المشاهد نت

من مديرية الخوخة قصة طفل قادته فاقة اسرته الى أن يصبح ضحية لغم ارضي

المشاهد-خاص:

في اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام الذي صادف أمس الأربعاء كان الطفل عبده محمد علي راجح يفتش في مكب النفايات بمدينة الخوخة جنوب محافظة الحديدة بحثاً عن القوارير الفارغة دون أن يعلم أنه سيكون ضحية لغم فردي كاد أن يودي بحياته.

عبده البالغ من العمر عشرة أعوام نزح مؤخراً مع أسرته من مديرية حيس المجاورة الى مديرية الخوخة المجاورة بعد اشتداد القصف عليها من قبل مسلحي الحوثيين عقب تحريرها من قبل قوات الجيش والمقاومة الشعبية في الماضي.

ويعيش عبده مع أسرته في مسكن متواضع في مدينة الخوخة الساحلية جنوب الحديدة وسط ظروف انسانية صعبة في طل شح المساعدات الانسانية مادفعه الى جمع القوارير وبيعها لتوفير جزء بسيط من احتياجات أسرته الفقيرة.

يوم أمس الأربعاء الذي وافق الرابع من شهر إبريل وهو اليوم الذي احتفل فيه العالم باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام كان يوماً كارثياً على عبده الذي لم يسبق له أن تلقى توعية بمخاطر الألغام رغم تواجده في منطقة نزاع وأرض مليئة بمخلفات الألغام التي زرعها الحوثيون.

وجد عبده لغماً أرضياً في إحدى النفايات بضواحي المدينة فظن أنه حظي بقطعة معدنية ثقيلة يبيعها لأصحاب محلات الخردوات في المدينة ويشتري بثمنها وجبة طعام لأسرته المحتاجة.

وعند عودته الى المنزل وقت الظهيرة أخرج اللغم من كيس وضعه فيه وبدأ بفحصه والعبث به في محاولة لإكتشاف ماهيته وعندها انفجر اللغم فيه وأصيب بجروح عديدة في جميع أنحاء جسده.

وقال محمد شلي ركن التوجيه المعنوي بلواء تهامة 1 لـ”المشاهد” أن الطفل عبده راجح أصيب نتيجة انفجار اللغم بجروح متفرقة في أنحاء جسدة بالإضافة الى كسور في رجله اليسرى فيما أصيبت أمه مطره سالم علي بشظية صغيرة في كتفها.

وأوضح أنه تم اسعاف الطفل الى المستشفى الميداني بمدينة الخوخة ومكث فيه لمدة ساعتين ثم تم اسعافه الى احدى مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن لخطورة إصابته.

ووجه شكره وتقديره للطاقم الطبي وجميع العاملين في لمستشفى الميداني بمدينة الخوخة على مايقدمونه من خدمات طبية للمواطنين الذين يتعرضون لإصابات ناتجة عن انتهاكات الحوثيين بحق المدنيين.

وقتل العشرات من المدنيين، بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون في مناطق متفرقة على طول الشريط الساحلي بمحافظة الحديدة مامنع الصيادين والمزارعين من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بسبب انتشار الألغام والمواد المتفجرة.

إقرأ أيضاً  حرمان المهمشين من الخدمات في اليمن

وفي السابع من مارس الماضي، قتل ثلاثة مدنيين يمنيين بينهم امرأة بانفجار لغم أرضي زرعه مسلحو جماعة الحوثي قبل طردهم من مديرية حيس بمحافظة الحديدة غرب اليمن.

وقبل تلك الحادثة بساعات قليلة قتل صيادان بانفجار لغم أرضي زرعه الحوثيين فى منطقة بالع بعزلة المشاقنة التابعة لمديرية الدريهمى فى محافظة الحديدة أيضاً.

وتعتمد جماعة الحوثي على عملية زرع الألغام في المناطق الخاضعة لسيطرتها لعرقلة تقدم قوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف العربي وعرقلة إعادة إعمار المناطق المحررة التي فر مقاتلوها منها تحت ضربات قوات الجيش الوطني, كمديرية الخوخة الساحلية.

في سياق متصل، أكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان( hritc ) ان أكبر جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن خلال الثلاثة الاعوام الماضية تمثلت في زراعة الألغام والتي استهدفت في مجملها مناطق اهلة بالسكان ومارستها جماعة الحوثي بطريقة ممنهجة قاصدة إحداث أكبر ضرر بالمواطنين والمعارضين لها

وقال المركز وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفه الاستشارية بالأمم المتحدة في بيان له اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والذي يصادف الرابع من أبريل من كل عام ان الحرب ادخلت اليمن نفق مظلم وكارثي شكلت جريمة زرع الألغام أكثر نقاطه سوادا وماساوية خاصة وانه لا يهدد الحاضر فقط ولكنه يدمر المستقبل أيضا ويستهدف الفئات البريئة من المدنيين

وأشار الى أن تعز تأتي في صدارة المناطق التي عانت من كارثة زراعة الألغام وآثارها المدمرة على السكان والمنشآت حيث عمد مسحو جماعة الحوثي واتباعهم خلال ثلاثة أعوام على منهج تسوير المناطق الآهلة بالسكان بحقول الغام دون خرائط معلومة.

واستخرجت قوات الجيش الوطني مسنودة بقوات التحالف العربي مؤخرا مئات الالغام في جبهة الساحل الغربي وخصوصاً مديريتي الخوخة وحيس بعد تحريرهما من مسلحي جماعة الحوثي.

وتعاني اليمن التي تشهد حرباً منذ أكثر من ثلاثة أعوام من قلة اجهزة الكشف عن الالغام مما يؤخر الفرق في استخراج الالاف منها مما يعرض حياة الالاف من المدنيين للخطر.

مقالات مشابهة