المشاهد نت

الحديدة: حمى الضنك تفتك بسكان مديرية الجراحي

الحديدة – رفيق الحمودي:

فارقت خديجة حمود جماح (6 سنوات) الحياة بعد دقائق من وصولها إلى المركز الصحي بمدينة الجراحي المكتظ بالمرضى، وخاصة المصابين بوباء حمى الضنك الذي انتشر في مدينة الجراحي بمحافظة الحديدة (غرب اليمن)، مخلفاً 26 حالة وفاة في غضون الأسبوعين الماضيين، ما خلق حالة من الذعر بين سكان المدينة.
وألقى والد الطفلة خديجة الذي ينحدر من منطقة الجربا في مديرية الجراحي، باللوم على المركز الصحي الذي أسعفت الطفلة إليه، متهماً الطاقم الطبي بالإهمال في علاج ابنته التي وصلت وهي تعاني من حمى شديدة وألم بالرأس.
لكن الطاقم الطبي في ذلك المركز قالوا إنهم يعملون ليل نهار، وتكمن المشكلة -حسب حديثهم- في عدم توفر الإمكانيات الكافية التي تمكنهم من علاج المرضى.
ومن أعراض الإصابة بحمى الضنك، الصداع وآلام خلف العينين وآلام في المفاصل والعضلات والظهر وفقدان شهية وغثيان وقيء وضعف عام وحمى وطفح جلدي، قد تتطور إلى حمى نزفية تحت الجلد، وحدوث نزف دماغي ودخول المريض في غيبوبة ثم الوفاة في حال لم يتلقَّ المريض للعلاج في الوقت المناسب، وفق أطباء.

2000 مصاب في مديرية الجراحي

ويعاني أكثر من 2000 مصاب بحمى الضنك في مديرية الجراحي، بحسب مدير عام الصحة العامة والسكان بمحافظة الحديدة، الدكتور عبدالرحمن جار الله، موضحاً لـ”المشاهد” أن السبب الرئيس لانتشار وباء حمى الضنك في الجراحي وبقية المديريات بمحافظة الحديدة، هو وجود مستنقعات مائية وطفح مياه الصرف الصحي.
ويتركز الوباء هي منطقة “الجربا” ومنطقة المدينة “السوق العام” في مديرية الجراحي، بحسب جار الله، مؤكداً وجود 15 مركزاً صحياً موزعة على مناطق مختلفة، لكن معظمها غير مجهزة بسبب ظروف الحرب التي تمر بها اليمن.
وناشد سكان مديرية الجراحي التي يعيش فيها 155 ألف نسمة، السلطات المحلية، مرات عديدة، ردم الحفريات ومستنقعات المياه الراكدة، وإصلاح شبكة الصرف الصحي التي تتسبب بتجمع المياه، لكن لم يتم التجاوب معهم من قبل تلك السلطات.
وينتقل وباء حمى الضنك بواسطة بعوضة تسمى “الزاعجة” التي تستوطن وتتكاثر في المياه العذبة الراكدة، وتعد المستنقعات المائية الناتجة عن طفح المجاري أو مياه الأمطار بيئة مثالية لاستيطان البعوض الناقل للمرض وانتشاره.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

انتشار الوباء في مناطق أخرى

وكشف الدكتور محمد الهادي، مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، وهو البرنامج المسؤول على مكافحة وباء الضنك أيضاً، أن عدد حالات الاشتباه بحمى الضنك حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، في عموم المحافظات اليمنية، 22.950 حالة اشتباه بحمى الضنك، مؤكداً حدوث 27.983 حالة اشتباه بحمى الضنك، العام الماضي.
وتسببت الحرب التي اندلعت في مارس 2015، بتوقف الخدمات العامة، ومنها الصرف الصحي، وصناديق النظافة، في المحافظات التي شهدت معارك ولازالت، مثل محافظتي الحديدة وتعز، وهما المحافظتان اللتان انتشر فيهما وباء حمى الضنك بشكل واسع.
وأسهم النقص في الخدمات الطبية في مشافي المدن اليمنية، في عدم القدرة على احتواء وباء حمى الضنك وغيره من الأوبئة.

غياب الحلول

وقال الدكتور يوسف الحاضري، الناطق باسم وزارة الصحة العامة والسكان التابعة لجماعة الحوثي، لـ”المشاهد” إن وزارة الصحة شكلت فرقاً ميدانية للنزول إلى مديرية الجراحي، مضيفاً أنه تم الاجتماع بالسلطات المحلية لمناقشة القضاء على وباء حمى الضنك.
وطالب الحاضري السلطات المحلية في المديرية، بوضع معالجات عاجلة لردم المستنقعات المائية والحفريات التي تتجمع فيها المياه الراكدة للقضاء على السبب الرئيس لتجمع البعوض المسبب للملاريا وحمى الضنك.
وينبغي أن تتم مكافحة هذا الوباء من كافة الجهات بالسلطات المحلية، وليس محصوراً في قطاع الصحة فقط، بحسب جار الله.

مقالات مشابهة