حضرموت-نديم محمود
في 18 أكتوبر الجاري، نشر موقع “شيبا انتليجنس” تقريرًا زعم فيه أن الإمارات انتهت من إنشاء قوة عسكرية جديدة في محافظة حضرموت شرق اليمن.
الموقع الذي يصف نفسه بأنه استخباراتي، نقل عما أسماه مصدر في الساحل الغربي لليمن قوله إنّ ” الإمارات انتهت من إنشاء قوة عسكرية جديدة ذات طابع عقائدي، وتتكون القوة بشكل أساسي من عائلات صوفية علوية تحت اسم (أحباب الله) ومهمة هذه القوة هي الانتشار في حضرموت”.
وبحسب المصدر فإن “هذه القوة تلقت تدريبات في قواعد عسكرية مختلفة في تتارستان وإريتريا وجزيرة ميون اليمنية وشبوة، وستكون مفتاحاً للتفاهم مع حركة أنصار الله (الحوثيين)”.
الناشر
تحقق المشاهد
تواصل “المشاهد” مع مصدر أمني في حضرموت ونفى وجود أي قوات تحت اسم “أحباب الله”. المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن المعلومة الواردة في الخبر بشأن إنشاء قوة عسكرية غير صحيحة وتم نسجها ضمن تصور وهمي وربطه بمجريات قد تبدو صحيحة ليبدو واقعيًا.
سكان محليون في مدينة تريم التي تعد معقلًا بارزًا للصوفية، أفادوا “المشاهد” بأنهم لم يلحظوا وجود أي قوات عسكرية من “عائلات صوفية تحمل الاسم المزعوم (أحباب الله)”.
ومنذ بدء الحرب في اليمن اتبع الصوفيون سياسة النأي بالنفس عن الصراع و “لم يشاركوا في أي قتال حتى عندما هدم تنظيم “القاعدة” إبان سيطرته على المكلا أضرحة وقباب الصوفية التزموا الصمت”، بحسب السكان.
يقول الصحفي عمار بن جوهر، وهو أحد سكان محافظة حضرموت، إن هذه الادعاءات غير صحيحة خصوصًا مع الوضع السياسي والاجتماعي والديني حاليًا استبعد هذا الأمر تمامًا”.
وحول دوافع نشر مثل هذه المعلومات، يضيف لـ”المشاهد”، أنه “ما يزال الكثير يراهن على تفكيك النسيج المجتمعي بحضرموت، لإخلال الوضع الأمني هناك الذي يعد نموذجيا على مستوى محافظات الجمهورية”.
وظهر مصطلح “أحباب الله” للمرة الأولى كتسمية لجماعة مسلحة، كان في يوليو 2012، عندما أعلن فصيل مسلح مناهض للنظام في سوريا تسمية نفسه بـ”لواء أحباب الله”.
بالنظر إلى موقع “شيبا انتليجنس” نجد أنه تأسس في 13 مارس 2023 وبدأ نشاطه فعليًا في يوليو من العام ذاته، ويهتم بتغطية القضايا والمواضيع في الشأن اليمني. ويُعرّف الموقع نفسه بأنه “منصة استخباراتية مفتوحة المصدر تقدم تحقيقات وتقارير دقيقة”. ولا تحظى حساباته على منصات التواصل الاجتماعي بالتفاعل والمتابعة.
وفي أوائل عام 2016، شكلت الإمارات العربية المتحدة ومولت قوات النخبة الحضرمية قبل الهجوم المخطط على المكلا لتحريرها من تنظيم القاعدة، بحسب تقرير فريق الخبراء الأممي بشأن اليمن. ولا تزال هذه القوات تعمل إلى الآن.
السياق الزمني
يأتي نشر الخبر بعد أيام من نشر وسائل إعلام محلية أخبار تفيد بوصول قوات درع الوطن إلى وادي حضرموت وانتشارها في مواقع عدة. وتأسست هذه القوات التي تحظى بدعم من السعودية، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، بموجب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
وكان أحمد بن بريك وهو نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كشف في مقابلة له مع قناة الغد المشرق أواخر مايو الماضي، عن وجود “اتفاق باستبدال قوات المنطقة العسكرية الأولى بقوات درع الوطن بقيادة حضرمية”.
ويطالب الانتقالي بإخراج قوات المنطقة الأولى من وادي حضرموت وعلى إثر هذا حدثت توترات بين فترة وأخرى بين الطرفين.
المصادر
مصدر أمني محلي بحضرموت-صحفي محلي بحضرموت
