المشاهد نت

بايدن: الحرب في اليمن “يجب أن تنتهي”

متابعة – بديع سلطان
أعلن الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستوقف دعمها لعمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، لكنه تعهد بمواصلة مساعدة المملكة في الدفاع عن أراضيها.

 وقال بايدن، في أول خطاب له عن السياسة الخارجية بمقر وزارة الخارجية بواشنطن، رصده “المشاهد“: “إن الولايات المتحدة ستنهي دعمها للعمليات القتالية في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن، مشددًا على أن هذه الحرب “يجب أن تنتهي”.

ورغم هذه التصريحات، إلا أن الرئيس الأمريكي شدد على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم السعودية ومساعدتها في الدفاع عن سيادتها وأراضيها.

كما أكد الرئيس الأمريكي أن بلاده ستكثف جهودها الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية للأزمة اليمنية.

وكان جو بايدن قد أعلن عن تعيين الدبلوماسي الأمريكي المخضرم تيموثي ليندركينغ، مبعوثاً خاصاً له إلى اليمن.

خطوة شاقة لإنهاء الحرب
وأشارت تقارير صحفية أمريكية إلى أن الخطوة تأتي حسب وصف مسؤولين أميركيين بأنها جهود جديدة، لكنها شاقة؛ لإنهاء الصراع المستمر قرابة ست سنوات، والذي خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وكان بايدن قد أشار خلال حملته الإنتخابية إلى أنه سيتخذ نهجًا مختلفًا تجاه اليمن والحملة العسكرية التي تقودها السعودية هناك عن تلك التي اتبعتها إدارة سلفه ترامب.

ونقلت تقارير صحفية عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أن ليندركينغ دبلوماسي ذو خبرة طويلة في شؤون الخليج واليمن، ليصبح الشخص المتابع للصراع.

وقالت التقارير: “إن من بين المهام الأولى للسيد ليندركينغ هو تشجيع الأطراف المتحاربة على اتخاذ خطوات نحو وقف إطلاق النار”.

وأعلنت واشنطن، يوم 27 يناير، أن إدارة بايدن جمدت مؤقتاً بعض مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية؛ بهدف مراجعة هذه الاتفاقات.

وتأتي هذه الخطوات بعد أن تعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بمنع استخدام الأسلحة الأمريكية في العمليات العسكرية في اليمن التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي تشكل فيه الإمارات ثاني أكبر قوة، علماً بأن النزاع في هذا البلد العربي الفقير قد أودى بحياة آلاف الأشخاص وأثار مجاعةً واسعة النطاق وأزمة إنسانية تعتبر من الأسوأ في العالم.  

ردود فعل متباينة
وحظيّ قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإيقاف دعم الولايات المتحدة للحرب في اليمن، ردود فعل متباينة تجاه القرار، من قبل الأطراف المعنية بالصراع اليمني.

الرياض ترحب
حيث رحبت المملكة العربية السعودية بما ورد في خطاب فخامة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن حيال التزام الولايات المتحدة بالتعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تستهدفها.

كما أكدت المملكة، وفق ما نقلته وكالة “واس” السعودية الرسمية، على موقفها الثابت في دعم التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، ورحبت بتأكيد الولايات المتحدة على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية، لحل الأزمة اليمنية، بما في ذلك جهود المبعوث الأممي السيد مارتن جريفيثس.

ولفتت الرياض إلى قيامها في هذا الإطار بعدد من الخطوات المهمة لتعزيز فرص التقدم في المسار السياسي، بما في ذلك إعلان التحالف وقف إطلاق النار بشكل أحادي استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة.

وأعلنت المملكة عن تطلعها إلى العمل مع إدارة الرئيس بايدن ومع المبعوث الأمريكي لليمن السيد تيم ليندركنج، والأمم المتحدة وكافة الأطراف اليمنية ودول التحالف في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن، بناء على قرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني.

وقالت المملكة: “إنها تسعى للعبور باليمن الشقيق نحو الاستقرار والنماء، وستستمر في جهودها المشهودة لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، حيث بلغ ما قدمته من عون في هذا الشأن للأشقاء في اليمن أكثر من 17 مليار دولار خلال السنوات القليلة الماضية.

إقرأ أيضاً  الحوثيون يعلنون «سك عملة معدنية» جديدة

وناشدت الدول الصديقة والمنظمات الدولية لتكثيف الدعم وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني.

أبوظبي: حريصون على إحلال السلام
وفي ردود فعلها على القرار الأمريكي بإيقاف دعم الحرب في اليمن، قالت دولة الامارات العربية المتحدة: “إنها قد انهت تدخلها في حرب اليمن منذ عام”.

وأكد وزير الشئون الخارجية أنور قرقاش، في تغريدةٍ على “تويتر”، رصدها “المشاهد“، أن الامارات غادرت اليمن منذ عام، حرصاً منها على إحلال السلام، حد وصفه.

وأضاف: “أنهت الإمارات تدخلها العسكري في اليمن في أكتوبر من العام الماضي، حرصًا منها على انتهاء الحرب، كما دعمت جهود الأمم المتحدة ومبادرات السلام المتعددة، وظلت أبو ظبي واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

اليمن تتمسك بالمرجعيات الثلاث
فيما رحبت الحكومة اليمنية بما ورد في خطاب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن، بالتأكيد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية.

وفي بيان للخارجية اليمنية تلقته وكالة (سبإ) الحكومية، رحبت الحكومة اليمنية بتعيين الرئيس الأمريكي للسيد تيم ليندر كينغ مبعوث خاص لليمن.

واعتبرت ذلك خطوة أخرى مهمة تتخذها الولايات المتحدة ضمن مساعيها الداعمة والمساندة للحكومة والشعب اليمني؛ لإنهاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.

وجددت الحكومة اليمنية التزامها التام بالعمل مع تحالف دعم الشرعية وأعضاء المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي يجلب السلام الشامل والمستدام في اليمن، ويستند على المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2216.

الحوثيون: لن تخدعنا التصريحات
وفي أول تعليق لجماعة الحوثي على قرار الرئيس الأمريكي، طالبت بتحركات عملية تجاه إنهاء الحرب وتداعياتها في اليمن.

وقال القيادي في الجماعة، محمد علي الحوثي: “إن ‏أي تحرك لا يحقق نتائج على الأرض بإنهاء الحصار وإيقاف العدوان نعتبره شكلي ولا يلتفت إليه”، وفق وصفه.

وأضاف الحوثي في تغريدةٍ على “توتير”، اطلع عليها “المشاهد“، “لسنا ممن تخدعه التصريحات كيف ما كانت”.

مصلحة اليمن وشعبه
وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبوبكر القربي، أشاد بما وصفها “جهود الإدارة الأمريكية الحالية لوقف الحرب في اليمن”.. مشيدًا بالتحركات الأمريكية الاخيرة.

وأضاف في تغريدةٍ على “تويتر”: “خبر تعيين تم ليندركنج مبعوثًا خاصاً لليمن من قبل الرئيس بايدن يؤكد بأن إدارة بايدن تسعى بخطى حثيثة لوقف الحرب في اليمن”.

ودعا القربي إلى الاستفادة من التوجه لمصلحة اليمن وشعبه وليس لمصلحة أطراف الصراع، وضمان شراكة كافة الأطراف في مفاوضات لتحقيق حل عادل وشامل للجميع.

وتولى الديمقراطي بايدن منصب الرئيس الأمريكي الـ46 يوم 20 يناير بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية على سلفه، الجمهوري دونالد ترامب، الذي شهدت العلاقات بين الرياض وواشنطن في فترة رئاسته تعزيزاً ملموساً، خاصة في ظل توحيد مواقفهما تجاه الملف الإيراني.

وتقود السعودية، منذ مارس 2015، التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي تحارب قوات الحوثيين المدعومين من إيران.

وتقول تقديرات الأمم المتحدة: “إن اليمن، الذي فرض عليه التحالف حظراً بحرياً وبرياً وجوياً، يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

مقالات مشابهة