المشاهد نت

حجة: انهيار وشيك لمنزل تقطنه أسرتان

علي محسن الفقيه

حجة فارس العليّ :

في حي “الحلة” أقدم أحياء مدينة حجة، التي تبعد 123 كم عن العاصمة صنعاء، تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة بتهدم جدران البيت الذي يسكنه علي محسن الفقيه (45 عاماً) مع 9 من افراد عائلته. وتضرر سطح المنزل المكون من 4 طوابق، ولم يعد فيه سوى غرفتين فقط صالحة للسكن.

ونتيجة لتلك الأضرار والانهيارات المتتالية التي لحقت بالمنزل، اضطر علي الفقيه المكوث مع جميع أفراد أسرته في غرفة واحدة في الطابق الأول.

وإلى جانبه، يسكن أخيه الأصغر، يحيى الفقيه برفقة أسرته المكونة من 7 أفراد، داخل غرفة في الطابق الثاني، وسط حالة من الخوف المستمر من خطر انهيار المبنى فوق الأسرتين.

يقول علي الفقيه لمنصة (صوت إنسان): ” نشعر بالخطر ونخشاه أكثر مما يخشاه اي مشاهد مر بجوار البيت، لكن اين يجي والى من يلجأ المحتاج الفقير مثلنا، لا يوجد ملاذ وليس لنا أحد يأوينا سوى الله هو مولانا وخير الحافظين”

“استأجرت هذا المنزل قبل عشرين سنة، وأقوم بدفع ايجاره بصورة غير منتظمة، وكان مالك المبني يتفهم الأمر، لكنه رحل قبل وقت قريب”. قال علي الفقيه.

كان هذا المنزل المكون من أربعة طابق، يحتوي على 12 غرفة، بواقع 3 غرف في كل طابق، وهو مشيد من أحجار القطع المتوسط، وقد تعدى عمره قرابة 300 عام.

لكنه، في العقود الماضية، تعرض لأضرار مستمرة جراء الأمطار الغزيرة، إهمال الصيانة والترميم. مما ألحقت به أضرارا جسيمة تسببت بهدم أجزائه. ولم يتبقى من المبنى سوى الجدار الغربي وهو في حالة انهيار وشيك.

بحثاً عن اي حلول او بدائل سكنية متاحة قبل أن ينهار المنزل فوق الأسرتين، أو مساعدات ممكنة من جهات حكومية أو منظمات اغاثية، يفصح الفقيه عن مساعدة وحيدة من فاعل خير.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات
حجة: انهيار وشيك لمنزل تقطنه أسرتان
المنزل الآبل للسقوط

يقول علي الفقيه: “أعطاني الحاج علي الله يرحمه ويسكنه الجنة، قطعة أرض مساحتها لبنة واحدة، وهي الشيء الوحيد الذي امتلكه، وحصلت على 6 خيام من منظمة العمل لمكافحة الجوع”.

” من الصعب نعيش في خيمة، نسواننا وحريمنا كيف نسوي بهن تحت خيمة بلا حمامات او ستر واقي من الحيوانات والزواحف والحشرات”. قال علي.

يعمل علي الفقيه فني نجارة في البناء والتشييد، لكنه يقول بأنه لم يعد يلقى عملاً متاحاً في النجارة. وفي النادر يحصل على عمل بالمصادفة مرة أو مرتين كل شهرين، بسبب انعدام فرص العمل، جراء الحرب والحصار الذي تعيشه اليمن منذ 6 سنوات.

حجة أكبر المحافظات تضرراً من الأمطار

خلال شهري مايو وأغسطس الفائت، شهدت المناطق الشرقية والجنوبية الغربية لليمن، موجتان من الأمطار الغزيرة. وغمرت الفيضانات المنازل، وجرفت الشوارع والجسور وأجزاء من البنى التحتية، وتأثرت أكثر من 19 محافظة في البلاد.

وفقاً لبيانات تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، الصادر في 28 سبتمبر 2020، تضررت محافظة حجة مجدداً جراء هطول الأمطار الغزيرة في منتصف شهر سبتمبر. احتلت حجة المرتبة الأولى من بين المناطق الأكثر تضرراً من الأمطار والفيضانات. حيث بلغ عدد الأسر المتضررة في مناطق حجة قرابة 18,2 ألف أسرة. العديد منهم نازحون.

طيلة العشر السنوات الأخيرة، ظلت أسرتي علي ويحيى الفقيه، ترزح تحت المخاطر الوشيكة، كلما انهار سقف او جدار من أجزاء البيت، وما تزال هاتين الأسرتين تتمنى الحصول على مساعدة في إصلاح المأوى الذي يؤرق حياة وأرواح 18 فرد يسكن في هذا البيت.

تنشر هذه القصة بالتزامن مع نشرها في منصة ” صوت إنسان “ “وفقا لإتفاق بين المشاهد والوكالة الفرنسية لتنمية الاعلام CFI

مقالات مشابهة