المشاهد نت

الترويج لبيع «الدولار المجمد»… احتيال لكسب المال 

البحث عن الكسب السريع وبدون جهد يجعلك ضحية لشبكات الاحتيال المالي

تعز – أسامة الكُربش

قبل أيام، كان مصطفى الصبري،  24 عاما، من محافظة تعز، يتصفح موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وظهر له منشور ترويجي في إحدى المجموعات لبيع “الدولار المجمد”. أشار المنشور إلى توفر كميات كبيرة من الدولار المجمد، ويباع الألف الدولار المجمد بـ  500 دولار.

بدأ مصطفى في البحث عن معنى الدولار المجمد، وقرر شراء هذا النوع من الدولار لعله أن يحقق فائدة مالية. بعد ذلك، اتصل مصطفى بالأرقام التي ظهرت في المنشور الترويجي، وطلب منه أن يعطيه 500 دولار مجمد مقابل 250 دولارا. 

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول مصطفى:”تواصلت بصاحب الإعلان عبر رقمه في الواتساب، وتبين لي بأن الشخص سوري، ويقيم في تركيا، واتفقنا على أن أعطيه 250 دولارا مقابل أن يعطيني 500 دولار”.

يضيف مصطفى: “اشترط الشخص أن يتم تحويل المبلغ عبر شركة “ويسترن يونيون”، وأقنعني عند إرسال سند التحويل له بحذف آخر رقمين من رقم الحوالة، وسيقوم بإرسال المبلغ لي في حال تأكد من الإرسال”.

برغم أن رقم الحوالة كان ناقصا، استطاع ذلك الشخص سحب المبلغ، وقام بحظر مصطفى في تطبيق المراسلة “واتس آب”، ليدرك حينها أنه تعرض للاحتيال. 

يندفع بعض الشباب في اليمن إلى العروض أو الإعلانات التي تروج للربح السريع، ويدفعون مبالغ مالية لتحقيق ما يطمحون إليه، لكنهم يقعون ضحايا للخداع، ويعد بيع الدولار المجمد إحدى الطرق التي يستخدمها المحتالون لخداع العديد من الأشخاص. 

تظهر العديد من الإعلانات يومياً على  “فيسبوك”، وتشير تلك الإعلانات إلى توفر مبالغ الدولار المجمد في اليمن، ويمكن بيعها بنصف القيمة. قرر معد التقرير التواصل مع عدد ممن يروجون لبيع الدولار المجمد، ومن ضمنهم امرأة في صنعاء. 

وأثناء التواصل عبر “الواتس آب”، تم الاتفاق على إرسال 500 دولار مقابل الحصول على 1000 دولار من الفئة المجمدة. وعن طريقة تحويل المبلغ، طلبت تلك المرأة إرسال المبلغ  إلى حساب بنكي في بنك الكريمي، وقالت بعد أن يصل المبلغ إلى حسابها، ستقوم بإرسال المبلغ إليّ عبر شبكة النجم للصرافة. لكن لم تكن هناك أي ضمانة أنها سترسل المبلغ. 

إقرأ أيضاً  المنخفض الجوي .. أضرار في البنية التحتية بـ المهرة وحضرموت

ظهور الدولار المجمد 

الدولارات المجمدة هي دولارات قامت وزارة الخزانة الأمريكية بتجميد أرقامها التسلسلية من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، بسبب الاستيلاء عليها من قبل الجماعات المسلحة أو الشخصيات النافذة بطريقة غير قانونية.

وتقول تقارير إن ملايين الدولارات تم تهريبها من البنوك الليبية، بعد سقوط نظام معمر القذافي، إلى عدة دول تعاني من ضعف في الرقابة النقدية بهدف صرفها في السوق السوداء.  وظهر مصطلح الدولار المجمد بعد حرب الخليج الثانية عام 1990، حيث سيطر العراقيون على ملايين الدولارات في البنوك الكويتية، ما دفع الغرب إلى تجميد الأرقام التسلسلية لهذه الدولارات بهدف منع تداولها في البنوك.

يقول العاملون في بيع الدولار المجمد إن هذه العملات غير مزورة، لكن نقطة ضعفها أنه لا يمكن إيداعها في البنوك، ولذلك يلجأ المتاجرون بهذه العملة إلى ضخها في السوق السوداء، عبر إغراء الناس بالحصول عليه من خلال دفع نصف القيمة فقط. 

غياب الوعي

المروجون لفكرة الدولار المجمد يعمدون إلى استهداف الفئات الذين يعانون من أزمات مالية، أو الأشخاص الذين يتسمون بالوعي المالي المنخفض أو المعدوم، بحسب باحثين في الشؤون الاقتصادية. 

الباحث الاقتصادي عبدالواحد العوبلي يقول ل “المشاهد” إنه لا يوجد في الوقت الراهن ما يسمى بالدولار المجمد في اليمن، وكان متواجدا قبل 15 عاماً، وكل عمليات التداول التي تتم بهذا الخصوص حالياً هي “عمليات نصب” أو دولارات مزيفة.

يشير العوبلي إلى أن البحث عن الطرق السريعة لكسب المال دون جهد يدفع العديد من الأشخاص إلى أن يكونوا ضحايا النصب والاحتيال، بينما يحقق المحتالون مكاسب مالية كبيرة.  

يختم حديثه عن الدولار المجمد، قائلاً: “طالما وهناك طماع غبي، فهناك نصاب يخطط للاحتيال على الطماع الغبي. هذه قاعدة من بداية التاريخ، إذ إن الأشخاص الذين يطمعون بالربح السريع، دون جهد يكونون لقمة سائغة للنصابين، وأين المنطق في أن أعطيك دولار وتعطيني دولارين؟”.

مقالات مشابهة