المشاهد نت

تعز والحديدة.. خطوات في مواجهة سوء الأحوال المعيشية

تعز – آمال محمد :

تعاني فئة النازحين جراء الحرب من صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية اليومية؛ الأمر الذي ساهم في ظهور عدد من المبادرات المجتمعية وبرامج التدخلات من قبل منظمات مجتمع مدني لمساعدة هؤلاء على تجاوز المراحل الصعبة.

ومن بين الحلول، لعبت مؤسسة “بنات الحديدة للتنمية الاجتماعية” دورًا هامًا في تمكين النساء النازحات ومساعدتهن على إنشاء مشاريعهن الخاصة، تأسست هذه المؤسسة في عام 2010، وركزت على تعزيز الاستقلال الاقتصادي للنساء، وقدمت لهن التدريبات والدعم اللازم في هذا الجانب.
.
سميرة عبد اللطيف، مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة في مؤسسة بنات الحديدة، تشير في حديثها لـ” المشاهد إلى أن المؤسسة قامت بأنشطة متعددة في مجال التمكين الاقتصادي وتعزيز حقوق النساء في مجال السلام.

كما تعمل المؤسسة في المجال الإغاثي والتنموي، بما في ذلك الصحة والبيئة والمياه ومساعدة النازحين وإقامة المخيمات، وتركز المؤسسة على المناطق المتخلفة التي تحتاج إلى دعم إضافي.

دعم بمكائن خياطة ضمن مشاريع التمكين الاقتصادي

ومن بين المشاريع التي نفذتها مؤسسة بنات الحديدة حسب سميرة عبداللطيف هو تحسين الدخل المادي للنساء النازحات في محافظتي تعز والحديدة حيث أكدت إلى أنه تم تأهيل وتدريب 400 امرأة وتقديم الدعم لمشاريعهن الخاصة، كما تم اختيار 100 امرأة في مناطق مثل المظفر وصالة وحي السوالق الجراحي في المحافظتين، وتم توفير دعم مالي لهن لتمويل مشاريعهن وتحسين دخلهن المادي.

وبشكل عام يهدف المشروع إلى تمكين النساء وتحسين وضعهن الاقتصادي والاجتماعي حسب عبداللطيف .

وتقول سميرة أن” الجميل في هذه القصة هو مشاركة المستفيدات في تحديد احتياجاتهن، حيث لم يتم فرض مشاريع محددة عليهن، بل تم الاستناد إلى احتياجاتهن الفعلية”.

في ذات السياق تقول داليا قاسم الرئيسة التنفيذية لمؤسسة بنات الحديدة للتنمية الاجتماعية، أن أنشطة المؤسسة توسعت خلال فترة الحرب حيث تعاملت مع الأزمات الإنسانية والاحتياجات العاجلة للناس في ذلك الوقت الصعب.

وفي أطار تمكين النساء في ريف مدينة تعز وتحديدا بمديرية الشمايتين جنوب غرب المدينة ، قامت مبادرة “صوت نساء الريف” بدعم وتنشيط مركز الأسر المنتجة في المنطقة، الذي تم إغلاقه خلال فترة الحرب المستمرة في البلاد حسب القائمين على المبادرة .

إقرأ أيضاً  نشاطات لتقديم الدعم النفسي للأطفال في تعز

يعمل المركز على تأهيل النساء ذوات الدخل المحدود والمنعدم في مجالات مختلفة، من خلال توفير برامج تدريبية وتأهيلية، تهدف هذه البرامج إلى تمكين النساء وتزويدهن بالمهارات اللازمة للعمل في مجالات متنوعة مثل الخياطة والنقش والأشغال اليدوية الأخرى.

تقول هيفاء السقاف مسؤولة عن المبادرة في حديثها تعليم النساء مهارات حرفية ، يساعدهن في الحصول على في سوق العمل وتحقيق دخل مادي .

وتتبابع هيفا السقاف حديثها موضحة أن المبادرة حققت خطوات جيدة حسب تعبيرها في طريق دعم مركز الأسر المنتجة في التربة وإعادة تأهيله، وقد تم تنظيم ورشة للنساء لتدريبهن وتمكينهن كما تم توفير الدعم لحوالي 4700 امرأة من خلال المركز خلال العام.

وبالنسبة للخطوات المستقبلية، تشير السقاف أن زيادة التركيز على تأهيل المرأة وتوعيتها بمعرفة حقوقها والمطالبة بها، إلى جانب تطوير مهاراتها الحياتية لزيادة فرص العمل يساعدها تحسين وضعها وأسرتها الأسري بشكل عام.

ووفقًا للسقاف، تواجه المبادرة تحديات عدة، من بينها قلة توفر الدعم لبرامج التدريب والتأهيل وتنفيذ المشاريع التنموية، ومع ذلك فإن المبادرة حسب السقاف تعمل على التغلب على هذه التحديات من خلال كتابة مقترحات للمشاريع، والبحث عن داعمين للتمويل، وتنفيذ أعمال تطوعية مجتمعية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة.

أشجان مصطفى، إحدى المستفيدات من مبادرة “صوت نساء الريف”، تصف إعادة تأهيل المركز الذي كان مغلقًا لفترة طويلة وتوقف تدريب وتأهيل نساء القرية، بأنه خطوة مهمة في حياة النساء والأسر الفقيرة وتحويلهن إلى أسر منتجة في ظل الظروف الحياتية الصعبة جراء الحرب الذي تمر به البلد.

من جانبه يقول ياسين خالد، أحد أهالي القرية، إن توفير فرص عمل مناسبة للنساء، بات ضرورة لتجاوز تحديات الفقر وسوء الدخل المادي، وتحقيق تحسين في مستوى الدخل الأسري في مواجهة المتطلبات اليومية.

تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

مقالات مشابهة