المخا – سهيل الشارحي
على مدى سبع سنوات وسكان مدينة تعز يعانون إغلاق الطرق الرئيسية التي تربط المدينة بالمحافظات الأخرى، من قبل الأطراف المتصارعة في اليمن. وبالرغم من الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة العام الماضي، واستمرت من أبريل حتى مطلع أكتوبر الماضي، وتضمنت فتح طرق تعز ومحافظات أخرى، إلا أن طرق تعز الرئيسية ظلت كما هي مغلقة حتى الآن.
من بين هذه الطرق المغلقة، طريق مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر، الذي كان يستخدمه السكان للوصول إلى تعز المدينة، مركز المحافظة. فالطريق القادم من الحديدة، ويمر عبر مدينة البرح، تم إغلاقه من قبل القوات المشتركة الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا، في 2018، خشية تسلل مسلحي جماعة الحوثي إلى مواقع القوات المناوئة لها، حسب حديث سابق لمصدر عسكري في القوات المشتركة لـ”المشاهد”، في نوفمبر 2021.
ويتسبب استمرار إغلاق الطريق بمعاناة كبيرة للسكان في مدينة تعز والمديريات الغربية في المحافظة التي تشمل: الوازعية، موزع، ذوباب والمخا.
يستخدم السكان حاليًا طرقًا وعرة بديلة تستغرق من ست إلى ثماني ساعات، للتنقل بين المدينة والمخا.
مشروع طريق جديد
في 23 أكتوبر 2022، بدأ العمل في مشروع طريق بديل بطول 40 كيلومترًا، يربط المخا بمدينة تعز، عن طريق منطقتي الكدحة والبيرين، بتكلفة ثمانية ملايين دولار أمريكي، وبإشراف عضو المجلس الرئاسي وقائد قوات المقاومة الوطنية في المخا، طارق صالح.
وفي هذا السياق، قال معاذ خالد الشرعبي، أحد مهندسي مشروع طريق الكدحة -البيرين، لـ”المشاهد”، إن طريق الكدحة -البيرين سيكون البوابة الرئيسية لمدينة تعز لتزويدها بالمواد الغذائية والتجارية القادمة من ميناء المخا.
وأضاف الشرعبي أن مشروع طريق الكدحة -البيرين جاء بتمويل من دولة الإمارات ونائب رئيس المجلس الرئاسي العميد طارق صالح. ويتوقع أن يسهل الطريق إمدادات الوقود والمواد الغذائية، والأدوية والمساعدات من الحصار المفروض على مدينة تعز، في ظل افتتاح ميناء ومطار المخا.
وحتى نهاية يناير الماضي، تم شق 14 كيلومترًا من الطريق الذي يستمر تنفيذه، ويتوقع الانتهاء منه بحلول منتصف العام الجاري.
كما أن المشروع يشمل تصريف سيول الأمطار لضمان حماية عمر الطريق، حسب الشرعبي.
يتوقع أن يستفيد من الطريق حوالي أربعة ملايين ونصف المليون، من السكان في تعز، كونه يربط تعز بمدينة المخا التي تضم أيضًا ميناء المخا الذي يستطيع استقبال واردات الغذاء والوقود.
ويشهد طريق الكدحة -البيرين، حاليًا، إقبالًا كبيرًا للمركبات وسيارات النقل المختلفة، وذلك لأنه يعتبر أسهل الطرق وأقلها خطرًا من بين الطرق البديلة الأخرى، حسب مهندس المواد في المشروع، نجيب الخليدي.
وقال بجاش قحطان، أحد سائقي المركبات، لـ”المشاهد” إن طريق الكدحة -البيرين يعتبر من أفضل الطرق في تعز، وذالك لعدم وجود عقبات جبلية بشكل كبير.
انفراج جزئي
بدوره، قال مدير الأشغال العامة بمحافظة تعز، عبدالحكيم الشميري، لـ”المشاهد” إن تدشين عملية شق وسفلتة طريق الكدحة -البيرين، سيعمل على انفراج جزء كبير من معاناة السكان في مدينة تعز. مضيفًا أن عملية ترميم وتأهيل 31 كيلومترًا من البيرين حتى الوازعية، مرورًا بمنطقة الكدحة، سيخفف من معاناة المواطنين وسائقي الشاحنات، وسيسهل حركة التجارة والنقل بشكل عام القادمة من عدن.
