المشاهد نت

مسكنات الألم.. مخاطر صحية قاتلة

تعبيرية

صنعاء – بسمة توفيق

ساعدت الأوضاع المعيشية الصعبة في بلادنا على تدهور كافة سبل العيش، منها الحالة الصحية لأغلب الناس مع سوء الخدمات المقدمة في المرافق الصحية.

وانتشرت مع سوء الخدمات الصحية، ظاهرة استخدام العقاقير الطبية، بدون استشارة طبية؛ ما يتسبب بأمراض نتيجة ذلك، كما هو الحال مع نجل أم أيمن، الذي يعاني من قرحة المعدة بسبب تناوله الأدوية المهدئة بكثرة، وعدم اكتراثه لنصائح والدته بعدم تناول أدوية مهدئة دون استشارة الطبيب.

والأدوية المهدئة سطحيًا نوعان: مهدئات ألم جسماني، ومهدئات نفسية، ومعظم المهدئات، وأضرارها على حسب حدة أو قوة العلاج، فكلها تعتمد كليًا على مستقبلات الجسم.

كما يؤكد الدكتور الصيدلي، صلاح الشباطي في صنعاء، أن المهدئات تؤدي إلى ارتفاع الضغط والسكر والفشل الكلوي وتلف بخلايا الكبد في حال الاستخدام المفرط لها.

مخاطر المسكنات

يلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام الأدوية المسكنة بمجرد الشعور بالألم في أي جزء من أجزاء الجسم، دون معرفة ما الذي قد يحدثه المسكن من مضاعفات صحية، بحسب الدكتور محمد حيدرة، أخصائي باطنية في مستشفى الثورة الحكومي بصنعاء.

ويؤكد الدكتور عبدالقادر يحيى المجاهد، أخصائي مخ وأعصاب في مركز الدكتور يحيى المجاهد بصنعاء، أن المهدئات تعمل عن طريق الضغط على الجهاز العصبي المركزي.

مشيرًا إلى أن الجرعات العالية منها قد تتسبب في بطيء وظائف الجسم؛ ما يؤدي إلى انخفاض ضربات القلب بشكل حاد، وفشل عملية التنفس، ثم الوفاة.

ويدمن البعض نوعًا من المسكنات، الذي يحتوي على الكافايين، ولا يستطيع الشخص التخلص من إدمان هذا المسكن، بحسب الدكتور حيدرة.

ويعرف الدكتور المجاهد، الإدمان بأنه عبارة عن مرض عصبي يتصف بالاستهلاك القهري للمنبهات المجزية، على الرغم من العواقب الضارة المحتملة.

ويعود سبب إدمان المريض للأدوية المهدئة، التي تحتوي على الكافائين، مثل المسكن الشهير السولبادين، إلى عدة أسباب، منها الشعور بالقلق والتوتر واضطرابات النوم والأرق.

إقرأ أيضاً  حرمان المهمشين من الخدمات في اليمن

صرف الأدوية المهدئة

وتصرف الأدوية المهدئة إذا كان المريض يعاني من ألم مفاصل روماتيزمي، أو كمسكن للصداع أو الحمى أو ألم الأسنان، بحسب الدكتور الشباطي.

ويضيف: “بالنسبة للمسكنات التي تسبب إدمانًا، يجب على المريض أن يلتزم بخطة علاجية من الطبيب المعالج، لأن سحبها من الجسم يتطلب وقتًا، ومع ذلك يستهتر بعض الصيادلة في بيع تلك المهدئات وصرفها لكل من يطلبها حتى بدون وصفة طبية من الطبيب المختص”.

حيث لا بد من استشارة الطبيب المختص عند الشعور بالألم، وأخذ العلاج بجرعات مختلفة لكل مريض، وبتحديد الكمية التي كان يستخدمها، وتتم بشكل تدريجي حسبما يصفها الدكتور حيدرة.

ويقول: “نحتاج إلى حملة وطنية شاملة للحد من استخدام المسكنات بدون داعٍ وبدون استشارة طبيب مختص، وكذلك منع بيعها في البقالات، وتوعية الصيادلة بخطورة صرفها بدون استشارة الطبيب”.

ويعتبر الوعي المجتمعي عن خطورة الاستخدام العشوائي للمسكنات، من أهم الإجراءات الوقائية التي تخفف من استخدامها وتجنب مضاعفاتها، وفق الشباطي.

قصور قانوني

يؤكد فؤاد عبده نعمان، المحامي في مؤسسة كفاءات للمحاماة والاستشارات القانونية بصنعاء، أن القانون لم یسجل أي تدخل للحد من ظاهرة استخدام الأدویة المهدٸة بطریقة عشوائية.

کون تقنین ذلك یعد تدخلًا في اختصاص الأطباء والجهات المختصة، وترك الأمر مطلقًا لوزارة الصحة والجهات التابعة لها للقیام بواجبها حال وجود مواضیع مماثلة تحتاج لإصدار تعمیمات طبیة للحد منها ومنع الأضرار الناتجة عنها.

ومنها موضوع نقاشنا، فضلًا عن أن القانون یهتم بتقنین المواضیع التي ینتج عنها نزاعات، أما غیرها فیترك أمرها للوزارات والجهات التي تختص بشأنها لإصدار قرارات وتعمیمات بشأنها، کون مثل هذه المشکلات الطبیة والمماثله لها تطرأ بین الحین والآخر، ولا تبقی محددة.

مقالات مشابهة