المشاهد نت

حقائب تمكن الاطفال من مواصلة التعليم

مبادرة مجتمعة تتمكن من توزيع 800 حقيبة مدرسية في جنوب تعز-اليمن

تعز-أمجد عبد الحفيظ

المجتمع جزء من الحل، هذا ما لمسه مؤخرا مواطنون في احدى عزل ريف تعز الجنوبي.

بعد اسبوعين من انطلاق العملية التعليمية لم تتمكن شقيقة أحمد مفيد، من اقتناء حقيبة مدرسية نتيجة ظروف والدها التربوي بسبب توقف راتبه نتيجة حالة الحرب في البلاد.

يقول أحمد،” كانت اختي الصغرى التي تدرس في الصف الثاني دائما ما تطالبني بشراء  شنطة زي حق السنة الماضية، رفعت سماعه الهاتف صباح اليوم وقالت لي ضاحكة لا تشتري لي شنطة، قد جابوا لنا من المدرسة ،عندها شعرت بقيمة الفرحة في قلوب الاطفال”.

يواجه اليمن أزمة في التعليم حيث يصل عدد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات حادة نتيجة الحرب إلى حوالى 7ملاين طالب وطالبة، وتأثر حوالى 10,7 مليون طالب وطالبة بالصراع المسلح خلال 2016-2022، وتضررت حوالى 2,916مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل 4 مدارس) تضررت جزئيا أو استخدمت لأعراض غير تعليمية خلال 7سنوات من النزاع حسب تقرير لمنظمة اليونسيف 2022.

في أطراف القرية الريفية في بني يوسف، مديرية المواسط، جنوبي تعز قامت مبادرة مجتمعية تحمل اسم “العين ميديا” بتبني فكرة دعم التعليم في المنطقة، المبادرة التي ولدت في المنتدى الثقافي الذي يضم حوالى ٢٠٠ عضوا طرحت للنقاش عوائق التعليم الاقتصادية في المنطقة التي من أهمها نقص المستلزمات المدرسية من اقلام ودفاتر وحقائب مدرسية، لتتبلور الفكرة إلى تبني حلول سريعة من قبل اعضاء المنتدى.

مبادرة توزيع حقائب مدرسية

 تمكنت المبادرة المجتمعية من توفير نحو 800 حقيبة مدرسية تم توزيعها على خمس مدارس في قرى مختلفة تابعة للعزلة ما ساعد في تمكين اولئك الاطفال من الاستمرار في التعليم.

بدأت المبادرة في 2022  بتنسيق اقرار كل طالب تخرج من المدرسة سابقا وأصبح اليوم مهندسا او طبيبا أو تاجرا مغتربا او مقيما أن يدعم مدرسته بقدر ما يستطيع، و تواصل أعضاء آخرون مع تجار من نفس القرى من أجل دعم مدارسهم، لتتمكن المبادرة من توفير المستلزمات للأطفال في  4 مدارس اخرى بحوالي 450 حقيبة مدرسية، ليصل إجمالي عدد الحقائب إلى 800حقيبة ، وفي منطقة شرار ورأس الواد تم عرض الحلول على صندوق القرى الخاصة بهما الذي يدعمه مغتربون وتم توفير حوالى 300حقيبه وتكرار التجربة.

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن

ساهمت المبادرة بتوفير حوالي 1.5٪  من إجمالي حقائب الطلاب البالغ عددهم 7000 طالب في عزلة بني يوسف، يتوزعون في 14مدرسة، وتسعى المبادرة للتواجد في الفصول الدراسية القادمة لتشمل المديرية بأكملها.

توسع المبادرة

في ٢٠٢٣ انتقلت الفكرة إلى منطقة الصلب ببني يوسف ممن لم تصلهم الحقائب حيث تكفل الصندوق الخيري للقرية بتوزيع دفاتر واقلام للطلاب والطالبات، وفي منطقة قدس بمدرسة الصرم وزع مجلس الاباء حوالي ٧٠ حقيبة على طلاب المدرسة

يقول عبد الله اليوسفي “كان الأجدر بالمبادرة توفير الكتاب المدرسي للطلاب نتيجة العجز في الكتاب المدرسي منذ ٢٠١٢”.

وتقول أنيسة اليوسفي “استغربت كيف استطاعت مبادرة توفير ثمانمائة حقيبة ونحن كمؤسسة وزعنا حوالى ٢٥٠ بصعوبة.”

وواجهت المبادرة صعوبات حيث صنفها معارضون بأنها موجهة لمنطقة بني يوسف فقط بينما توجد حوالى ٧٤ مدرسة في مديرية المواسط، وطالب مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية، عبد الحفيظ المنيفي بتواجد ممثلين للمكتب أثناء توزيع الحقائب في المدارس.

تلقت المبادرة طلبات اخرى بعد استكمالها توزيع الحقائب المدرسية وذلك من قبل عدد من الاسر المتضررة التي لم تحصل على حقائب لأبنائها في حين ان اغلبهم كانوا مستحقين، ما افضى الى اكتشاف خطأ تمثل في اعتماد المبادرة على أشخاص داخل المدارس كلفوا بتسجيل الطلاب المتضررين وتبين حدوث بعض التجاوزات من خلال تواجد اسماء غير مستحقة تم ادارجها في كشوفات المسح ما اثر على حقوق طلاب مستحقين.

ومن ضمن السلبيات التي واجهتها المبادرة اعتماد حقائب مختلفة عن الحقائب الموحدة ذات الخامة الجيدة التي تبنتها المبادرة ما ولد تحسسا لدى بعض الطلاب والمواطنين.

 وعزت المبادرة جهودها  الى تراجع دور مؤسسات ومنظمات وجهات حكومية كان يفترض بها أن تقوم بواجبها وتوفير الحقائب المدرسية للطلاب غير المقتدرين .

تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

مقالات مشابهة