المشاهد نت

أصناف رمضانية متوارثة في مدينة الحوطة بلحج

لحج – مرفت الربيعي:

تحرص سامية حتى اليوم الأخير من رمضان، على إعداد الشربة التي تتميز بها مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج (جنوب البلاد)، إذ تمضي ساعات كثيرة في صناعتها على التنور، معتمدة في ذلك على الحطب، كونه يعطيها مذاقًا جيدًا، كما تقول، مضيفة لـ”المشاهد” أن صناعة الشربة تتطلب العمل عليها من الصباح، وتركها على جمر التنور حتى قرب الإفطار، كي تنضج وتقدم ساخنة. وتتكون الشربة اللحجية من البر المجروش واللحم أو الدجاج، ثم يتم قلي بصل مع الزيت، ويوضع على طبق الشربة.
وتعتبر الشربة طبقًا أساسيًا في المائدة الرمضانية اللحجية، حيث يبدأ الميسورون بشراء الخرفان قبل رمضان، وتخصيص لحمها الذي يقسم ويوضع مع الشربة لأيام، ومن لا يستطيع شراء اللحم يضع لحم الدجاج مع الشربة.
وتقول سامية إنها توارثت صناعة الشربة من أجدادها، كما هو الحال مع سكان مدينة الحوطة وقراها، التي تبدو كأنها جزء من ماضيهم الجميل.
وتكتظ شوارع الحوطة ببائعي الأكلات والمشروبات الشعبية الرمضانية، مثل المخلم (من أنواع الخبز الأسمر)، ويمتاز بطعمه الحامض.
ويتم إعداد هذا الخبز من الدقيق الأحمر والبصل وحبة البركة، والثوم، بخلاف فطير الكدر الذي يعد من الدخن والشعير، مع إضافة الخميرة، والحليب، وزيت السمسم ، وحبة البركة.
وتقدم هذه الأصناف مع الشربة والسمك المجمر في وجبة العشاء، بحسب سامية، قائلة: “إنه يتم الاعتماد على الحطب في إعداد هذه المأكولات، كما جرت العادة قديمًا، حتى يكون مذاقها أفضل”.
وإلى جانب تلك الأصناف، تحرص نساء المدينة على صناعة المشبك الوهطي الذي ينسب لقرية الوهط إحدى قرى مديرية تبن المجاورة لمدينة الحوطة، كما تقول أم محمد، مضيفة أن المشبك الوهطي يتكون من الطحين الأبيض والسكر والماء.
ولتعزيز ثقافة التسامح وتقوية أواصر المحبة، تتبادل أم محمد مع جيرانها الأكلات الشعبية التي يفضلونها في سفرة العشاء، وهو ما تفعله سامية التي تحرص على المواظبة في إعداد الأصناف الشعبية لأسرتها طيلة أيام رمضان.

مقالات مشابهة