المشاهد نت

المبادرات المجتمعية تخفف وعورة الطرقات في تعز 

مبادرات مجتمعية لإصلاح الطرقات في تعز - المشاهد

تعز-هائل الفقيه

كان نقيل ذي الليمة وعرا وضيقا قبل سنوات، ولم يكن ممكنا للمركبات السير على تلك الطريق. تربط الطريق بين قريتي الهفار والأشروح في عزلة الشراجة بمديرية جبل حبشي في الريف الغربي لمحافظة تعز، وتعد شريان أساسي للتنقل للعديد من المناطق في المديرية. 

يتذكر الحاج حمادي سيف أن شق طريق نقيل ذي الليمة كان عام 1982، وشارك سيف آنذاك في العمل من خلال الجرافة. في حديثه لـ”المشاهد”، يقول سيف: “جاءت فكرة إصلاح الطريق للأهالي في القرية، وبدأت المبادرة المجتمعية التطوعية والتعاونية في الأشروح، وتجمع الناس لفتح الطريق”. 

قبل المبادرة المجتمعية،  كان نقيل ذي الليمة طريقا للجمال والحمير فقط،وبعد أن بادر الأهالي في منطقة الأشروح بالعمل على توسعة الطريق وشقها، استطاعت السيارات المرور فيها، لكن بصعوبة نظرا لوعورتها وضيق مساحتها. 

يشير سيف إلى العديد من السيارات تعرضت لحوادث مروعة في نقيل ذي الليمة، ونتج عن تلك الحوادث مقتل وجرح العديد من المسافرين والسائقين طوال السنوات الماضية. 

محمد مقبل، أحد السائقين، يقول لـ “المشاهد”: “تعرضت لأكثر من خمسة حوادث بسيارتي في هذا النقيل وآخرها كان بعد عيد الفطر، ونجوت أنا والركاب في كل الحوادث باستثناء حادث حصل عام 2017، حيث فارق الحياة طفل في الثالثة عشرة من العمر”. 

بحسب مقبل، ضيق الطريق وانسدادها تعد أبرز الصعوبات التي يواجهها السائقون، ولا زال مرور الشاحنات محفوفا بالصعوبات والمخاطر في طريق نقيل الليمة، لا سيما في موسم الأمطار والسيول. 

مبادرة رصف الطريق 

في العام2007، نفذت جمعية الأشروح الاجتماعية مبادرة بالتعاون مع السلطة المحلية، وبتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية، لرصف طريق نقيل ذي الليمة، بخاصة المساحات الوعرة، وتم رصف 5% من مساحة طريق النقيل. لكن الرصف الأخير، والذي نُفذ قبل شهرين، هو الذي أحدث فارقا  في جودة الطريق.

 عبد العزيز سعيد، رئيس اللجنة المجتمعية في عزلة الأشروح، يقول لـ “المشاهد”: “بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية، عملنا في اللجنة المجتمعية جاهدين من أجل إزالة كل الصعوبات والأماكن الخطرة، وكان هدفنا العمل على رصف نقيل ذي الليمة كاملاً، حيث تمكنا من رصف ما نسبته 80٪ من الطريق الوعرة، وبناء جدران مرتفعة لمنع سقوط السيارات، وهذا الأمر سهل سير المركبات في تلك الطريق”. 

إقرأ أيضاً  شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد
عمل مجتمعي لإصلاح الطرقات في تعز

يضيف سعيد، “وقد شكل هذا الرصف الممول من الصندوق الاجتماعي، بارقة أمل في التخفيف من معاناة السير في قريتنا، وكل القرى المستفيدة من الطريق في بني بكاري ومقبنة والمناطق الأخرى. هذا الطريق حيوي، ومهم للعديد من المناطق، وقد أزال عنهم الكثير من المخاوف التي كانوا يشعرون بها أثناء مرورهم في نقيل ذي الليمة”.

المهندس مصطفى محمود، الأمين العام لجمعية الأشروح الاجتماعية، يقول “المشاهد”: “الطريق التي تراها مرصوفة لم تأت هكذا مصادفة، هذه الطريق كانت وعرة، وكان سير المركبات فيها أمرا شاقا أكثر مما هي عليه الآن. كانت هناك جهود مشتركة من المبادرات المجتمعية والحكومية والأفراد من أجل توسعة ورصف الطريق”. 

فرصة عمل في إصلاح الطريق

يعمل العديد من الأشخاص في إصلاح الطرق الوعرة في عزلة الأشروح، ويتخذون من ذلك وسيلة لكسب العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي خلقتها الحرب خلال التسع السنوات الماضية. 

عبد الرحمن حسن، 47عاماً، يقول لـ”المشاهد”: “كنت أعمل في أحد مناشير قطع الأحجار في مدينة تعز، وبعد نشوب الحرب، تم إيقاف العمل في هذا المنشار، فعدت إلى القرية، وانتظرت انتهاء الحرب وعودة الاستقرار، لكي أعود للعمل، إلا أن الحرب استمرت. بدأت العمل في إصلاح الطريق قبل أكثر من سبع سنوات، ولا زلت مستمرا في ذلك حتى اليوم، ويعطيني السائقون مبالغ مالية مقابل جهدي في إصلاح الطريق”. 

يضيف حسن: “أحيانا، لا تستطيع السيارات أو الشاحنات المرور من بعض الأماكن لوعورتها، فيطلبون مساعدتي لإصلاح الأماكن الوعرة وإزالة العقبات”. 

حسن عبد الكريم، 53 عاماً، يعمل أيضا في إصلاح الطريق، بخاصة بعد السيول، حيث تكون الطريق بحاجة إلى إصلاحات، وإزالة الأحجار والحفر التي تظهر، وأصبح العمل في إصلاح الطريق مصدر دخل له. 

يؤكد عبد الكريم أن الصندوق الاجتماعي للتنمية نفذ العديد من المناقصات لرصف الأماكن الصعبة في النقيل، وقام ببناء العديد من الجدران المرتفعة، إلا أن النقيل لا زال يحتاج لإصلاح الخراب الناجم عن السيول والأمطار. 

مقالات مشابهة