المشاهد – قيس احمد – خاص
لم تكن جماعة الحوثي تنوي اجراء محاكمات في المحاكم الخاضعة تحت سيطرتها لعشرات الصحفيين ومئات الناشطين الا بعد ان زاد الضغط الشعبي والمدني عليها للنظر في مظلومية اولئك الناشطين والصحفيين القابعين في سجون قيل انها تفتقر لان تكون خاصة بالبشر حيث مايزال اكثر من 188 صحفيا مكبلين في سجون الحوثيين وسط ظروف قاسية
وفعلياً بدأت الجماعة الاحد الماضي بمحاكمة36 ناشطاً وصحفياً أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، بتهم “العمالة، ومساندة العدوان” حسب ما وجه لهم من تهمة من قبل الحوثيين وانعقدت تلك المحاكمة بعد اسبوع من اصدار ذات المحكمة حكماً بإعدام الكاتب الصحفي يحيى الجبيحي ، وضمن سلسلة العقوبات التي بدأتها جماعة الحوثي ضد مثل 14 صحفيا من مؤسسة الثورة للصحافة ، السبت الماضي ، أمام نيابة الأموال العامة في ، بتهمة المطالبة برواتبهم المتوقفة منذ سبعة ، في سابقة هي الأولى من نوعها.
واثارت احالة صحفيين مطالبين برواتبهم نيابة الاموال العامة استياء واسعا ، كونها جهة غير متخصصة فضلا عن كونها تعمل تحت سلطات متمردة وغير شرعية.
قانونيون وصحفيون ومسؤلو منظمات محلية ودولية لم يقللو من تلك المحاكمات وخطرها على واقع ومستقبل الحقوق والحريات في الجمهورية اليمنية وان كان جزءا منها يخضع لسلطات انقلابية لم تكن تعترف بالقانون اليمني وهي اليوم تكيفه حسب اهوائها ورغباتها الانتقامية
(لاداع للنواح )
وفي هذا الاطار يقول المحامي والناشط الحقوقي محمد مدهش : بعد اطلاعنا على مجريات جرائم المحاكمات العبثية في صنعاء تبين لنا انها تفتقد لأدني معايير الاستجواب والتحقيق … وان المسئول الاول والاخير عن صدور الاحكام او تنفيذها هي المحكمة الجزائية المتخصصة ..والنيابات التابعة لها ،وانه اذا لم يتم إجهاض جرائم المحاكمات العبثيه في صنعاء ؛ فلا داعي للنواح بعد تطبيق الاحكام ..
وفي ذات الموضوع ادانت واستنكرت منظمات محلية ودولية عديدة تلك المحاكمات ابرزها نقابة الصحفيين اليمنيين و إتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمة العربية لحماية ومساندة الصحفيّين وسجناء الرأي و المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)و منظمة (رايتس رادار) لحقوق الإنسان في العالم العربي وطالبت (الإيسيسكو) في بيانها بتفعيل بنود خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين من أجل إنقاذ حياة الصحافي الجبيحي وصحفيين اخرين .
(صيادو الصحافة)
ولم تعلن جماعة الحوثي عن أسماء الـ36 صحفيا الذين بدأت محاكمتهم في المحكمة الجزائية ، بيد انها اعلنت عن اسماء الصحفيين المحالين لنيابة الاموال العامة من صحيفة الثورة الخاضعة لسيطرتهم في صنعاء
ووضعت منظمة مراسلون بلا حدود ، نهاية ديسمبر الماضي، جماعة الحوثي المسلحة ضمن قائمتها “صيادو الصحافة” في العالم للعام السادس على التوالي إلى جانب “تنظيم الدولة”، و 33 زعيم ونظام وجماعة حول العالم.
و وصفت المنظمة الانتهاكات ضد الصحافة في اليمن بأنها لا تعد ولا تحصى منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، في سبتمبر/أيلول2014.
