المشاهد نت

العيد.. “صناعة محلية” بعدن

عدن – بديع سلطان

“نصنع فرحة أطفالنا بأيادينا”، هذا كان ديدن أهالي منطقة الطويلة، بمديرية صيرة، في محافظة عدن (جنوب اليمن)، خلال الأيام التي سبقت عيد الفطر الحالي، حين مضوا يُهيئون ويُرممون حديقة الألعاب الوحيدة والمتهالكة المتواجدة في منطقتهم.

فلسان حال سكان تلك المنطقة كان عدم انتظار الجهات الحكومية والسلطات المحلية التي تجاهلت وضع المتنفس الوحيد بمنطقتهم؛ وهدفهم هو زرع فرحة العيد في نفوس أطفالهم.

حيث بادر أهالي الحي الذي يُطلق عليه “حي المليشيات” في منطقة الطويلة، القريبة من “صهاريج عدن التاريخية”، بتنظيف وتهيئة حديقة الأطفال بالمنطقة، استعدادًا لعيد الفطر، خصوصًا بعد الإهمال الحكومي، ممثلًا بصندوق النظافة وتحسين المدينة بعدن، والسلطة المحلية بمديرية صيرة، الذين لم يعطوا أي اهتمام بوضع الحديقة.

العيد.. "صناعة محلية" بعدن

فرحة للأطفال

وحول مبادرة الأهالي، قال المواطن أحمد حيدر، من حي المليشيات بمنطقة الطويلة، إن قيام سكان المنطقة بترميم حديقة الأطفال الوحيدة، يأتي في ظل تجاهل السلطات المحلية، مؤكدًا لـ”المشاهد” إهمال صندوق النظافة للقيام بواجباته ومسؤولياته، وغياب دوره بتنفيذ مهامه في تنظيف الحدائق العامة بعدن، بالإضافة إلى عدم تجاوب السلطة المحلية بالمديرية مع دعوات ومطالب المواطنين في هذا الشأن.

وأشار حيدر إلى أن إسهام أهالي منطقة الطويلة ذاتيًا، جاء حرصًا منهم على توفير أجواء وبيئة مناسبة لأطفالهم ليستمتعوا باللعب والمرح خلال أيام العيد، وتكتمل فرحتهم بهذه المناسبة، وهو الهدف الذي من أجله قاموا بالمبادرة.

العيد.. "صناعة محلية" بعدن

تجنب المخاطر

ولفت حيدر إلى أن غياب الاهتمام من قبل الجهات المختصة والسلطة المحلية، خلال الفترات السابقة، دفع الأطفال للعب خارج الحديقة، وفي أماكن غير مناسبة، قد تتسبب لهم بمخاطر عديدة.

وهو بالفعل ما حدث أكثر من مرة، بخاصة في ظل قرب منازل الأطفال من الشوارع العامة والطرق السريعة، وبُعد أماكن التنزه أو التجمعات التي يذهب إليها الصغار خلال العيد، بحسب حيدر.

وأضاف أن حديقة حي المليشيات بمنطقة الطويلة في صيرة، وبعد تهيئتها وتنظيفها، باتت جاهزة لاستقبال الأطفال خلال أيام العيد، رغمًا عن التجاهل الحكومي وتنصل صندوق النظافة، لافتًا إلى أن الحديقة ستعمل على تجنيب الأطفال المخاطر التي كانت تتهددهم من قبل.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

مبادرات سابقة

هذه ليست المرة الأولى التي يبادر فيها أهالي مدينة عدن في ترميم وتجهيز حدائق ومتنفسات طالها الإهمال الحكومي، فقد شهدت المدينة عددًا من المبادرات والمشاريع التي قامت بها مجاميع شبابية ومبادرات مجتمعية مدنية، لإعادة الحياة إلى الحدائق والمتنفسات المهملة في عدن.

وتلك المبادرات تأتي ضمن مشاريع تبنتها منظمات المجتمع المدني في المدينة، بالاستعانة بمبادرات طوعية من الشباب والفتيات من أهالي المناطق التي ينتمون إليها. وحققت مشاريع من هذا النوع، والتي شهدتها عدن خلال السنوات الماضية، قبولًا واستحسانًا من المواطنين والأهالي الذين وجدوا لهم متنفسًا حقيقيًا، وسط إهمال ولامبالاة من السلطات المعنية.

العيد.. "صناعة محلية" بعدن

مشاريع مجتمعية

من تلك المبادرات، ما قام به مجلس الظل المحلي الشبابي في مديرية المنصورة، وكان بتنسيق وموافقة من السلطة المحلية في المديرية، بإعادة ترميم حديقة حي بلوك 40 بالمديرية. وبحسب عضوة المجلس، سارة عبدالحميد، فإن المبادرة جاءت ضمن مشروع التمكين السياسي للشباب (الجيل الثالث) الذي نفذته مؤسسة “ألف باء” مدنية وتعايش، بالشراكه مع الصندوق الوطني الديمقراطي NED بعدن.

وأكدت سارة لـ”المشاهد” أن المشروع، الممول تمويلًا ذاتيًا، لاقى ترحيبًا من المواطنين القاطنين بجانب موقع الحديقة، بخاصة وأنها كانت مغلقة لسنوات؛ بسبب الإهمال وتهالك الألعاب والمقاعد والتجهيزات داخلها. مشيرةً إلى أن هذا العمل هيأ مكانًا مناسبًا للأطفال والعائلات للاستمتاع بالأوقات والمناسبات والإجازات، والترويح عن أنفسهم، بعد أن كانت الخيارات ضيقة أمامهم خلال الأعياد والعطل.

ازدحام متواصل

ولأنها وجهة مفضلة لليمنيين، فإن مدينة عدن تشهد ازدحامًا متواصلًا في الأعياد والمناسبات؛ بسبب محدودية الخيارات المتاحة من المتنفسات، والتي تقتصر على السواحل والشواطئ.

بينما تفتقر المدينة للحدائق العامة والواسعة التي تحتضن العائلات والأطفال، وتمنحهم خصوصية، وما هو موجود منها محدود العدد، ويفتقر للتجهيزات المناسبة والإمكانات الجاذبة، نتيجة إهمال السلطات والجهات المعنية.

مقالات مشابهة