المشاهد نت

لحج: مواطنون يتسلقون الجبال بحثًا عن شبكات الاتصالات

"مهمة شاقة".. ضعف تغطية شبكات الاتصالات يُجبر مواطني لحج على تسلق الجبال - تعبيرية

لحج – بلال الصبيحي

يتنقل الأربعيني عبدالغني بورزان من منطقة إلى أخرى في مديرية المضاربة بمحافظة لحج (جنوب البلاد)، بحثًا عن شبكة إحدى شركات الاتصال، كي يتواصل مع ابنه الذي يدرس في جامعة عدن، لكن دون جدوى.

وتفتقر تلك المنطقة للتغطية الجيدة من شبكات الاتصال التي تعمل باليمن، مقارنة ببقية المناطق الأخرى.

ويزيد الأمر سوءًا في أيام المناسبات العيدية، إذ يصعب على سكان المناطق التي لا توجد بها تغطية جيدة لشركات الاتصال، التواصل مع أقاربهم في مناطق يمنية أخرى.

وتعمل في اليمن أربع شركات اتصال، لكنها لا تهتم بالمناطق النائية كما هو الحال في منطقة المضاربة بمحافظة لحج.

وهو ما يجبر أم يوسف على الصعود لقمة جبل بحثًا عن شبكة الاتصال، لتتواصل مع ولدها المغترب، كما تقول.

وتضيف: “أصبحت عاجزة عن المشي لمكان بعيد، لكن حنين الشوق لصوت الولد الذي يقضي منذ ثماني سنوات في الغربة، هو ما يجبرني على المشي بحثًا عن الشبكة”.

ويتحدث الطالب نعمان علي الصبيحي، أحد الطلاب المبتعثين لجمهورية الصين، عن معاناته قائلًا: “مع انتشار وباء كوفيد 19 خرجت من الصين كمعظم الطلاب اليمنيين، وعدت لقريتي في غرب محافظة لحج، وبعد وصولي لبلادي قررت الجامعات بالصين الدراسة عن بعد عبر الإنترنت، لكن مناطقنا تفتقر لوجود شبكات اتصالية، وإذا وجدت توجد بإشارات ضعيفة في المرتفعات الجبلية قد لا تفي بالغرض”.

إقرأ أيضاً  مخيمات النازحين.. تحت رحمة «المنخفض الجوي»

ويضيف: “كنت أحمل جهازي اللابتوب، وأتجه نحو الجبل لكي أتابع الدروس، وإذا عجزت عن إرسال شيء أذهب لمحافظة أخرى كعدن أو تعز، لإرسال بحوثي”.

ويوجد في مديرية المضاربة ساحل غني بالأسماك كساحل خور عميرة ورأس العارة ومبنى إنزال سمكي يأتي إليه معظم الصيادون والتجار الذين يصدرونه لخارج اليمن، لكن معظم المسوقين في هذه المناطق يشكون من ضعف شبكات التواصل برمتها، وهذا ما ينغص حياة التجار والأهالي، ويستغربون من هذا التجاهل لهذه المناطق الاستراتيجية والمهمة.

ويناشد أهالي المنطقة شركات الاتصال وضع سنترالات لتقوية الشبكات، لكن دون جدوى، كما يقول الصبيحي.

مقالات مشابهة