المشاهد نت

ظلام دامس بعدن تزامنًا مع عودة «العليمي»

محطة الرئيس في عدن - أرشيفية

عدن – سعيد نادر

غرقت العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن) في ظلامٍ دامس خلال الأيام الماضية؛ نتيجة تراجع مستوى خدمة الطاقة الكهربائية.

يأتي ذلك بالتزامن مع عودة رئيس المجلس الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي إلى المدينة، التي غادرها منذ شهور.

ظلام دامس بعدن تزامنًا مع عودة «العليمي»
وصول رشاد العليمي إلى عدن – إرشيفية

وأرجع المسئول الإعلامي بالمؤسسة العامة للكهرباء بعدن، نوار أبكر لـ«المشاهد» أسباب تردي خدمة الكهرباء في المدينة، إلى خروج ”محطة الرئيس” عن الخدمة، وهي المسئولة عن إنتاج نحو 90 ميجا وات من الطاقة للمدينة.

وذكر أبكر أن توقف محطة الرئيس يرجع إلى انعدام ”الوقود الخام” الذي توقف توريده بسبب الضربات الحوثية على ميناء الضبة النفطي بحضرموت؛ ما منع وصول النفط الخام إلى عدن عبر السفن.

وقال أبكر: ”إن سبب توقف محطة الرئيس يعود إلى القصف الحوثي على ميناء الضبة النفطي؛ وبالتالي تعذر نقل الوقود الخام إلى خزانات شركة مصافي عدن عبر البواخر”.

وأضاف أن القصف تسبب بتعطيل وغرق مضخة الوقود من حقول النفط إلى ميناء الضبة النفطي، ما اضطر للجوء إلى نقل الوقود الخام برًا عبر محافظة شبوة إلى عدن.

المسئول الإعلامي لكهرباء عدن أشار إلى أن النقل البري للوقود الخام ”غير مجدٍ”، خاصةً وأن محطة الرئيس تحتاج أسبوعيًا إلى 100 شاحنة لنقل النفط الخام إلى المحطة وتشغيلها فقط لمدة أسبوع.

واستدرك: ”ورغم أن هذه الطريقة غير مجدية إلا أن القائمين على مؤسسة الكهرباء مضطرين للأخذ بها، حتى يتم تعبئة خزانَين اثنَين في محطة الرئيس لبدء تشغيلها حتى تصل الكمية المتبقية”.

وأكد أبكر أن محطة الرئيس متوقفة حاليًا بشكل كامل في انتظار تعبئة الخزانَين تمهيدًا لتشغيل المحطة.

وتعتمد المحطة، الواقعة بمنطقة الحسوة غرب عدن، في تشغيلها على النفط الخام القادم من حقول شركة بترومسيلة بحضرموت، وهي الشركة المشغلة للمحطة، ويتم نقل النفط الخام من ميناء بروم بحضرموت عبر السفن إلى ميناء الزيت التابع لشركة مصافي عدن.

واستغرب مواطنون من استمرار تردي خدمة الكهرباء بعدن، في ظل تواجد الرئيس العليمي في المدينة، باعتبارها العاصمة المؤقتة للبلاد، مطالبين بسرعة إيجاد حلول جذرية في هذا الوقت من العام، وقبل حلول فصل الصيف.

إقرأ أيضاً  رغم العروض المغرية.. «الخضروات» بعيدة عن متناول الناس بصنعاء

محطة الرئيس التي دخلت إلى الخدمة منذ ما يزيد على عام تقريبًا، عملت على تقليص العجز في الطلب على الطاقة داخل مدينة عدن الساحلية، خاصة في فصل الصيف نتيجة الحرارة المرتفعة.

ورغم أن محطة الرئيس التي وجه بإنشائها الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي عام 2018، تنتج نحو 90 ميجاوات إلا أنها لا تغطي احتياج مدنية عدن من الطاقة بشكل كامل.

وكان ومن المقرر أن تعمل المحطة على توليد نحو 265 ميجا وات وتغطي احتياجات محافظات عدن، لحج، أبين والضالع، غير أن مشاكل فنية تتعلق بشبكة نقل الطاقة داخليًا لم تستوعب حجم الطاقة الناتجة عن التوليد؛ بسبب تهالك الشبكة وقِدَمها.

في المقابل، قال مصدر فني في محطة الحسوة الكهروحرارية إن الفرق الهندسية نجحت في استعادة العمل بإحد غلايات المحطة المتوقفة.

وقال المهندس في المحطة فاضل اللحجي لـ«المشاهد» إن الفرق الفنية أدخلت مساء أمس السبت غلاية جديدة إلى العمل في محطة الحسوة، ليصبح هناك غلايتان تعملان بعد أن كانت المحطة تعمل بغلاية واحدة فقط منذ فترة.

ولفت اللحجي إلى أن عودة عمل الغلاية الثانية سيعمل على رفع الطاقة التوليدية في المحطة، والتي لا تتجاوز 6 – 7 ميجا وات، في حال عمل المحطة بكامل طاقتها التشغيلية.

المسئول الفني كشف عن حاجة محطة الحسوة الكهروحرارية إلى الصيانة والترميم؛ نتيجة قِدم وتهالك كافة معداتها والتربينات والمضخات التي تجاوزت عمرها الافتراضي منذ عقود وليس من الآن فقط.

ودعا اللحجي السلطات الحكومية إلى التدخل وعمل صيانة دورية للمحطة بشكل عام قبيل فصل الصيف تفاديًا لأي عجز متوقع نتيجة الطلب المتزايد على الطاقة في مدينةٍ مثل عدن.

ويعود تاريخ تأسيس محطة الحسوة الكهروحرارية إلى عام 1979، ولم تشهد منذ ذاك الحين أية ترميمات أو عمليات صيانة، وما يتم حاليًا من تشغيل لآليات المحطة يأتي نتيجة جهود مهندسي وفنيي المحطة، وبجهود ذاتية.

مقالات مشابهة