المشاهد نت

شباب من اليمن فى رحلة البحث عن الحلم عبر المتوسط “تفاصيل خاصة “

المشاهد-خاص:

على متن قارب مطاطي صغير ، قرر أربعة شبان يمنيين ركوب “رحلة الموت”، من السواحل الليبية المطلة على البحر المتوسط، إلى أوروبا بعد أن ضاقت به سبل الحياة في اليمن في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية نتيجة الحرب التي تشهدها اليمن منذ أربع سنوات.

ظن هؤلاء الشبان أن الهجرة الى أوروبا ستكون خطوتهم الأولى في سبيل تحسين ظروفهم البائسة فقرروا خوض غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر على متن قوارب الموت التي لاتحمل أية وسيلة للحماية أملاً في الوصول إلى ايطاليا بأي ثمن حتى لو كان الحياة نفسها.

بداية القصة كانت من مصر التي فروا اليها من جحيم الحرب في اليمن ومنها حاولوا الوصول الى ليبيا عن طريق التهريب قبل أربعة أشهر فقبض على أربعة في الحدود المصرية الليبية بينما استطاع الخامس وهو شاب يمني يدعى حاتم الحقب التسلل الى ليبيا ومنها تمكن من الوصول الى ايطاليا.

سُجن الشبان الأربعة في مصر لمدة ثم أطلق سراحهم ليتجهوا الى السودان ومنها الى ليبيا حيث كان حلم الهجرة الى أوربا لايزال يراودهم فمكثوا شهرين مختبئين في احدى المستودعات هناك واضطروا للانتظار طويلاً حتى جاء دورهم وركبوا قارب أحد المهربين يوم الجمعة الماضي.

لم يكن يعلم الشبان الأربعة أن الموت الذي نجوا منه في اليمن كان يترصدهم في البحر المتوسط حيث ابتلع البحر ثلاثة منهم الى جانب 100 آخرين من جنسيات أخرى بينهم نساء وأطفال بينما نجا الرابع عمري صويلح، من أبناء منطقة الحقب بدمت بمحافظة الضالع الى جانب 15 آخرين.

أبحر القارب فجرا من بلدة القره بوللي الساحلية على بعد 50 كلم شرق العاصمة الليبية طرابلس وبعد ساعات من إبحاره حدث انفجار في المركب واشتعلت النيران في المحرك وبدأ الماء يتسرب إليه وحاول المهاجرون التشبث بقسم من المركب أو بصفائح وقود وقعت في البحر.. وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس عن أحد الناجين.

وبعد ساعات من ذيوع خبر رحلة الموت الأخيرة على السواحل الليبية والتي راح ضحيتها أكثر من 100 مهاجر، أفاق اليمنيون على خبر وفاة ثلاثة شبان من مدينة دمت بالضالع وهم وليد مسعد الدبيسي ومحمد مسعد الظاهري وجمال حيدره فيما نجا رفيقهم الرابع عمري صويلح بإعجوبة ليكون شاهدا على المأساة.

إقرأ أيضاً  رمضان.. شهر الخير والمبادرات الإنسانية بحضرموت

وتداول ناشطون صور تذكارية للشبان اليمنيين الأربعة التقطوها قبل محاولة سفرهم الفاشلة الى اوروبا والتي انتهت بوفاة ثلاثة منهم معبرين عن أسفهم وحزنهم العميق للنهاية المأساوية لحلم هؤلاء الشبان الذين لجئوا الى البحر أملاً في النجاة بعد أن أغلق العالم أبواب اللجوء الانساني أمام اليمنيين وفرض عليهم حصاراً من كل جانب لكن البحر التهمهم مع أحلامهم دون رأفة.

ولم تعد مغامرة الهجرة غير الشرعية على متن قوارب الموت مقتصرة على السوريين والأفارقة الهاربين من الفقر والحرب والمجاعة في بلدانهم والحالمين بغد أفضل في القارة الأوربية، بل قرر اليمنيون مؤخراً خوض مغامرة الحياة أوالموت.

شباب من اليمن فى رحلة البحث عن الحلم عبر المتوسط "تفاصيل خاصة "
شاب عدنى لقى حتفة قبالة سواحل ليبيا

ورصد ناشطون ومنظمات حقوقية تزايد هجرة اليمنيين غير الشرعية مؤخراً الى أوربا بسبب الحرب المستعرة في البلاد وسوء الاوضاع الانسانية التي أدت الى تزايد معدلات الفقر وانتشار البطالة في أوساط اليمنيين.

وتعد ليبيا محطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بحرا، وعادة يركبون قوارب مطاطية متهالكة يوفرها لهم المهربون ويتمكن البعض من الوصول إلى المياه الدولية حيث يأملون في أن تنتشلهم سفن دولية بينما ينجح خفر السواحل الليبي في القبض على العشرات منهم، إلا أن بعضهم يستطيع النفاذ ليواجه الموت في عرض البحر.

وتستغرق الرحلة الخطرة الشاقة عبر السواحل الليبية الى السواحل الايطالية من يومين الى ثلاثة أيام بقوارب مطاطية متهالكة عادة ما يكون على متنها عشرات أو مئات المهاجرين بحسب حجمها أغلبهم سوريون ومصريون ومن جنسيات افريقية فيما يتوفى الالاف منهم كل عام غرقاً في عرض البحر.

وتكلف رحلة الموت هذه المهاجر نحو ألفي دولار وتتم غالبيتها من ليبيا وهناك خطوط أخرى لرحلات التهريب من مصر الى موريتانيا ومنها الى الجزائر وصولاً الى المغرب ومنها الى الشواطئ الأسبانية القريبة منها.

شباب من اليمن فى رحلة البحث عن الحلم عبر المتوسط "تفاصيل خاصة "
صورة الضحايا الذين لقوا حتفهم غرقا قبال سواحل ليبيا من بينهم 4 يمنيين

ووفقاً لتقرير حديث صادر عن المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة في نوفمبر 2017، فقد بلغ عدد المهاجرين واللاجئين الذين قضوا خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط الى سواحل أوروبا 3800 قتيل العام الجاري مقارنة مع 3771 قتيلاً عام 2016.

مقالات مشابهة