المشاهد نت

تعز : الابتهاج بالعيد رغم الحرب والحصار

العيد في تعز - المشاهد

تعز – عزالدين الصوفي

يحتفل اليمنيون بحلول عيد الفطر، ويظهرون البهجة والفرح في ظل الصراع التي تشهده البلاد منذ العام 2015. على الرغم من الأزمة الاقتصادية العميقة والطرق المغلقة والمواجهات المسلحة المتقطعة، يحرص المواطنون على الاستعداد للاحتفال بعيد الفطر في كل المحافظات اليمنية.

تشهد مدينة تعز حصارا منذ اندلاع الحرب، ويجد السكان صعوبة في التنقل إلى العديد من مديريات المحافظة، الأمر الذي خلق مأساة إنسانية للملايين من المواطنين. ومع ذلك، لا يتنازل السكان في تلك المدينة عن الشعور بالبهجة في عيد الفطر. 

تصدح تكبيرات العيد في الحارات والشوارع التي تعج بالحركة، ويتسابق الأطفال والكبار لإظهار السعادة في أيام العيد. يذهب الرجال والنساء إلى زيارة أقاربهم، وينتشر الأطفال في الحدائق والحارات، وهم يلبسون الجديد، ويلعبون دون توقف.

علي محمد، 40 عاما، مواطن من مدينة تعز، يقول لـ “المشاهد”: “إن سكان المدينة يقاومون كل التحديات والصعوبات التي تواجههم، ويحتفلون بعيد الفطر بالطريقة التي اعتادوا عليها قبل الحرب والحصار. صحيح أن الوضع لم يعد كما كان قبل الحرب، لكننا نحاول أن نصنع بفرحة من العدم”. 

يضيف علي: “إن قطع الطرق الرئيسية إلى المدينة والحصار لن يمنعنا من الاحتفال بالعيد والتعبير عن فرحتنا، رغم ما تشهده البلاد من وضع معيشي وإنساني صعب، وغلاء غير مسبوق في أسعار الملابس والأحذية وحلويات العيد”.

زحمة الأسواق 

في مدينة تعز، اكتظت المحال التجارية والأسواق بالمواطنين المقبلين على شراء الملابس وحلويات العيد،  رغم تجدد المعارك في بعض جبهات القتال المحيطة بالمدينة والقصف الذي تتعرض له الأحياء السكنية من وقت إلى آخر. 

ينتشر الباعة المتجولون وبسطات الملابس التي تعرض منتجات بأسعار مقبولة للمواطنين، بخاصة الأطفال.  يملك جلال الوهباني محلا لبيع الملابس الرجالية الجاهزة  في مدينة، ويقول في حديثه، لـ “المشاهد”: “شهدت الأيام الأخيرة من رمضان إقبالا كبيرا على شراء الملابس المختلفة، بخاصة بعد صرف رواتب بعض الموظفين، وهذا يعكس رغبة أهالي المدينة في الاحتفال بهذا العيد رغم الحرب والوضع الاقتصادي الكارثي “.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

وعن أسعار السلع هذا العام، يقول الوهباني إن أسعار العديد من أصناف الملابس ارتفع بسبب تدهور قيمة العملة المحلية، بالإضافة إلى تكاليف النقل الباهظة. 

تقول أم هدى ل “المشاهد”: “قبل العيد بأيام قليلة، خرجت مع أطفالي إلى سوق المركزي (سوق شعبي يقع وسط مدينة تعز) لشراء ملابس وألعاب، وبعض الأشياء التي نحتاجها في العيد.  كانت الأسعار مرتفعة، وهذا الأمر يشكل عبئا كبيرا على المواطنين في ظل انقطاع الرواتب وتوقف المساعدات”.

تضيف: “بالرغم من الحرب والحصار، إلا أننا قمنا بشراء احتياجات العيد لرسم الفرحة والابتسامة على وجوه الصغار، ونعيش أجواء العيد، فهذه المناسبة لها قيمة كبيرة في نفوسنا”. 

العيد بعيدًا عن الأهل 

الحصار القائم على تعز يجبر الآلاف من المواطنين على البقاء بعيدا عن أهاليهم في العيد، إذ يجدون صعوبة كبيرة في السفر لساعات طويلة عبر طرق وعرة. يعيش إياد الشرعبي، 25 عامًا في مدينة تعز منذ تسع سنوات، ويشتاق إلى السفر لقضاء العيد مع أهله في ريف تعز. لكنه يرى أن ذلك صعب المنال في الوقت الراهن. 

يخشى الشرعبي المضايقات والابتزاز الذي قد يتعرض له من قبل النقاط التي تتبع جماعة الحوثي في العديد من الطرقات في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة. في حديثه ل “المشاهد”، يقول: “أشعر بالحزن لعدم قدرتي على حضور عرس شقيقتي والاحتفال بزفافها الذي سيقام بعد عيد الفطر بأيام، في أحد الأرياف بتعز”. 

يشير الشرعبي إلى أن نشاطه الصحفي يمنعه من السفر ويجبره على البقاء بعيدا عن المناطق التي تتواجد فيها حكومة صنعاء، خوفا من أن يتعرض للاعتقال. 

يختم حديثه، ويقول: “أتكبد مرارة الفراق، والبعد عن أهلي المقيمين في شرعب السلام، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ولا أستطيع العودة للاحتفال بالعيد مع أسرتي، طالما استمرت النقاط الأمنية منتشرةعلى الطرق المؤدية إلى قريتي”.

مقالات مشابهة