تعز – سعيد نادر
طالبت أسرة مسؤول برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، مؤيد حميدي، الذي قُتِل، أمس الجمعة، بتعز، بالكشف عن قتلته.
ونقل موقع العربية نت عن سمير حميدي، شقيق مؤيد حميدي، مطالبته الأمم المتحدة والحكومة اليمنية وقبائل اليمن بالكشف عن قتلة شقيقه وتقديمهم للعدالة، وفق ما رصده «المشاهد».
وأضاف حميدي: إن العائلة لن تتنازل أبدًا في حق قتلة أخيهم، مطالبًا بإيقاع أقصى عقوبة بحق القتلة.
في السياق ذاته، أعرب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عن حزنه العميق لمقتل أحد موظفيه الأجانب في اليمن برصاص مسلحين مجهولين.
وقال البرنامج في بيان، رصده «المشاهد» “توفي مؤيد حميدي، وهو مواطن أردني، بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى”.
وجاء في البيان “عمل حميدي، وهو أحد الموظفين في المجال الإنساني، لدى برنامج الأغذية العالمي لمدة 18 عامًا، بما في ذلك مهمة سابقة في اليمن وكذلك فترة في السودان وسوريا والعراق”.
يشار إلى أن هذا هو ثاني مسؤول دولي يُقتل في تعز منذ أبريل/نيسان عام 2018، حين قُتل موظف لبناني يعمل في الصليب الأحمر بنيران مسلحين مجهولين في منطقة الضباب عند المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز.
غويتريش: تدخلاتنا لن تتأثر بالحادث
إلى ذلك، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الحادث الذي استهدف أحد موظفي الأمن الغذائي في تعز بأنه ”إرهابي”، بحسب وكالة ”سبأ” الحكومية.
وقال غوتيريش، خلال تلقيه اتصالًا هاتفيًا من رئيس المجلس الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، إن الحادث لن يؤثر على تدخلات الأمم المتحدة وبرامجها الإغاثية المقدمة للشعب اليمني في مختلف المجالات.
وبحث أمين عام الأمم المتحدة مع العليمي مستجدات الأوضاع اليمنية على ضوء الهجوم الذي أودى بحياة مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مدينة التربة بمحافظة تعز مؤيد حميدي.
وجدد العليمي، “التزام المجلس الرئاسي والحكومة، بتأمين الأعمال الإنسانية وملاحقة الجناة الذين حددت الأجهزة الأمنية هويتهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع”.
وأشار إلى استمرار دعم المجلس والحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل تجديد الهدنة، واستئناف عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات أبناء الشعب اليمني.
من جانبه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة، عن التزام المنظمة الدولية بمواصلة مساعيها الحميدة من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
إدانة أمريكية
وفي أول تعليق أمريكي على الحادث قال سفير واشنطن لدى اليمن، ستيفن فاجن، في تغريدةٍ على ”تويتر”: إن الولايات المتحدة تدين مقتل أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في اليمن، وتعرب عن خالص تعازيها لأسرة الفقيد”.
وأثارت واقعة مقتل رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي بتعز موجة إدانات محلية ودولية واسعة.
الحكومة: نتابع الحادث على أعلى المستويات
وعبرت الحكومة اليمنية عن تعاطفها مع أسرة المسئول الأممي، مقدمة العزاء والمواساة لهم، وجددت حرصها على ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان رصده «المشاهد» إن الأجهزة الأمنية تواصل اجتماعاتها وتحرياتهم لضبط المتورطين وكشف ملابسات الحادث، وأن القضية يتم متابعتها على أعلى مستوى في الدولة.
وكان رئيس المجلس الرئاسي اليمني، ورئيس الحكومة اليمنية، قد تواصلا مع اللجنة الأمنية بتعز برئاسة المحافظ نبيل شمسان، الذي أطلعهم على آخر مستجدات الحادثة.
الكشف عن هوية الجناة
وأمس الجمعة، أعلنت اللجنة الأمنية بتعز الكشف عن هوية الجناة الذين أطلقوا النار داخل مطعم شعبي في مدينة التربة بتعز، أثناء تواجد المسئول الأممي مؤيد حميدي؛ ما أسفر عن مقتله.
وقالت اللجنة إنها تواصل متابعة وملاحقة الجناة من خلال التحريات التي تقوم بها، منذ اللحظات الأولى للحادث.
الحوثيون: انفلات أمني بمناطق الحكومة
في المقابل، أدان الناطق باسم جماعة الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام، مقتل رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي، مؤيد حميدي، في محافظة تعز.
وقال عبد السلام، في تغريدة، إنّ الانفلات الأمني يعم جميع المناطق التي يسيطر عليها المسلّحون، فضلاً عن تردي الوضع الاقتصادي وانهيار العملة، في إشارة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وأضاف، كل مايحدث “شاهد على ما تسعى إليه قوى خارجية من فوضى، لإرهاق المواطن اليمني وإشغاله عن الاهتمام بمصير بلده وسيادته واستقلاله”، حد وصفه.
ويوم أمس الجمعة قامت عناصر مسلّحة في منطقة التربة بإطلاق النار على سيارة لمنظمة الأمم المتحدة (UN)، ما أدى إلى إصابة رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي (مؤيد حميدي – أردني الجنسية) بـ 6 طلقات، أسفرت عن وفاته على الفور حسب مصادر محلية.
ويأتي مقتل المسئول الأممي بعد اعتزام برنامج الغذاء العالمي إنشاء مقر دائم في محافظة تعز لتنظيم عملية تدخلاته الإنسانية، مع بدء العمل بتشغيل مطار المخا (غرب تعز)، بالإضافة إلى التضييق الممارس على المنظمات الدولية والأممية في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين.
