المشاهد نت

الشفوت.. الوجبة التي لا تٌنسى في رمضان

الشفوت أحد أهم الأطباق اليمنية، خصوصًا في رمضان-تصوير سهير عبدالجبار

صنعاء – سهير عبد الجبار

عاش خالد، شاب سوري، تسعة أعوام في اليمن، وتعرف على العديد من الطقوس الاجتماعية والعادات والتقاليد التي يتميز بها الشعب اليمني. عندما ترك خالد اليمن، قبل سنوات، كانت ذاكرته مليئة بالتفاصيل عن أسلوب حياة اليمنيين، لا سيما الأكلات الشعبية.

اليوم يعمل الشاب السوري ويعيش في المملكة العربية السعودية، ولايزال يتذكر الطبق اليمني الشهير: الشفوت.

يقول خالد لـ”المشاهد”: الشفوت أحد أهم الأطباق اليمنية، خصوصًا في رمضان. ومن خلال تواجدي في اليمن، أعجبت بهذا الطبق كثيرًا، وفي شهر رمضان خارج اليمن أجد صعوبة في الحصول على لحوح، وإذا وجدته، أشعر كأنه يوم عيد بالنسبة لي”.

اللحوح هو خبز رقيق، ويعتبر المكون الأساسي للشفوت، إذ يُوضع اللحوح في صحن، ويتم غمره باللبن، وتضاف إليه مقادير مناسبة من البهارات والتوابل والفلفل والكزبرة والكمون والثوم، وشرائح من الخيار، مع القليل من الكراث والطماطم.

<strong>الشفوت.. الوجبة التي لا تٌنسى في رمضان</strong>
اللحوح خبز رقيق يصنع من الذرة والقمح ويعتبر المكون الرئيسي لطبق الشفوت-تصوير سهير عبدالجبار

يُصنع اللحوح من عجين الذرة الحمراء أو الدقيق السائل، وتشتهر محافظات حجة، عمران والمحويت (شمالي اليمن) بصناعة هذا النوع من الخبز. انتقل هذا الطبق إلى كثير من البلدان التي هاجر إليها اليمنيون، وأصبح في عدة دول مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وجيبوتي، ونقلها أيضًا أبناء الديانة اليهودية معهم عندما هاجروا من اليمن إلى القدس، عام 1950. يطلق على اللحوح “بعرير” في المغرب والجزائر.

يتذكر الشاب السوري خالد عندما كان يبحث عن اللحوح في أول رمضان له في السعودية، لكنه لم يحصل عليه. يقول لـ”المشاهد”: “في أول مرة بحثت عن اللحوح، عدت بإيدٍ فارغة، وفي اليوم التالي وبعد بحث طويل، حصلت على اللحوح، ودخلت به المنزل رافع الرأس، كأنني حصلت على كنز ثمين في الغربة”.

إقرأ أيضاً  مواجهات عسكرية شمال لحج

ويضيف: “والدي ووالدتي لا يرحبون بالأطباق الخارجة عن المائدة السورية، لكنهم أبدوا إعجابهم بهذا الطبق، وقالوا إنه لذيذ، ويناسب المعدة قبل البدء بتناول الطعام، بالذات في رمضان”.

المطاعم اليمنية في السعودية توفر اللحوح اليمني بكثرة في شهر رمضان، وعندما لا يجد بعض الأشخاص هذا النوع من الخبز، يلجؤون لإعداد الشفوت بالرغيف أو العيش اللبناني، بحسب خالد.

بائعات اللحوح في الأسواق

منذ اليوم الأول من رمضان، تظهر بائعات اللحوح في الأسواق من الساعة الواحدة ظهرًا حتى قبل أذان المغرب، ويجدن في رمضان فرصة مناسبة لبيع كميات كبيرة من اللحوح طوال أيام الشهر الفضيل.

وبسبب الوقت والجهد اللازمين لتجهيز اللحوح، تضطر الكثير من الأسر لشرائه جاهزًا من النساء اللاتي يبعنه في أماكن متفرقة من العاصمة صنعاء وفي المدن الأخرى، أو من بعض المحلات. يتراوح سعر قرص اللحوح من 150 إلى 200 ريال.

سعاد، بائعة اللحوح في صنعاء، تقول لـ”المشاهد”: “أخرج بشكل يومي، ولي مكان مخصص بالسوق. أصل إلى السوق الساعة العاشرة، وأغادر الساعة الواحدة والنصف أو الثانية ظهرًا، بعد أن أبيع اللحوح. أتشارك مع أمي في صناعة وبيع اللحوح، فهي تقوم بإعداده، وأنا أذهب إلى السوق لبيعه”.

وتضيف سعاد أن العمل في بيع هذا الخبز الشعبي اليمني وفر لها ولأسرتها مصدر دخل جيد طوال السنة، لا سيما في رمضان، واستطاعت أن توفر لها ولأسرتها تكاليف المعيشة.

لم ينسَ خالد، الشاب السوري الذي غادر اليمن قبل سنوات، الأكلات اليمنية، ومازال الشفوت طبقه المفضل، بخاصةً في شهر رمضان.

مقالات مشابهة