المشاهد نت

طقوس “بن علوان” تثير الجدل في تعز

يأتي العديد من الناس، من تعز وخارجها في 21 من رجب كل عام، لزيارة ضريح أحمد بن علوان، منطقة يفرس، تعز

تعز-موسى المليكي

يثير الواحد والعشرون من شهر رجب كل عام الجدل في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي في تعز. يتوافد الناس من عدة مناطق من تعز أو محافظات أخرى، ويزورون جامع الشيخ أحمد بن علوان، ويقدمون الأموال و المواشي، اعتقادا منهم أن زيارة ذلك المكان وتقديم الهدايا يعطيهم البركة في العمر والرزق. 

يحتضن الجامع ضريح الشيخ أحمد بن علوان، وهو فقيه وشاعر، عاش في عصر الدولة الرسولية في القرن الـ13 الميلادي، وحظي بشهرة واسعة. استمرت القصص التي يتداولها الناس عن جامع وضريح ابن علوان، وعن كرامات بن علوان، ويؤمن العديد من الأشخاص بتلك القصص حتى الوقت الحاضر. 

يتلقى القائمون على جامع ابن علوان الهدايا، ويقومون بتوزيعها على المحتاجين، ويذبحون المواشي للضيوف والفقراء، لكن العديد من المواطنين في منطقة يفرس يعتقدون أن الهبات التي تصل إلى القائمين على الجامع لا تذهب كلها للمحتاجين، إذ يستغل القائمون على الجامع سلطتهم و يستحوذون على الأموال والهدايا التي تأتي من الزائرين. 

عبده أحمد، مواطن من منطقة يفرس في جبل حبشي يقول ل “المشاهد”: “هناك أشياء يقدمها أشخاص من عدة محافظات، وحتى من سلطنة عمان، كمبالغ مالية أو مواشي، من أجل توزيعها على المساكين والفقراء والزائرين إلى جامع الشيخ أحمد بن علوان لإحياء يوم 21 من رجب والشعبانية (ليلة الخامس عشر من شعبان)”. 

محمد الشاوش، مواطن من منطقة يفرس، يقول إن هذه الأموال التي يقدمها الزائرون إلى القائمين على الجامع لا يتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين في المنطقة بسبب جشع وطمع من يسمون أنفسهم “المناصيب” الذين يتولون مسؤولية إدارة جامع بن علوان. 

إحياء البدع

عبد الرحمن غالب، موجه تربوي في منطقة القحاف بمديرية جبل حبشي، يعتقد أن الاحتفاء بيوم الواحد والعشرين من رجب لا يمت للدين بصلة، ولا يوجد دليل في الكتاب والسنة يثبت أن هذا الأمر مستحب أو مفروض. ورد حديث عن الرجبية، ويقصد بها ذبيحة تذبح في الأيام الأولى من شهر رجب، لكن اختلف الفقهاء حول صحة الحديث.  

إقرأ أيضاً  اليمن في انتظار اتفاقية تقديم خدمة الإنترنت الفضائي

يقول غالب ل “المشاهد”: “إن من يسمون أنفسهم “مناصيب” أحمد بن علوان يحرصون على إقامة مثل هذه المناسبات من أجل جلب المال دون حق مشروع، ويخدعون الناس بأن فعل ذلك وصية للشيخ أحمد بن علوان رحمة الله عليه الذي كان عالماً، ولم يؤمن بما يقولون عنه”. 

بحسب المواطن عبده أحمد،  يستغل القائمون على جامع أحمد بن علوان، مناسبة 21 رجب لتحقيق الربح السريع، حيث يأخذون ما يقدمه الزائرون إلى الجامع لإحياء الرجيبة، ويقومون باستخدام ما يجمعونه لمصلحة أنفسهم. 

مقترح استعادة المكانة العلمية

يقترح البعض إخضاع الجامع لإشراف وزراة الأوقاف وتشجيع العلم الشرعي بدلا من الاعتقادات الباطلة التي لا يؤمن بها بن علوان نفسه

يتساءل غالب عن دور فرع مكتب الأوقاف بمديرية جبل حبشي في متابعة المناسبات الدينية التي تقام في جامع ابن علوان والأموال التي يتلقاها القائمون على ذلك المكان. 

يقترح غالب طريقة أخرى لإدارة جامع ابن علوان، ويقول: “يجب على مكتب الأوقاف عمل خطة لاستيعاب الجامع، وتأسيس مركز تحفيظ وعلوم شرعية، والإشراف المباشر عليه من خلال معلمين وموجهين من مكتب الأوقاف بالمحافظة، وهذا سيعيد لابن علوان مكانته الروحية الحقيقية”. 

يختم غالب حديثه، ويقول: “لا بد من تشكيل لجنة لحصر الأراضي الموقوفة التي تتبع جامع الشيخ أحمد بن علوان، وتحديد إيراداتها، وهذا الأمر سوف يسهم في استعادة مكانة الجامع بالعلم والمعرفة، وليس بالدجل والخرافة”. 

مقالات مشابهة