المشاهد نت

الرباكي: الحرب غيرت صورة الرسم عند المجتمع”

نماذج من أعمال رسم الفنانة منال الرباكي-حضرموت
نماذج من أعمال رسم الفنانة منال الرباكي-حضرموت

حضرموت – فاطمة العنسي:

تتأمل منال الرباكي الطبيعة من حولها، وتنقل تلك المناظر إلى رسوم جميلة على الجدران أو الأوراق. كان الرسم هوايتها الأولى منذ طفولتها المبكرة، ولم يخفت شغفها بهذا الفن مع تقدمها في العمر.

يستطيع الرسم أن ينقل الأفكار، ويغير من سلوك الأفراد، ولهذا السبب ترى الرباكي أن الرسام يلعب دورًا مهمًا في توعية المجتمع. وتقول: “الرسومات الجدارية التي بجانبها عبارات مختلفة مثل “أنا لا أقتلع الشجرة” أو “أنا أضع القمامة في المكان المخصص لها”، لها تأثير على سلوك الطفل، لأنها تذكره بالسلوك الصحيح الذي يجب اتباعه”.

في مجتمع لا يهتم بالرسم، واجهت الرباكي العديد من التحديات، لكنها لم تتوقف. حصدت العديد من الجوائز خارجيًا وداخليًا. في حديثها لـ”المشاهد”، تقول الرباكي: “خلق الصراع الذي تشهده البلاد تحديات للرسامين وغيرهم من الموهوبين، وتراجعت الإمكانات المادية، وانخفضت المعنويات، بخاصة عندما نجد من يقول لنا إن الرسم لا يوفر عيشًا. الكثير يرون الرسم كشيء ثانوي بسبب الوضع المزري الذي نعيشه”.

طوال سنوات الحرب، قابلت الرباكي العديد من الشباب الذين يمتلكون موهبة الرسم، لكنهم لم يجدوا الدعم والتشجيع، الأمر الذي أجبرهم على إهمال مواهبهم والبحث عن مجال يمكنهم من الحصول على دخل أفضل.

لم تتخلَّ الرباكي عن هذه الموهبة، لأنها ولدت لعائلة تحب الرسم، إذ تقول: “عشت برفقة اللوحات وأنواع الريش المختلفة التي امتلكها والدي. كان يعشق الرسم، ويرسم اللوحات ذات الارتباط بالطبيعة. وأنا أسير على درب والدي”.

إقرأ أيضاً  مرآة الدراما اليمنية في رمضان للعام 2024

فن يستحق الاهتمام

الرباكي: الحرب غيرت صورة الرسم عند المجتمع"
تحرص الفنانة منال الرباكي على توعية المجتمع بأهمية حماية البيئة من خلال لوحاتها الفنية

في عام 2009، حصدت الرباكي المركز الأول في مسابقة نظمتها جمعية الصداقة اليمنية الألمانية، وركزت تلك المسابقة على الأعمال الفنية والثقافية المتعلقة بالبيئة والمناخ.

تتذكر بزوغ فكرة لوحتها الفائزة، وتقول: “أغمضت عيني وحلمت في منامي عن فكرة اللوحة، في الصباح طبقت الحلم على الواقع، مجموعة إطارات مختلفة ذات ألوان واضحة، كل لون يرمز إلى مدلول معين من الطبيعة، رويت قصة الشمس المشرقة والسماء الصافية التي تلبدها الأمطار والأعاصير، ويكتسح الدمار الخراب المكان”.

في عام 2006، حصدت الرباكي أيضًا المركز الأول في مسابقة الفنون التشكيلية بجامعة حضرموت، عبر رسمةٍ استخدمت فيها مخلفات النفايات، وحصلت على الميدالية الفضية في مسابقة مؤسسة حضرموت للاختراع.

بعض أعمال الرباكي على الإنستغرام

تشير إلى أن لوحاتها لا تخلو من مشاهد الطبيعة والحياة، إذ يستهويها ظهور الجبال والماء والأشجار، والحيوانات المختلفة في العديد من اللوحات التي ترسمها، بالإضافة إلى توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة، والاستخدام الرشيد للماء، وكيفية التخلص من النفايات.

منذ بدء حرب اليمن عام 2015، تأثرت العديد من القطاعات مثل التعليم والثقافة والاقتصاد، ولم ينجُ الموهوبون في المجالات المختلفة من آثارها. لكن الرباكي لم تفقد الأمل طوال السنوات الماضية، ولم تتخلَّ عن موهبتها في الرسم، ومازالت تؤمن بأنه فن يستحق الاهتمام من الدولة والمجتمع.

مقالات مشابهة