المشاهد نت

لحج: إنهاء نزاع قبلي كاد يؤدي إلى مواجهات

لحج – فتّاح عبدربه

نجحت مساعي قبلية في مناطق الصبيحة، غرب محافظة لحج (جنوب اليمن) بإنهاء حادثة قبلية كادت تتحول إلى مواجهات مسلحة.

ووقعت الحادثة بداية العام الجاري، وأدت إلى مقتل امرأة ومحاولة زوجها الصاق التهمة بأحد أفراد قبيلة أخرى؛ بسبب خلافٍ شخصي معه.

وتفاقم الوضع قبل شهرين، وكاد أن ينذر بتحول القضية إلى ثأر قبلي، وذلك بعد اعتداء أفراد ينتسبون لقبيلة المطارفة التي تنتمي اليها القتيلة، على منزل نبيل ثابت من قبيلة اليزيديين واختطاف أحد أطفاله، تحت مبرر اتهامه بقتل المرأة.

وعقب توتر الأوضاع، تدخل مشائخ من قبائل الصبيحة للجمع بين القبيلتين والوصول إلى حلول مُرضية، تُزيل أسباب الخلاف.

حيث أدت مساعي الشيخ محسن الخديري شيخ المناصرة، وأحمد الهبوب شيخ البعسس، والشيخ نوفل أحمد سعيد شيخ المطارفة للتوصل إلى حلول مرضية للطرفين.

وتضمن التحكيم القبلي قيام قبيلة المطارفة بتقديم 38 مليون ريال، لقبيلة الزيديين كـ”عدل”، بحسب الوصف القبلي، وكاعتراف على الخطأ، الذي قام به أفراد محسوبون على قبيلة المطارفة بالاعتداء على منزل نبيل اليزيدي، واختطاف طفل من داخل المنزل.

وكان الوضع قد توتر بين القبيلتين بعد أن القى الأمن في مدينة العند، وقتها، القبض على شقيق زوج المجني عليها “ن. ح. س”.

وقادت تحريات الأمن في مدينة العند لمعرفة خيوط الجريمة، حيث حاول زوج الضحية “ف. ح. س.” اتهام “ن. ث. اليزيدي” على أنه وراء الجريمة؛ للتغطية على أخيه “شقيق الزوج” القاتل الحقيقي.

إقرأ أيضاً  لحج.. متطوعون يَشُقّون طريقًا يربط مديرية القبيطة

وألقى أمن العند القبض القبض على الجاني، واثنين من أخوته وأولاد عمه بتهمة المشاركة وتضليل الأمن والقبيلة التي تنتمي إليه الضحية، للاعتداء على منزل أحد أفراد قبيلة اليزيديين، وتم إطلاق سراح الطفل المختطف، بعد فترة قصيرة من الحادثة.

واعتبر عارف فحرور، أحد الشخصيات الاجتماعية في الصبيحة، أن الحل القبلي والتحكيم أدى إلى منع نزاع قبلي كان يمكن أن يؤدي للدخول في مواجهات، ستكون أثاره خطيرة على واقع القبيلتين على المدى القصير والطويل.

وثمّن فحرور هذا التحرك الذي قاد للصلح القبلي وتجنب فتيل كارثة كانت تتسع مع الوقت، خاصة وأن هناك من أراد رمي الجريمة على شخص برئ، وخلق ثأرات واسعة تدفع القبلتين إلى القتال وخسارة شبابها ورجالها، ضمن حالة من المكايدة التي كادت أن تؤدي لفتنة.

من جانبه، اعتبر الشيخ عارف شكري الاتفاق بين القبيلتين إنجاز مهم في طريق إنهاء الخلاف وأن عمل الخير والنية الصادقة، هي من عززت الثقة بين الجميع.

وطلب شكري جميع قبائل الصبيحة بمعالجة قضاياهم الاجتماعية بـ”العقل”، وأن لا تتجه للسلاح، الذي هو مصدر الهلاك والويل والخوف.

وأشار شكري إلى أن قييلة اليزيديين والمطارفة رضوا بالتحكيم القبلي، وتم التوصل لحلول وفق شرع الله والحكم العرفي، حيث سهّلت توجه القبيلتين للحل في إزالة العديد من التعقيدات.

وتتكرر المشكلات القبلية التي تعيشها مناطق قبائل الصبيحة، غرب محافظة لحج، والتي غالبًا ما يتم حلها عبر التحكيم القبلي أو الوساطات المحلية.

مقالات مشابهة