المشاهد نت

جدل بعد قرار رئاسي بإنشاء قوات «درع الوطن»

رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي في لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عقب تشكيل المجلس-أبريل 2022-أرشيفية-واس

عدن – سعيد نادر

أثار قرار رئيس المجلس الرئاسي في اليمن بانشاء وحدات عسكرية تحت اسم ”قوات درع الوطن”، جدلًا واسعًا في أوساط النشطاء والسياسيين الموالين للمجلس الإنتقالي الجنوبي.

واعتبر عدد من السياسيين الجنوبيين أن تأسيس ”قوات درع الوطن” يأتي بهدف ”تضييق الخناق على القوات الجنوبية الموالية للمجلس الإنتقالي”.

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني قد أصدر في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، قرارًا بإنشاء وحدات عسكرية تسمى ”قوات درع الوطن”، وتكون احتياطي القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ونقلت وكالة ”سبأ” الحكومية أن تضمن تحديد القائد الأعلى للقوات المسلحة عدد هذه القوات ومهامها ومسرح عملياتها، وأن تلزم بقانون الخدمة في القوات المسلحة وتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة.

كما صدر قرار رئاسي بتعيين العميد بشير سيف قائد غُبَيْر الصبيحي قائدًا لقوات درع الوطن.

وقال الصحفي والسياسي صلاح السقلدي إن الغرض من إنشاء قوات عسكرية جديدة خارج سياق ما يُعرف بـ”الجيش الوطني” هو محاصرة ”القوات الجنوبية” واحتوائها، حد وصفه.

وأضاف السقلدي -وهو صحفي مقرب من الانتقالي- أن قوات ”درع الوطن” أسست تحت إشراف وتمويل سعودي، كما أن معظم عناصرها من ”الجماعات السلفية جنوبية الإنتماء الجغرافي”.

السقلدي أكد في منشور على مواقع التواصل، رصده «المشاهد»، أن إنشاء هذه ”التشكيلات القتالية” جاء بعد أن استعصى على القوى المحلية والإقليمية الإجهاز على ”القوات الجنوبية” باسم الهيكلة.

واعتبر أن الغرض يتركز في إغراق الساحة الجنوبية بهذه التشكيلات التي تستهدف القضية السياسية الجنوبية برمتها وبالضرورة أيضًا المجلس الانتقالي الجنوبي، حد تعبير السقلدي.

واعترف أن العلاقة بين السعودية والمجلس الانتقالي يشوبها ”الفتور” إن لم يكن ”التوتر”، مشيرًا إلى أن الإصرار على أن تتبع قوات ”درع الوطن” الرئيس العليمي مباشرةً وليس المجلس الرئاسي أو وزارة الدفاع يؤكد أن الهدف هو ”رأس القضية الجنوبية”.

ولفت السقلدي إلى أن قرارًا كهذا اتخذ دون التشاور مع أعضاء المجلس الرئاسي -بحسب قوله- رغم أن المجلس تأسس على التوافق في اتخاذ القرارات.

إقرأ أيضاً  مناشدات إنسانية من قرية الشقب بتعز

في المقابل، يرى عدد من المراقبين السياسيين أن إنشاء قوات ”درع الوطن” يأتي بشكل اضطراري بعد أن غابت قوات متخصصة بحماية الرئاسة اليمنية، في ظل سيطرة المجلس الانتقالي على القوات المتواجدة بعدن.

وفي هذا الشأن، يعتقد الناشط السياسي ورئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد، أن مهام وأهداف إنشاء قوات درع الوطن التي جاءت بقرار جمهوري من الرئيس العليمي، تكمن في إيجاد قوات حماية رئاسية ”عابرة للمناطقية”.

وأكد عبدالسلام محمد في تغريدةٍ على ”تويتر” رصدها «المشاهد»، أن قوات درع الوطن جرى بنائها وتدريبها تدريبًا خاصًا وملائمًا لتكون قوات حماية رئاسية بعيدة عن سيطرة المناطقية.

وقال إن مهمة هذه القوات هو الانتشار في العاصمة المؤقتة عدن لتأمينها وحماية المجلس الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة.

ومنذ شهور عديدة، شهدت مدينة عدن والمحافظات الجنوبية من اليمن تحركات لتسجيل الشباب الراغبين بالالتحاق بقوات ”درع الوطن”، تحت إشراف وتمويل قيادات عسكرية موالية للحكومة اليمنية.

وبحسب الملتحقين بهذه القوات المستحدثة، فإن الإقبال كان كبيرًا، وشمل تسجيل الملتحقين كافة التخصصات العسكرية والفنية والهندسية، وحتى الإعلاميين وأصحاب المهن الأخرى.

ومنذ أغسطس/آب عام 2019، تسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن، ومحافظات لحج والضالع وأجزاء من أبين، بعد مواجهات دامية مع القوات الحكومية، نتج عنها طرد الأخيرة وبسط سيطرة الانتقالي أمنيًا وعسكريًا على تلك المحافظات.

وتسببت هذه السيطرة بتعذر عودة الحكومة اليمنية ووزرائها إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد. ووقعت الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي في مطلع نوفمبر 2019 اتفاق الرياض الذي يقضي بدمج القوات العسكرية والأمنية بما في ذلك قوات المجلس الإنتقالي ضمن قيادتي وزارتي الدفاع والداخلية وهو الذي لم يتم حتى الآن .

مقالات مشابهة