لحج – صلاح بن غالب
تسببت مياه الامطار وتدفق السيول بأضرار في ممتلكات المواطنين بمناطق متفرقة بمحافظة لحج (جنوب اليمن)، خلال اليومين الماضيين.
ففي مديرية طورالباحة، غرب لحج، أوضح مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين بالمديرية، أنور علوان لـ «المشاهد» أن مساكن النازحين تضررت كليًا جراء تسرب كميات كبيرة من مياه الامطار إلى داخل المنازل الخشبية للنازحين.
وأضاف أن المياه أتلفت المواد الغذائية والمفروشات وغيرها من مقتنيات النازحين، إضافةً إلى انهيار غرف خشبية؛ نتيجة تأكل اعمدتها من قبل الحشرة البيضاء (الأَرضة)، كما أن بعض النازحين يعيشون داخل خيام “طرابيل” مهترئة لا تقيهم تقلبات الطقس والمناخ.
وأشار علوان إلى أن النازحين أضحوا بحاجة ماسة للمأوى الملائم والغذاء للتخفيف من معاناتهم بعد أن باتوا يفترشون الارض ويلتحفون السماء، حد وصفه، عقب دمار مآويهم.
وناشد علوان شركاء العمل الإنساني والاغاثي بسرعة التدخل لتوفير المساكن الملائمة والمواد الغذائية والإيوائية للنازحين، خصوصًا بعد توقف المساعدات الإنسانية للنازحين منذ مطلع العام 2022.
ولفت إلى أن ركود مياه الأمطار في البرك والحفريات بجوار مخيمات النازحين سيوفر بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض وانتشارها بين أوساط النازحين، ومن ثم سريان العدوى بشكل أوسع إلى المجتمع المضيف.
في السياق ذاته، قال المستشار الإعلامي للسلطة المحلية بالمديرية ماجود السحيري لـ «المشاهد» إن تدفق مياه السيول الجارفة تسببت بإيقاف حركة السير في طريق البديل الرابط بين محافظتي لحج وتعز (وادي السحر وسوق الخميس – طريق القبيطة)لساعات طويلة، منذ مساء الأربعاء حتى صباح أمس الخميس.
وأضاف أن السيول دمرت سيارة إخدى المواطنين، ويدعى “منير عوض”، بشكل كلي بعد أن جرفتها أثناء ما كان يقودها في “وادي نفاخة”، شرق المديرية؛ ليتمكن من النجاة من الموت بأعجوبة.
السحيري لفت إلى تسبب السيول بجرف الأراضي الزراعية، وتدمير قنوات الري التقليدية للمزارعين، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لمؤازرة المزارعين، وجبر الضرر من قبل الدولة والجهات الداعمة لإصلاح ما دمرته السيول، وبناء مصدات تحمي آبار مياه الشرب من الانجرافات الحاصلة.
وفي مديرية تبن، قال أهالي منطقة الشقعة في أحاديثهم لـ «المشاهد» إن 8 منازل تضررت جراء تدفق مياه السيول إلى داخلها؛ نتيجة انسداد تصريفات مياه الامطار في إحدى قنوات الري، فتحولَّ جريان السيول بإتجاه منازل المواطنين.
وكان موقع «المشاهد» قد تواصل مع مدير أعلام مديرية تبن إلا أنه رفض التجاوب أو الإفصاح عن أي تفاصيل بهذا الخصوص لمراسل الموقع.
وبحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» باليمن، فإن أكثر من 800 ألف شخص يمني تضرروا من الأمطار الغزيرة والفيضانات في العام الماضي 2023.
وتشهد اليمن حاليًا منخفضًا جويًا ممتد من شرق أفريقيا وحتى شرق بحر العرب، وتأثرت به مدن ومحافظات يمنية عديدة، عبر هطول أمطار غزيرة تسببت بتدفق السيول في الأودية والسهول والمرتفعات.
