المشاهد نت

الطرقات في إب.. «دروب للموت»

الحوادث المرورية تتكرر في إب بسبب تهالك الطرقات ما يودي بحياة العشرات - أرشيفية

إب – محمد مقبل

لا تكاد الحوادث المرورية في محافظة إب (وسط اليمن) تنقطع عن طرقاتها، حيث تتكرر بين الفينة والأخرى، حتى تحولت إلى “دروب وطرق للموت”، بحسب مواطنيها.

ويُرجع كثيرون أسباب تزايد الحوادث المرورية في محافظة إب، إلى وضع الطرقات والشوارع، التي باتت تؤرق الأهالي وتؤثر على حياة السكان اليومية؛ نتيجة تهالكها، وكثرة تشققاتها والحفريات المتواجدة فيها.

بل إن هذه الطرق صارت غير صالحة للاستخدام؛ مع انتشار الحفر الكبيرة التي أصبحت سمةً أساسية لشبكة الطرقات في إب، وتحولت إلى وسيلة للموت تترصد أبناء المحافظة.

طرقات منهارة

زايد الجعشني أحد السائقين من محافظة إب يقول لـ«المشاهد» إن الطرقات في المحافظة منهارة، فأغلب الشوارع الاسفلتية وحتى المرصوفة بالإسمنت تحولت إلى شوارع ترابية يتعذر المرور بها، بما في ذلك الخطوط الرئيسية الرابطة بين مركز المحافظة والمديريات.

ويضيف: “طريق إب – العدين – الجراحي” أصبح خطًا ترابيًا وانتهى الإسفلت منه تمامًا لدرجة أن المرور في بمركز مديرية العدين أصبح أشبه بـ”النقيل”، وهذا كله بسبب القاطرات والشاحنات الثقيلة الذي جعلته بديلا لخط كيلو 16″.

ووفقًا للجعشني فرغم أن كل قاطرة تدفع رسوم مرور تقدر بـ 500 ألف ريال كحدٍ أدنى، خارج إيرادات الجمارك والضرائب المعتادة، إلا أن كل هذه المبالغ تذهب إلى صنعاء ولا يعود شيء منها إلى إب.

كما أن إيرادات جمارك إب تصل إلى مليارات الريالات، تكفي لتعبيد طرق الجمهورية كلها، وليس فقط طرق إب وحدها، بحسب السائق الجعشني.

وأشار إلى أن إيرادات الزكاة تعدّت العام الماضي ملياري ريال، تكفي لسفلتة وترميم كل الشوارع وإعادة تأهيل مشاريع المياه والصرف الصحي، لكننا لا نعلم أين تذهب كل هذه الإيرادات.

خسائر فادحة

وبشكل متكرر، يشهد خط العدين العديد من الحوادث التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين؛ بسبب تهالك وخراب الطرقات وانعدام الصيانة؛ ما أدى إلى ازدياد حدة الحوادث المرورية في المحافظة، خلال السنوات الأخيرة.

وخلال شهري أكتوبر/تشرين أول ونوفمبر/تشرين ثاني الماضيين، تم تسجيل 38 حادثًا مروريًا في المحافظة؛ أدت إلى وفاة 17 شخصًا وإصابة أكثر من 55 آخرين، وخسائر مالية تجاوزت الـ30 مليون ريال، بحسب إحصايية لمكتب الإعلام الأمني في إب.

أعمال صيانة

مدير مكتب الأشغال العامة والطرق في محافظة إب المنهدس إبراهيم الشامي قال لـ«المشاهد»: نعمل الآن على صيانة شوارع المحافظة، فقد بدأنا العمل في الشارع الرئيسي لمدينة إب، الممتد من جولة الذهوب إلى جولة العدين، بطول 4 كيلو و300 مترًا.

وأضاف الشامي أن المدخل الجنوبي للمحافظة، الممتد من سائلة جبلة حتى منطقة شبان يشهد أعمال صيانة بطول خمسة كيلو و130 مترًا، بالإضافة إلى خط المناهل بمدينة القاعدة بطول ألف و 880 مترًا، مع عمل قنوات مياه الصرف الصحي.

إقرأ أيضاً  مرصد الحريات يصدر تقرير الحريات الإعلامية السنوي ٢٠٢٣

كما نعمل على صيانة الشارع الممتد من جولة العدين إلى مثلث المواصلات بطول ثلاثة كيلو و140مترًا، وقد بلغت نسبة الإنجاز في أعمال الصيانة 28%، يقول مدير الأشغال في إب.

ويواصل: “وبعد الإنتهاء من صيانة شوارع المحافظة سننتقل إلى صيانة الخطوط التي تربط مركز المحافظة بمراكز المديريات وكذلك الخطوط الرابطة بين المحافظة والمحافظات الأخرى”.

وبالنسبة لمصدر تمويل مشروع صيانة الطرقات والشوارع يشير الشامي إلى أن تمويل أعمال الصيانة هذه يأتي بدعم من البنك الدولي عبر مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، بتكلفة 2.5 مليون دولار، وبتمويل محلي بتكلفة 554 مليون ريال.

قانون الأوزان

أعمال الصيانة التي تحدث عنها مدير مكتب الأشغال في إب، يراها رئيس لجنة التخطيط والتنمية بالمجلس المحلي للمحافظة، جبران باشا، بأنها “غير مجدية”.

ويقول باشا لـ«المشاهد» إن أية أعمال صيانة للطرقات لن تُفيد مالم يُنفذ قانون الأوزان والأبعاد الكلية لمركبات النقل.

ويضيف: خصوصًا في خط “العدين – الجراحي” فقد أصبح الخط الوحيد الذي تمر فيه القواطر بعد إغلاق خط “الحديدة – تعز” الذي كانت تمر فيه القاطرات.

محمد جباري سائق درجة نارية في إب يشكك في أعمال الصيانة التي ذكرها مسئولو المحافظة، ويتحدث مع «المشاهد» عن أن هذه الأعمال تقوم بسفلتة وصيانة الشوارع الصالحة، بينما خطوط مثل العدين ومشورة بالمنفذ الغربي للمحافظة لم يعد صالحًا للسير، دون أن تحظى بأي اهتمام.

ويقول: ولا يكاد يمر يوم دون حادثة إنقلاب أو إنزلاق وقطع تلك الخطوط أمام المارة، رغم أن الجهات المعنية كانت قد أعلنت أنها ستقوم بإصلاح وترميم هذه الخطوط قبل ثلاث سنوات، لكنهم توقفوا في مسافة لا تبلغ كيلو واحد فقط، ولم يصمد عملهم حتى سنة واحدة، وعاد الطريق متهالكًا كما هو وأكثر خرابًا.

ويضيف: في إب لا يوجد مسؤولون حقيقيون، ولا عمل مهني، وليست هناك أية متابعة ورقابة للمشاريع، فأية أعمال وترميم وصيانة للشوارع والطرقات لا نجدها إلا في صفحات التواصل الإجتماعي، بينما الحقيقة والواقع عكس ما يقال تمامًا، فالشوارع وضعها سيء، والفساد أصبح لا يطاق”.

يتساءل مواطنو محافظة إب، عن أسباب بقاء طرقات إب متهالكة، رغم توفر الإمكانيات ومليارات الريالات التي يمكن أن تعزز المقومات السياحية التي تتمتع بها إب، غير أن السلطات هناك لا تكترث، وتريد أن تُبقي الخراب منتشرًا في كل مكان، بحسب المواطنين.

مقالات مشابهة