المشاهد نت

ما حقيقة “اكتشاف” مدينة أثرية في الحديدة؟

تبين أن الصور المتداولة لمدينة أثرية في زبيد تعود لقرى مجاورة لزبيد معروفة

الحديدة-صلاح بن غالب

الادعاء

اكتشاف مدينة أثرية  في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة، غرب اليمن

الخبر المتداول

تدوال ناشطون ومواقع وصقحات  إخبارية في 20 أكتوبر الجاري صورا لمعالم أثرية وتاريخية تحت مزاعم أنها لمدينة  أثرية تدعى “المنامة” تم اكتشافها في مديرية زبيد، جنوب محافظة الحديدة. وجاء في تفاصيل الخبر أن المدينة كانت مطمورة تحت الرمال وأن الإكتشاف قام به باحثون محليون وأن المدينة المكتشفة ربما تكون أقدم من   مدينة زبيد المشهورة.

الناشرون

راشد مبخوت معروف

منصة اليمن الاخبارية

قناة الفلكي اليمني

قناة ابنآ اليمن

 المشهد اليمني

موقع كريتر سكاي

علي السكني

دوت الخليج

العرب برس

أحمد النعمي

وكالة الصحافة اليمنية

تحقق المشاهد

من خلال التحقق الذي أجراه موقع “المشاهد” حول اكتشاف مدينة “المنامة الآثرية ” بمديرية زبيد جنوب محافظة الحديدة ، فالخبر مفبرك ولا أصل له على أرض الواقع، حسب خبيرين محليين.

وقال  الدكتور عبدالودود مقشر، أستاذ التاريخ بجامعة الحديدة لـ “المشاهد “أن ماتم نشره وتداوله  في المواقع الاخبارية والقنوات الفضائية من اكتشاف مدينة المنامة الآثرية غير صحيح إطلاقاً ،  بل أن تلك الأخبار أصبحت مثاراً للسخرية والضحك بين أبناء مدينة زبيد.”

موضحا  أن قرى جيجر ، الزواية  والمنامة هي قرى متجاورة ضمن مديرية زبيد ومعروفة لدى كل أبناء زبيد جيلاً بعد جيلاً  ولم تتعرض للاندثار أو تطمرها الرمال المتحركة كما تم تداوله .

وحسب مقشر  فإن بعض الصور التي تم تداولها تعود لقرية المنامة  في زبيد التي توجد فيها تلك المساجد منذ العصر العثماني الثاني. أما المسجد الذي تم تداول صوره بكثره فقد تم بناؤه في زمن الإمام يحي حميد الدين قبل 97 سنة تقريباً ولازال أبناء القرية يقيمون فيه الشعائر الدينية منذ تأسيسه وحتى اليوم .

إقرأ أيضاً  معاناة العمال في مدينة تعز

وقال مقشر أن مناطق تهامة لم تصلها أي بعثات متخصصة في حصر الآثار منذ فترة طويلة جداً، عدا بعثة كندية برئاسة السيد أدوارد كيل الذي عكف على دراسة وتدوين الآثار منذ 1982 حتى 2015 وأصدر تقريراً يصل إلى 30 ورقة لكنه غير مترجمه للغة العربية ، احتوى على كل معالم وقرى زبيد بالكامل .

وأكد مقشر أن من ضمن تقرير الباحث الكندي “كيل” ذكره لقرية المنامة المعروفة اليوم ، وهذا دليل آخر يدحض مزاعم الاكتشاف المتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي.” حد تعبيره.

في السياق ذاته قال رئيس فرع اتحاد الادباء الكُّتاب في محافظة الحديدة، محمد سنيني بقش وهو أحد أبناء المنطقة لـ “المشاهد” أن الاكتشاف لاياتي بين عشية وضحاها ،فالامر يحتاج للجنة مشتركة تضم اكاديميين وباحثي آثار مختصون وعقد عدة حلقات نقاشية للخروج برؤية موحدة في الاقرار بأن هذا يسمى اكتشاف ومن ثم يتم توثيق ذلك في هيئة العامة للآثار.”

وقال بقش “أن الصور المتدوالة هي من اطراف قرية الزواية التي تعرضت للتصحر بسبب الجفاف وهجرها سكانها إلى مناطق زراعية على ضفاف وادي رماع ، ومن ثم زحفت الرمال المتحركة على القرية وطمرت اجزاء واسعه منها ، فالمسجد المتداول بالصور هو مسجد قرية الزاوية الذي تم تجديده مطلع خمسينات القرن الماضي.”

موضحا “أن قرية المنامة التي ذكرها المؤرخون يرجع نشأتها  إلى عصر ما قبل الميلاد وليس حتى العصر الإسلامي.”

وقد حاول “المشاهد” التواصل مراراً مع أحد الباحثين الذين وردت اسمائهم في الخبر المتداول عن اكتشاف مدينة أثرية  إلا أنه رفض الرد على كل محاولات الاتصال والتواصل معه .

المصادر

أستاذ علم التاريخ والآثار بجامعة الحديدة- رئيس فرع اتحاد الادباء والكتاب بالحديدة

مقالات مشابهة