المشاهد نت

محطات مياه الشرب التجارية تلوث خلفه الاهمال

صنعاء – إبراهيم يحيي: 

يلجأ فائز النجار إلى استخدام مياه محطات “الكوثر”، بدلاً عن مياه مشروع المياه الذي يأتي مرة واحدة في الشهر، خشية من إصابة أبنائه بمرض الكوليرا الذي اجتاح اليمن في العام 2016، وعاود بالظهور مجدداً، بسبب تلوث مياه المشروع وتغير لونه إلى اللون الأصفر بسبب الأتربة وصدأ الأنابيب، وفق روايته لـ”المشاهد”. لكنه يقول إن مياه “الكوثر” هي الأخرى ليست نظيفة كما ينبغي.
يؤيده في ذلك انس الزريقي أحد سكان صنعاء، مشيراً إلى أن بعض محطات مياه الكوثر لا يوجد بها أية نظافة، وفق ما شاهده بنفسه من وجود للشوائب والأوساخ داخل (دبات)، إضافة إلى رائحتها الكريهة بسبب عدم غسلها قبل تعبئتها بالمياه.

أمراض تصيب المستهلكين

وتقول الدكتورة عبير أحمد، أخصائية باطنية بمركز الرسالة الطبي، لـ”المشاهد” إن مياه الشرب غير النظيفة تؤدي إلى نقل العديد من الأمراض مثل التيفوئيد والتهاب الكبد البائي، وانتشار الكوليرا في اليمن خلال هذه الفترة عبر مياه الشرب، والتي تصيب الأمعاء، متسببة بإسهال شديد وقيء، يصل إلى حد الجفاف، وفي أحيان كثيرة يؤدي إلى الموت في حال لم يتم الإسعاف بشكل سريع إلى أقرب مستشفى.
وتدعو إلى ضرورة الرقابة على محطات مياه الكوثر من الجهات المختصة، وفي حال شرب المياه العادية تؤكد على ضرورة غلي المياه، وذلك لقتل الجراثيم.

مياه غير نظيفة

وتمر مراحل تنقية المياه بصب مياه الوايت (صهريج الماء) إلى الخزان الرئيسي، بعدها تقوم المضخة بسحب المياه إلى الفلتر الرملي، ثم تقوم المضخة الثانية بسحب المياه إلى ما يسمى المنبرين (الفلترين) لعملية التصفية، تتبعها عملية الفلترة المتوسطة عدد 4 فلترات (قطنية)، لتتم تصفيتها من بقايا الأتربة، تليها الأشعة البنفسجية التي تقتل الجراثيم، ثم إضافة مادة الهوسان (وهي مادة مصرح بها من وزارة التجارة والصناعة)، وهي عبارة عن مادة معقمة ومانعة للترسب، وتمنع الماء من التعفن، وصولاً إلى سكب المياه إلى خزان التعبئة الرئيسي، بحسب يحيى سلامة، صاحب محطة جنا لتحلية المياه. غير أن بعض محطات مياه الكوثر لا يعملون بهذه الخطوات، بحسب الزريقي.
ويؤكد سلامة أن وزارتي الصحة والمياه تلزمانهم باستخدام الكلور، “لكننا نستخدمه فقط في أول كل شهر من أجل تنظيف الخزانات وأنابيب المياه، بسبب قتل الجراثيم، بعكس كثير من المحطات التي تضيف الكلور إلى المياه مباشرة”.
لكن الدكتورة عبير تحذر من استخدام الكلور في تعقيم مياه الكوثر، بشكل كبير، لأنه يؤدي إلى الفشل الكلوي والكبد، نتيجة تفاعل الكلور مع المواد المعدنية والعضوية في الماء، ويتبقى جزء منه في مياه الشرب، لينتقل الكلور عبر الدورة الدموية في جسم الإنسان.

إقرأ أيضاً  خديجة.. قصة التغلب على العنف وخذلان الأسرة

اشتراطات لا تطبق

ويبلغ عدد محطات المياه في مديرية الثورة 97 محطة، تم إغلاق 5 محطات مخالفة منها، بحسب المهندس علي عبده، مدير قسم المياه في صحة البيئة بمنطقة الثورة التابعة لأمانة العاصمة صنعاء.
وتشترط إدارة صحة البيئة التابعة لوزارة الأشغال العامة في العاصمة صنعاء، على من يفتح محطة لتنقية المياه، أن يعمل على تبليط أرضية وجدران المحطة، واستخدام الكفوف والكمامات للعاملين، والتهوية المناسبة، بالإضافة إلى امتلاك العاملين البطاقة الصحية التي تؤكد خلوهم من الأمراض، وإجراء الفحوصات الدورية لهم كل 6 أشهر، بحسب تأكيد المهندس عبده لـ”المشاهد”، مشيراً إلى أنهم يقومون بالنزول الدوري إلى المحطات للتأكد من مدى التزامها بتطبيق الاشتراطات، والقيام بفحص نسبة الكالسيوم والكلور في المياه، والتأكد من نقاء المياه، وفحص الأنابيب المستخدمة، وخلوها من الصدأ، وفحص خزانات المياه، وفي حال وجود مخالفات يتم تحرير مذكرة مخالفة رسمية، ويحضر العميل إلى المكتب لعمل تعهد بعدم التكرار، وفي حال رفض الحضور تتم إحالته إلى النيابة، ودفع غرامة مالية.
لكن هذه الرقابة لا تطبق، ويشوبها ضعف من قبل الجهات المختصة، ما يعد سبباً رئيسياً في عدم وجود مياه نظيفة في تلك المحطات، علماً أن بعض المحطات لا يوجد بها أجهزة حديثة لتنقية المياه، ويكتفي أصحابها بإضافة مادة الكلور للماء بنسب كبيرة، مما يجعل طعم الماء يتغير، وتصبح نكهته مختلفة، بحسب الزريقي، مشيراً إلى أن العاملين في تلك المحطات لا توجد لديهم أية بطائق صحية، وعدم استخدم الملابس الخاصة بالعمل والكمامات.

تبرير الجهة الرقابية

ويرد المفتش في قسم التفتيش والرقابة بمديرية الثوة، فوزي محمود، أنهم يقومون بالنزول إلى تلك المحطات، لكنهم يتعرضون للسب والاعتداء من قبل أصحاب المحطات، وقال إنه تم الاعتداء عليه برفع سلاح على رأسه من قبل أحد ملاك محطة تحلية المياه، وهدده بالقتل، مضيفاً أن تعرضهم للاعتداءات المتكررة، يعود إلى عدم وجود حماية للموظفين من قبل الجهات المختصة.
ويؤكد أنه تم الاعتداء على أحد زملائه خلال نزوله لأداء واجبه أثناء مهمة رسمية، بالضرب المبرح من صاحب محطة مياه، والقضية الآن في النيابة.

مقالات مشابهة