المشاهد نت

الكشف عن أسرار ووثائق “بساط الريح”

وثائقي "بساط الريح" يكشف وثائق عملية ترحيل يهود اليمن إلى فلسطين

عدن – فيروز عبدالفتاح

كشف فيلم وثائقي بثته قناة “يمن شباب”، الأربعاء الماضي، معلومات مهمة لعملية سرية نفذتها دولة الكيان الصهيوني في اليمن، والمعروفة بـ”بساط الريح”، أو بحسب تسمية يهود اليمن “على أجنحة النسور”.

واستطاع الفيلم فكفكة كثير من العُقد وكشف عديد من الأسرار، التي أثبتت تورط عدد من الشخصيات التي تولت حكم أجزاء من اليمن خلال أواخر أربعينيات القرن الماضي، من بينهم الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ملك المملكة المتوكلية، وحسين الهبيلي أمير الإمارة الهبيلية الهاشمية في شبوة، وسلطان لحج عبدالكريم العبدلي، وسلطان العواذل في أبين صالح العوذلي.

ويمثل الفيلم الذي تعرضه أيضا قناة “يمن شباب” على منصة “اليوتيوب” بثلاث لغات: “الإنجليزية والعبرية إضافة إلى لغة الفيلم العربية”، أول فيلم وثائقي يسلط الضوء على هذه العملية.

ونجح الفيلم في تقديم قصة متماسكة عن تلك العملية المجهولة والمغيبة في تاريخ اليمن، ابتداءً من إنشاء دولة الكيان الصهيوني لمعسكرات في عدن لجلب يهود اليمن إليها، وتجنيد أعداد من اليمنيين للعمل لصالحها، ومرورًا بالدوافع التي أجبرت حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ العملية عبر الطيران.

كما كشف الفيلم سعي المستعمر البريطاني في عدن لتهجير يهود اليمن عبر جزيرة كمران الواقعة حينها رهن احتلال قواته، وكيف استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية إزاحة البريطانيين والانفراد بتنفيذ الصفقة ونقل يهود اليمن عبر أسطولها الجوي، ووصولًا إلى تلك الممرات الآمنة التي تدفق اليهود عبرها للوصول إلى عدن، حيث كان يقع المعسكر الوحيد من نوعه في دول العالم الاسلامي.

إقرأ أيضاً  الحوثيون يعلنون «سك عملة معدنية» جديدة

واستعرض الفيلم مجموعة من الوثائق والمواد الحصرية، والتي كشفت عن موافقة الإمام أحمد على السماح ليهود اليمن بالهجرة إلى فلسطين، إضافة إلى تلك الوثيقة التي تنشر لأول مرة والتي حملت خط وختم الإمام أحمد واحتوت على السماح للجاسوس الإسرائيلي، يوسف صادوق، بزيارة اليمن وتهجير اليهود منها.

واستضاف الفيلم مجموعة من الشخصيات اليمنية والفلسطينية، كما قام بعرض مشاهد حصرية لمغادرة العشرات من يهود اليمن من عدن على متن خطوط طيران آلاسكا الامريكية، ومواد خاصة تضمنت شهادة، الغين مارين لونغ، أول طيران ملاحي استعانت به آلاسكا لتنفيذ العملية.

وقال مخرج الفيلم الزميل عمر العمقي أن الفيلم قدم الرواية الكاملة عن تلك العملية السرية التي غُيّبت عن اليمنيين والفلسطينيين.

وعن ظروف العمل خلال إعداد الفيلم قال العمقي: “واجهتنا الكثير من التحديات، فنحن أمام عملية لا أثر لها في الأرشيف الرسمي لليمن، وتخلو كتب ومراجع النخبة اليمنية من تفاصيل أحداثها، ولكن طاقم العمل استطاع إعادة بناء تلك الأحجية عبر البحث في الأرشيف الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي، وتقديم الرواية الأدق مدعومة بوثائق وشهادات خاصة لم يستطع أحد تقديمها منذ سبعين عامًا”.

وتتبع الفيلم جزء من أموال تلك الصفقة التي حصل عليها الإمام أحمد ين يحيى حميد الدين من دولة الكيان الصهيوني، وعرض مشاهد لنماذج من تلك الاستثمارات والممتلكات العقارية التي كانت تعود ملكيتها للإمام أحمد في مدينة عدن.

مقالات مشابهة