المشاهد نت

جامعة لحج … قرار مع وقف التنفيذ

لحج – عبدالباسط شوتري:


حتى اليوم لم ترَ جامعة لحج النور، بالرغم من أن قرار تأسيسها صدر في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتلته توجيهات عديدة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكنها ظلت حبراً على ورق، بخلاف قرار إنشاء جامعة أبين، الذي نفذ في أقل من عامين من صدوره.ووفقاً للدكتور أحمد مهدي فضيل، رئيس لجنة إعداد تقرير جدوى إنشاء جامعة لحج، فإن التقرير لذلك الإنشاء أنجز في وقته، وقد شمل كل الإحصاءات، وتوفر كل المقومات اللازمة لتأسيس جامعة لحج، وتم رفع التقرير حينها في زمن دولة علي عبدالله صالح، وفوجئنا بعدها بقرارات جمهورية بتأسيس جامعتي عمران والبيضاء، اللتين لا تتوفر فيهما سوى كلية تربية واحدة فقط، وتم تجاهل تأسيس جامعة لحج التي توجد بها 5 كليات علمية، ومخرجات ثانوية سنوياً بأعداد مضاعفة عن تلك المحافظات.وقال فضيل لـ”المشاهد”: “صبرنا وانتظرنا نظام ما بعد ثورة الشباب، واستبشرنا خيراً بانتخاب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكن للأسف خاب ظننا مرة أخرى، إذ صدر قرار بتأسيس جامعة محافظة أبين، التي توجد بها كليتا تربية فقط، ومخرجات الثانوية فيها أقل من مخرجات محافظة لحج”.


تعثر إنشاء جامعة لحج


ورفع محافظ لحج اللواء أحمد عبدالله التركي، ورئيس جامعة عدن الدكتور لخضر لصور، مذكرة طلب الإسراع في تأسيس جامعة لحج، وحصلا على توجيه من الرئيس إلى مكتبه لإصدار قرار تأسيس الجامعة، ولكن وقف التوجيه بين يدي مدير مكتب الرئيس الدكتور عبدالله العليمي، ومازال كذلك بحسب فضيل.

وعن الكليات التي تم رفعها في التقرير، قال فضيل: “يفترض أن تضم الجامعة كلية التمريض والعلوم الصحية، وكلية العلوم الزراعية والطب البيطري، وكلية العمارة والفنون التطبيقية، وكلية التربية الرياضية، وكلية العلوم الإدارية ونظم المعلومات، وكلية تكنولوجيا ونظم الحاسبات.ومع تأخر إصدار قرار التأسيس ورئاسة جامعة لحج، يثار التساؤل هنا عن السبب خلف هذا التأخر، لاسيما وأن لحج تملك مقومات جامعة لطبيعتها، ناهيك عن وجود كليات عديدة بها تابعة لجامعة عدن ككلية التربية بصبر، وكلية ناصر للعلوم الزراعية، وكليات التربية في كل من يافع وردفان وطور الباحه.

يجيب الدكتور عبدالله لعكل، عضو اللجنة، وعميد كلية التربية في منطقة صبر، أن الدراسة التي تم إعدادها حينها من قبل اللجنة المكلفة برفع التقرير النهائي بالتأسيس للجهات المعنية، كانت من أفضل الدراسات المتكاملة، إذ قدمت في حينها للجهات ذات العلاقة، لكن للأسف لم تكن في صنعاء جهة تتابع مثل هكذا موضوع يخص محافظة لحج. 

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

وقال البرلماني خالد شائف، عضو اللجنة: “قرار تعيين رئاسة الجامعة هو في مكتب الرئيس، ولم يخرج القرار حتى الآن، وليس قرار الإنشاء للجامعة، لأنه قد صدر من فترة سابقة ضمن عدد من الجامعات، لكن قرار رئاسة الجامعة لم يخرج لحيز التنفيذ، وهو الأمر الذي عطل انطلاقة الجامعة”.

ووفقاً للدراسة التي رفعتها اللجنة، سيكون مقر جامعة لحج (الديوان الجامعي) بين بلدتي الرجاع والوهط غرب المحافظة، لكن اللجنة اقترحت قصر السلطان العبدلي أن يكون مقراً مؤقتاً لرئاسة الجامعة، حتى يتم بناء الديوان.

معاناة مستمرة لطلاب لحج

وينتقد الشخصية الاجتماعية أحمد الصبيحي، المعايير غير السوية التي يتم التعامل بها مع لحج منذ سنوات، رغم الجهود التي يقوم بها أهلها في خدمة الوطن، والمساهمة في نهضته في مختلف المراحل.وتساءل الصبيحي: لماذا يستكثرون ويؤخرون وجود هذه الجامعة للعلن، رغم قدم قرار إنشائها، وظهور جامعات بعدها، ولم تنطلق هذه الجامعة حتى اللحظة، رغم احتياج المحافظة لجامعة تضم مديرياتها المترامية الأطراف، وتوفر على شباب المحافظة التنقل بين المدن الأخرى؟ولم يخفِ سفيان ثابت، الطالب بكلية الهندسة جامعة عدن، حزنه من عدم انطلاق الجامعة التي مضى على القرار الأول لإنشائها 12 عاماً، حيث أشار إلى أنه كان يمنّي نفسه بالدراسة في نطاق محافظته مع افتتاح الجامعة، لكن تأخر انطلاقتها هذه المدة الطويله، جعله يحزم أمره بالدراسة في مدينة الشعب غرب عدن.
وتكلف المواصلات اليومية ومتطلبات الدراسة من مسكن وغذاء، أكثر من مصروفه الشهري البالغ 50 ألف ريال فقط (حوالي 60 دولاراً أمريكياً)، كما يقول ثابت، مضيفاً أن راتب والده البالغ 80 ألف ريال، لا يكفي مصاريف للأسرة، لذا يعمل ثابت في محل بيع أدوات التجميل، للحصول على مصاريف الجامعة.وتمنى ألا يعاني شباب لحج الترحال كثيراً، وأن تحقق أحلامهم بافتتاح الجامعة في أقرب وقت.

مقالات مشابهة