المشاهد نت

فرح … طفلة انتزع السرطان فرحتها

الطفلة فرح المصابة بالسرطان

حجة – جبران سهيل :

فرح، طفلة يمنية تبلغ من العمر 12 عاماً، تعيش مع والديها وأخوتها الستة في مديرية “كعيدنه” التابعة لمحافظة حجة شمال غرب العاصمة صنعاء. في العام الماضي أصيبت بسرطان العظام في إحدى ساقيها، بدأ الأمر حين كانت الطفلة في المدرسة، شعرت بألم في مفاصل الركبة اليسرى. تطورت حالتها مع مرور الوقت، وبدأت ساقها تنحف. حتى أصبحت عاجزةً عن المشي بقدميها.

وعقب ذلك، قام والدها الذي يعمل معلماً، بإسعافها إلى مستشفى الثورة الحكومي، في محافظة الحديدة، التي تبعد عن محافظة حجة حوالي 160 كيلومتراً. أجريت لها بعض الفحوصات والاشعة، وأخذ الأطباء عينة من الطفلة وتم ارسالها الى مركز الأورام المتخصص في صنعاء.

وصلت نتيجة تلك الفحوصات بعد عدة أيام، ليبلغ الأطباء والد فرح، أن أبنته مصابة بسرطان العظام. وشخصت حالتها بـ “الساركوما العظمية“، وهو سرطان ينشأ في الخلايا العظمية وعادة ما يصيب بالركبة.

ويقول رئيس هيئة مستشفى الثورة في الحديدة، الدكتور خالد سهيل، لـ “صوت إنسان”: “أسرة الطفلة فرح وبسبب ظروفهم، تأخروا في اسعافها، لم يتحركوا إلا حين شعرت بالألآم وعجزت عن المشي وذلك بعد ظهور ورم على ركبتها”.

وحول إمكانية علاجها، قال الدكتور سهيل: “قد لا يوجد أمام الأطباء حاليا سوى خيارين: إما بتر القدم المصابة أو استخدام جرع من العلاج الكيماوي باستمرار”.

ووسط عجز أسرة الطفلة عن التصرف حيال حالتها، جرى تحويلها للعلاج في مركز السرطان التابع للمستشفى، لتبدأ في استخدام جرع شهرية من العلاج الكيمياوي.

بحزن شديد، يقول عبدو وتاري، والد فرح: “ابنتي تتألم كثيراً، السرطان سيقتلها، وأنا تعبت.. أتمنى من أهل الخير والمنظمات التعاون لإنقاذ ابنتي، فهي تتلقى جرعه شهرية من العلاج الكيماوي بتكلفة 200 دولار، وقد توقف راتبي كمعلم، ولا أمتلك شيء”. ويضيف عبدو: “لم أجد أية شيء من المنظمات، أتمنى الحصول على مساعدة في تكاليف العلاج أو نقلها إلى صنعاء”.

إقرأ أيضاً  حرمان المرأة من الميراث بسبب هشاشة القضاء في اليمن 

تبدو مأساة فرح، واحدة من قصص ومآسي نحو 46% من الاناث المصابات بالأورام السرطانية في اليمن، بحسب إحصائية المركز الوطني لعلاج الأورام. في حين حذرت منظمة الصحة العالمية في سبتمبر 2019، من أن علاج مرضى السرطان في اليمن “خيار غير متاح لـ30 ألف مريض بالسرطان، بينهم 12 % من الأطفال لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج بسبب توقف التمويل”. ومع تدني خيارات العلاج، واستمرار الأزمة الإنسانية، يعيش قرابة 80% من أولئك المصابين تحت خط الفقر.

حتى اليوم، ما تزال فرح ووالدها، يتواجدان في مركز السرطان في الحديدة، وقد تدهورت حالتها أكثر بعد أن أوقفت استخدام جرعة العلاج الكيمياوي في شهري يناير وفبراير من هذا العام. نتيجة عدم تمكن والدها من دفع التكاليف لشهرين. لكنه قبل أيام بدى مسروراً كونه استطاع تأمين جرعة العلاج لأبنته لشهر مارس الجاري. وما يزال يسعى بمشقة برغم الحاجة وضآلة اليد، من أجل علاج طفلته. وهو لا يملك غير الأمل وسط هذا الركام والإحباط.

تنشر هذه القصة بالتزامن مع نشرها في منصة ” صوت إنسان “ “وفقا لإتفاق بين المشاهد والوكالة الفرنسية لتنمية الاعلام CFI

مقالات مشابهة