المشاهد نت

العوسجي… من عداء متميز إلى بائع قات

معين العوسجي (الثالث من اليمين) أثناء مشاركته في البطولة العربية لألعاب القوى في مصر 2013

ذمار – أسامة الكُربش

بدأ معين العوسجي ممارسة رياضة كرة القدم في سن مبكرة في نادي سلام معبر بمحافظة ذمار، شمال اليمن. وبعد أشهر من لعب كرة القدم، نصحه أحد المدربين الرياضيين بالتوجه إلى سباقات ألعاب القوى بعد أن رأى فيه المهارات التي تؤهله لكي يبدع في ذلك المجال. 

بدأ العوسجي المشاركة في سباقات ألعاب القوى، وحقق عدة إنجازات في المسابقات المحلية والخارجية. في عامي 2010 و2011، كان العوسجي بطلاً للجمهورية اليمنية للناشئين في سباق 1500 متر  و2000 متر، موانع. 

وفي عامي 2012 و 2013، أحرز العوسجي بطولة الجمهورية للشباب في سباق 1500 متر حرة و3000 متر موانع، أما في فئة الكبار فتمكن من حصد بطولة الجمهورية للعام 2014 و 2015 في سباق 1500 متر،  و3000 متر موانع، وكذلك المركز الأول في اختراق الضاحية للعام 2014.

شارك  العوسجي في بطولات خارجية، وحقق نجاحات عديدة منها حصوله على المركز الثاني والميدالية الفضية في البطولة العربية لاختراق الضاحية 8000 متر، والمركز الرابع في بطولة آسيا للشباب في الصين في سباق  3000 متر موانع في 2015. 

العوسجي... من عداء متميز إلى بائع قات
العوسجي بعد الفوز ببطولة الجمهورية عام 2015

رغم  النجاحات والإنجازات التي حققها العوسجي في المجال الرياضي، إلا أنها لم تضمن له الاستقرار المهني أو المادي، وأصبح اليوم، مثل العديد من الرياضيين، في وضع معيشي بالغ الصعوبة، نظرا للإهمال الذي يتعرض له القطاع الرياضي ونجوم الرياضة في اليمن. 

البحث عن عمل آخر 

قبل سنوات، أُصيب طفل العوسجي ذو الثمانية أعوام بمرض ضمور الدماغ، ولم يستطع تحمل تكاليف علاج ابنه، الأمر الذي دفعه إلى ترك الرياضة، والبحث عن عمل آخر لتوفير تكاليف علاج ابنه.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول العوسجي: “لم أجد أي اهتمام من اتحاد ألعاب القوى، أو من وزارة الشباب والرياضة والأندية. واجهت أنا وزملائي إهمال متعمد، وقررت بعد ذلك البحث عن عمل خاص يعيل أسرتي”. 

إقرأ أيضاً  تزايد إنطفاءات الكهرباء بعدن

يضيف: “أعمل حالياً في بيع القات بمدينة ذمار بعد أن أجبرتنا الظروف، وتعرضنا للجحود والنكران بعد 8 سنوات من العطاء في مضامير ألعاب القوى”. 

يؤكد العوسجي أنه ليس اليمني الوحيد الذي ترك الرياضة، وتوجه إلى العمل الشخصي، بل هناك الكثير من اللاعبين الذين توجهوا للعمل في أعمال بسيطة مثل بيع “الشيبس والخضار”.  

العيش الكريم

العوسجي... من عداء متميز إلى بائع قات
أثناء مشاركة العوسجي في البطولة العربية لاختراق الضاحية صنعاء-2014

أثرت الحرب في اليمن على الرياضة تأثيرا كبيرا، حيث توقفت عدة مسابقات رياضية، وأصبح تنقل اللاعبين من محافظة إلى أخرى أمرا محفوفا بالمخاطر، وتدمرت عدة مرافق رياضية، وتراجع حضور مشاركة اليمن في العديد من المنافسات الرياضية خارج اليمن. 

يعترف العوسجي أن مهنة الرياضة في اليمن لا توفر عيشة كريمة لمعظم العاملين في هذا المجال، ويصفها بأنها المهنة التي “لا تؤكل عيشا”. 

وعن وضع ألعاب القوى في اليمن خلال السنوات الأخيرة، يرى العوسجي أن هذا النوع من الرياضة  “في وضع سيء ويتحمل مسؤولية ذلك الاتحاد العام لألعاب القوى واللجنة الأولمبية الذين فشلوا في رعاية المواهب وتسيير الأنشطة.” 

يؤكد العوسجي على أهمية الأنشطة الدورية و منافسات ألعاب القوى محلياً وكذلك تقديم الحوافز والدعم للاعبين والوقوف معهم وتأهيلهم من أجل استعادة ألعاب القوى للواجهة. 

يختم حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “اليمن بلد مليئ بالمواهب والمبدعين، لكنهم لا يجدون اهتماما كافيا، ولهذا، أنصح الرياضيين بأن لا يتركون أعمالهم الحرة والخاصة لأنها هي من ستكون سندهم في الظروف الصعبة”.

مقالات مشابهة