المشاهد نت

الصحفي بلغيث معاناة ما بعد الاعتقال

الصحفي بلغيث

القاهرة – سعاد يوسف:

توقفت كل آمال الصحفي اليمني عصام بلغيث، بعد اعتقاله من قبل جماعة الحوثي، في الـ9 من يونيو 2015، في مدينة صنعاء، وظل بالمعتقل لمدة 5 ونصف سنوات.
يروي بلغيث لحظة اعتقاله لـ”المشاهد”، بالقول: “اقتحمت مجموعة من المسلحين الحوثيين، الشقة التي كنت أتواجد فيها أنا وزملائي الصحفيين، في فندق بحر الأحلام بمدينة صنعاء”، مضيفًا أن المسلحين الذين اقتحموا الشقة، كانوا يحملون أنواعًا متعددة من الأسلحة (مسدسات وكلاشينكوف معدلات وقنابل يدوية)، وكان البعض منهم بلباسه المدني، والبعض بلباس عسكري، ووجهوا إليه السلاح، وأمروه بعدم التحرك، وقاموا بتفتيشه ومصادرة كل ما كان لديه ولدى زملائه من تلفونات وكاميرات ولابتوبات، وبعد أن صادروها اقتادوهم إلى قسم الحصبة.

معاملة غير إنسانية

وتنقل بلغيث، خلال فترة اعتقاله، بين .قسم الحصبة ،البحث الجنائي ،سجن احتياطي الثورة ، سجن احتياطي هبره، الامن السياسي،سجن معسكر الامن المركزي.
ويستذكر معاناته في المعتقل قائلًا: “تعرضت للضرب بالعصي والهراوات والكابلات الكهربائية، في كافة أنحاء جسدي، وصفعي بالأيادي في وجهي، وكذلك ركلي بالأقدام في وجهي وكافة أنحاء جسدي. كما تم تكبيل يدي بكلبشات حديدية بطريقة عنيفة وقاسية، حتى ظهرت آثارها على يدي، وتم تعريضي للبرد لساعات طويلة، وتعرضت لصنوف التعذيب الجسدي والنفسي”.
وفُرضت عليه تمارين قاسية يصفها بقوله: “في إحدى المرات أخرجوني أثناء نزول المطر، وفرضوا عليّ تمارين رياضية قاسية تحت التهديد والإكراه، وأنا لا أتحمل البرد كوني من محافظة الحديدة المتميزة بجوها الحار”.

الصحفي بلغيث : تعرضت للضرب بالعصي والهراوات والكابلات الكهربائية، في كافة أنحاء جسدي، وصفعي بالأيادي في وجهي، وكذلك ركلي بالأقدام في وجهي وكافة أنحاء جسدي.


ويضيف: “كانت جماعة الحوثي تمنع زيارة أهلي لي، وهذا ما زاد من وضعي النفسي السيئ داخل السجن، ومُنع عني التواصل مع أحد من خارج السجن”.
ويتابع: “أصبت لمرات عديدة بحالات التسمم الغذائي وحساسية في الجلد، ولم أكن أتلقى العلاج، وعانيت كثيرًا من الإهمال، وتُركت داخل الزنزانة أصارع المرض وآلامه”.

معاناة جسدية ونفسية

وفي 15 أكتوبر 2020، تم إطلاق سراح الصحفي بلغيث وبعص زملائه، وتبقى منهم ٤ صحفيين مازالوا في سجون جماعة الحوثي. وكان إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل للأسرى بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي.
ومنذ خروج بلغيث من المعتقل وهو يعاني من الكثير من الأمراض، إذ يقول: “خضعت للعلاج في القاهرة بعد خروجي من السجن، وأعاني من التهابات معوية والتهاب القولون وتحسس في الشعب الهوائية وضيق في التنفس وألم في المفاصل وآلام في الصدر وسوء هضم وألم شديد في المعدة ودوار وإرهاق دائم وضعف عام في بنية الجسد وتآكل في الغضروف الهلالي وتمزق في الرباط الصليبي (في الركبة)”.
ومازال بلغيث يعاني من الآثار النفسية المترتبة لما عاشه من سنوات في السجن، ويصف وضعه قائلًا: “نفسيًا فأنا مازلت أشعر بعدم استقرار نفسي وضيق، كما أعاني من ضغوط السجن التي كانت تمارس بحقي وحق زملائي”.
ويضيف: “فارقت زملائي عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، وحارث حميد، وهم يعانون من أمراض كثيرة نتيجة ضغوط السجن والتعذيب الذي لاقيناه والإهمال الطبي المتعمد”.

إقرأ أيضاً  مرصد الحريات يصدر تقرير الحريات الإعلامية السنوي ٢٠٢٣

مناشدات بالإفراج عن بقية الصحفيين

وفي آخر تواصل له بأسر الصحفيين، أخبروه أن وضعهم الصحي والنفسي يزداد سوءًا، وأنهم منعوا عنهم حتى دخول العلاج، بحسب قوله. وعن الإجراءات المتخذة من جماعة الحوثي، والمساومة في تبادل الأسرى، يقول: “أسر الصحفيين المعتقلين أخبروني أن جماعة الحوثي تشترط خروج قيادات عسكرية حوثية كبيرة مقابل الإفراج عن الصحفيين”.
ويطالب الصحفي بلغيث الذي غادر اليمن لتقي العلاج، الحكومة بتوفير فرص عمل، فهو وبقية زملائه، كما يقول، فقدوا كل شيء، وهم الآن بدون عمل. مؤكدًا أن بقاءه هو وزملاؤه بدون عمل، يفاقم وضعهم ووضع أسرهم. مجددًا مطالبته الحكومة بالوقوف معه ومع زملائه من أجل مقاضاة جماعة الحوثي في المحاكم الدولية، حسب تعبيره.
ويقول: “أطالب الحكومة بتكثيف الجهود لإنقاذ الزملاء من قبضة جماعة الحوثي، وحتى لا تتهور بتنفيذ الحكم الصادر من محاكمها غير الشرعية أصلًا”. ويناشد بلغيث كافة المنظمات الدولية والمحلية المهتمة بقضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير، الوقوف إلى جانب الصحفيين، والمطالبة بإخراجهم دون قيد أو شرط.

مقالات مشابهة