المشاهد نت

شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد

تلجأ الأسر الفقيرة إلى شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد.
تلجأ الأسر الفقيرة إلى شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد.

تعز- عدي الدخيني

قبل حلول عيد الفطر، ذهب فيصل غالب، 45 عاما، إلى بعض محال الملابس لشراء ملابس جديدة له ولأطفاله بمدينة تعز. لم يكن السعر معقولا بالنسبة له، فقرر اللجوء إلى المحال التي تبيع الملابس المستعملة.

بعد تسع سنوات من الحرب في اليمن، لم يعد شراء ملابس العيد أمرا يسيرا للملايين من الأسر في العديد من المحافظات اليمنية في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، وارتفاع الأسعار، وانهيار قيمة العملة الوطنية.

غالب، أب لخمسة أطفال، يقول: “تغير بنا الحال، وأصبحنا غير قادرين على شراء ملابس العيد لأطفالنا، ولجأنا إلى شراء ملابس مستخدمة بأسعار تتناسب مع وضعنا المادي حتى لا يشعر الأطفال بحرمانهم من فرحة العيد”.

يتراوح سعر القطعة الواحدة للملابس المستعملة بمدينة تعز من 5000 ريال إلى 8000  ريال.  في حديثه ل “المشاهد”، يوضح غالب: “لأول مرة هذا العيد قمت بشراء ملابس مستخدمة لأطفالي، وقررت شراء هذه الملابس بسبب ارتفاع الأسعار هذا العيد مقارنة بالعيد السابق. سعر القطعة الواحدة الجديدة في المحال التجارية يتراوح من 15000 ريال إلى 20000 ريال، وهذا أجبرني على شراء ملابس مستعملة”.

مشتاق غالب، 29 عامًا، أب لثلاثة أطفال، يقول إنه لم يكن يمتلك مال كاف لشراء الملابس الجديدة لأطفاله هذا العام، ما دفعه إلى شراء ملابس مستعملة بأسعار معقولة. يضيف: “بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجديدة، بخاصة مع حلول عيد، لم يكن أمامي خيار آخر غير شراء ملابس مستعملة لإسعاد أطفالي”.

يعمل غالب في بيع الموز في أحد شوارع تعز، لكن ذلك العمل لا يوفر له كل متطلبات المعيشة.

إقبال على الملابس المستعملة

العديد من المحال والبسطات تبيع الملابس القديمة في مدينة تعز، ويقول العاملون فيها إن هناك إقبالا كبيرا على شراء تلك الملابس في عيد الفطر الحالي.

إقرأ أيضاً  جمود القطاع السياحي بتعز في زمن الحرب

يعمل مجيب علي في محل لبيع الملابس المستعملة في مدينة تعز. في حديثه ل “المشاهد”، يقول علي: “الأسر التي لديها العديد من الأطفال تأتي إلينا ويشترون ملابس العيد، ويقتنعون بالأسعار. إذا اشترى شخص قطعة جديدة من محل تجاري، يستطيع أن يشتري بقيمة تلك القطعة عشر قطع من عندنا. قيمة القطعة الواحدة عندنا لا تتجاوز 5000 ريال”.

يضيف: ” هناك إقبال غير مسبوق من قبل المواطنين هذا العيد، والسبب في ذلك يعود للوضع الاقتصادي المتدهور، وارتفاع أسعار الملابس، ما جعل الناس يعزفون عن شراء الملابس الجديدة”.

يشير علي إلى أن هناك تجارا يستوردون الملابس المستعملة من الخارج، ويقومون بتوزيعها على المحال بسعر محدد للقطعة الواحدة، إذا كانت الكمية قليلة، وإذا كانت فائضة، يتركونها عندنا لنبيعها بالسعر المناسب لنا وللمواطن.

الحرب وتفاقم المعاناة

أوجدت الحرب في اليمن جيشا من الفقراء في العديد المناطق اليمنية، وضاعفت من معدل الفقر والبطالة. ومع استمرار الحرب، تزيد فداحة المعاناة الإنسانية.

يقول الناشط المجتمعي عبد الواسع الفاتكي لـ “المشاهد”: “الفقر ليس جديدًا على الشعب اليمني، لكن ما أنتجته الحرب في البلاد فاقم الفقر والوضع المعيشي المتدهور”.

مع حلول عيد الفطر المبارك، تواجه الملايين من الأسر صعوبات كبيرة في توفير متطلبات هذه المناسبة، وتحاول تلك الأسر توفير الحد الأدنى من احتياجات العيد، وإظهار بهجة عيدية مؤقتة.

يختم الفاتكي حديثه، ويقول: “تلجأ الكثير من الأسر اليمنية من ذوي الدخل المحدود التي تأثرت كثيرًا بسبب الحرب والتدهور الاقتصادي إلى شراء الملابس المستعملة من البسطات، أو الأرصفة أو من بعض المحال المتخصصة في بيع الملابس المستعملة. هذا الأمر لم يكن شائعا قبل الحرب”.

مقالات مشابهة