المشاهد نت

هيجة العبد بتعز.. الطريق المميت والمخيف

طريق هيجة العبد - أرشيفية

تعز-أشرف الصوفي

سيف حسن، سائق لدى إحدى شركات توريد المواد الغذائية، يقود شاحنة نقل بضائع كبيرة من عدن إلى تعز منذ سنوات.
لا تخلو هذه المهنة من المخاطر التي تفرضها وعورة الطريق التي يمر من خلالها حسن حتى يصل إلى مدينة تعز.

في كل مرة يصل حسن إلى طريق هيجة العبد بتعز، يتذكر الموت ويدعو الله بالنجاة.

يقول لـ”المشاهد”: “طريق هيجة العبد من أصعب وأخطر الطرق التي واجهتها في حياتي. عبور الطريق بهذه الشاحنة الكبيرة، يُعد مغامرة تجعلني أرى الموت. قبل وصولي إلى هذه الطريق في كل مرة، أتفقد أطفالي وزوجتي عبر اتصال هاتفي، وأحمد الله على السلامة بعد تجاوزها.”

منذ أكثر من ثمانية أعوام، فرض الحوثيون حصارًا على مدينة تعز، و أغلقوا الطريق الرئيسية التي تربطها بعدن وصنعاء وعدد كبير من المحافظات اليمنية، ويلجأ المسافرون وشاحنات النقل إلى طرق فرعية ترابية وجبلية بالغة الوعورة.

وعورة الطريق وطول المسافة يشكلان تحديًا كبيرًا أمام سائقي المركبات والسيارات، ما يودي بحياة عشرات المسافرين سنويًا بسبب حوادث انزلاق المركبات، بالإضافة إلى عرقلة حركة السير لأيام بسبب ضيقها وكثرة التعرجات والمنحدرات الخطيرة.

حوادث مميتة

هناك سبعة وأربعون منعطفًا في طريق هيجة العبد، منها سبعة وعشرون شديد الانحدار وذو زوايا حادة، ما يصعب من عملية عبور شاحنات نقل البضائع الكبيرة، وقد يؤدي في بعض الأحيان لانقلابها.

يحجم العديد من سكان مدينة تعز المحاصرة عن زيارة ذويهم، عقب تزايد الحوادث المميتة على الطريق الرئيسية الوحيدة والطرق الفرعية، فضلًا عن الارتفاع الجنوني في الأسعار والمواصلات.

هيجة العبد بتعز.. الطريق المميت والمخيف
طريق هيجة العبد

قالت منظمات حقوقية يمنية، العام الماضي، إن أكثر من مائة وثمانين شخصًا توفوا وأصيبوا في حوادث سير على طريق هيجة العبد، التي تخترق منطقة جبلية حول المدينة.

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن

أشارت تقارير الحقوقية إلى وفاة 152 شخصًا وإصابة 21 بين عامي 2017 و2021.

موسى أحمد، سائق أجرة، يعمل على نقل المسافرين بين مدينتي تعز وعدن، يتحدث عن تجربته أثناء عبور هذه الطريق، ويقول لـ”المشاهد”: “المعاناة واضحة وجلية في طريق هيجة العبد التي حصدت الكثير من الأرواح، وتسببت بحوادث للشاحنات الكبيرة و للباصات.”

في الآونة الأخيرة تزايدت الحوادث التي شهدتها الطريق، وآخرها حادث مروع، أودى بحياة أكثر من ثمانية مسافرين قبيل عيد الفطر.

الطريق الوحيد

تمر من طريق هيجة العبد أكثر من 300 شاحنة نقل بضائع يوميًا، وهو ما يتسبب غالبًا في توقف حركة المرور فيها.

تتأخر الشاحنات والمركبات الخاصة بالمسافرين لساعات طويلة، وأحيانًا قد تضطر بعض الشاحنات للتوقف وأخذ فترة استراحة، لتواصل المسير في يوم آخر.

بالرغم من خطورتها، لاتزال طريق هيجة العبد ذات أهمية استراتيجية كبيرة لمدينة تعز، كونها الطريق الرئيسية الوحيدة المتبقية لإمداد ما يقارب ثلاثة ملايين إنسان في مدينة تعز، بالمواد الغذائية والاستهلاكية.

عامر الدخيني، مهندسٌ مدني، يقول لـ”المشاهد”: “تعتبر هذه الطريق بمثابة شريان حياة، يبقي قاطني مدينة تعز على قيد الحياة، حيث تعبر المئات من الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء عبر هذا المنفذ الوحيد.
انقطاع أو إغلاق هذه الطريق سيؤدي إلى كارثة إنسانية”.

خلال السنوات والأشهر الماضية وافقت الحكومة المعترف بها دوليًا، أكثر من مرة، على تأهيل وإصلاح الطريق، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث. لايزال الملايين من المدنيين في تعز يترقبون بفارغ الصبر التوصل إلى اتفاق إنساني لإعادة فتح الطرق وإنهاء الحصار الذي يخنق المدينة منذ ثماني سنوات.

مقالات مشابهة