقتة وفضها في ظرف قصير.

إقرأ أيضاً  ما حقيقة صور تشييع جنازة الزنداني في تركيا؟

ترى ميساء شجاع الدين، في بحث أعدته لمركز صنعاء للدراسات الاستراتجية، في يونيو 2020 “أن الحوثيين تبنوا خلال مسيرتهم التوسعية من صعدة إلى صنعاء، سياسة التحالفات المؤقتة، وإسقاط منافسيهم الواحد تلو الآخر. يمثل تحالف الحوثيين مع الرئيس السابق على صالح وقتله لاحقا خير مثال على التحالفات المؤقتة التي أنتهت بتصفية الحليف.

وتطرقت شجاع الدين إلى تقارب الحوثيين مع الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن، وتبني سردية “المظالم والمطالب التي يرفعها الحراك الجنوبي لا بحثا عن إنصاف “للقضية الجنوبية” وإنما استمرارا لنهج “الحليف الموقت للقضاء على الخصوم.”

وقالت ” دعم الحوثيون الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي في مطالبهم، بتبني نظام حكم فيدرالي يتكون من إقليمين، لكن خلال الفترة التي عقد فيها مؤتمر الحوار الوطني، استمر الحوثيون في الاعتماد على قوتهم العسكرية الضخمة لدفع الأحداث لصالحهم، وبعد انقسام مؤتمر الحوار حول الفيدرالية، واصلت جماعة الحوثي توسعها العسكري، واستولت على محافظة عمران البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء، في يوليو 2014″.

من خلال الرجوع إلى هذه الحقائق وحدها فقط يتجلى تظليل محمد البخيتي في دعوى “الشراكة” التي تحمل المغالطات والتضليل.

السياق الزمني

تزامن ترويج الحوثيين “للشراكة” مع ارتفاع وتيرة هجوم الحوثي على مدينة مأرب، المعقل الرئيسي للقوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه هادي في ظل محاولات مستمرة من الأمم المتحدة لإيجاد حلى سياسي للصراع المستمر منذ سبع سنوات.

المصادر

مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية – التحليل النقدي – اتفاق السلم والشركة

مقالات مشابهة