المشاهد نت

انقطاع الرواتب.. سبب البؤس لملايين اليمنيين

رواتب الموظفين
انقطاع الرواتب الموظفين - صورة تعبيرية

صنعاء – إبراهيم يحيى :

انقطاع الرواتب يمثل معاناة مستمرة للموظفين يتجرع الكثير منهم ظروف اقتصادية قاسية .

قصة المقدم فضل سعيد من قصص الموظفين الذين توقفتم رواتبهم ،عمل لعدة سنوات في مطار صنعاء الدولي قبل نشوب حرب اليمن عام 2015 وكانت تلك أجمل أيام عمره، حسب وصفه، ولم يكن يواجه أي أزمة مالية كما هو الحال عليه اليوم.

يتذكر سعيد، 50 عامًا، الازدحام المستمر في مطار صنعاء الدولي، حيث كان الآلاف من المسافرين والعائدين والزوار الأجانب يصلون إلى المطار، حينها لم يكن الراتب الشهري هو مصدر الدخل الوحيد، وكانت المكافآت الشهرية التي يستلمها تغطي كل احتياجاته.

تبدل الحال بعد اندلاع الحرب في اليمن، وأصبح سعيد بدون راتب أو حوافز، في عام 2016، انقطعت الرواتب، وبدأت المعاناة المعيشية التي لم يتوقعها سعيد.

يقول لـ”المشاهد”: “أعمل حاليًا حارس أمن في مصنع للصلصة بدوام يصل إلى أكثر من 15 ساعة حتى أيام العطل براتب يصل إلى 50 ألف ريال فقط، اضطررت إلى نقل أبنائي إلى القرية لأني لا أستطيع دفع إيجار المنزل، الآن أنام وأتناول الطعام في المصنع وأرسل الراتب كاملًا لأبنائي في القرية”.

محمد فلاح، 70 عامًا، عمل كموظف حكومي في القطاع المدني، واليوم أصبح متقاعدًا، قبل انقطاع الرواتب، كان فلاح يستلم 75 ألف ريال تقريبًا 300 دولار آنذاك.

يقول لـ”المشاهد”: “كان راتبي يكفيني، أما بعد انقطاع الرواتب اضطررت إلى أن أكون كعامل يومي، أذهب باكرًا للانتظار في حراج العمال، ونادرًا ما يتم أخذي للعمل بسبب سني الكبير، حيث يرفض الكثير العمل معهم كوني عجوز ولا أقوى على العمل”.

هشام الحكمي، 42 عامًا، صحفي سابق بصحيفة الثورة، كان يعمل في كتابة العديد من التقارير والمقالات الصحفية في الصحف اليمنية والعربية، وبعد اندلاع الحرب وانقطاع الرواتب لم يستطع الحكمي مواصلة العمل في هذا المجال.

بدأ الحكمي في مجال آخر من أجل توفير متطلبات العيش له ولأسرته، يقول لـ “المشاهد”: “اضطررت إلى بيع ذهب زوجتي، وقمت بشراء خزان ماء صغير وجهاز رش للمياه (سرويس سفري للسيارات)، الآن أعمل في هذا السرويس لغسل السيارات منذ الصباح الباكر حتى الليل بين البرد الشديد من أجل أن يعيش أبنائي بكرامة”.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

إيقاف الرواتب.. شلل الاقتصاد

أحمد الحدا، باحث اقتصادي، يقول لـ”المشاهد” إن انقطاع الرواتب أثر على أكثر من مليون ومائتي موظف وعسكري في القطاع العام بعد نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن.

يفترض الحدا أن كل موظف يعيل خمسة أفراد، ما يعني أن عدد الأشخاص الذين يعتمدون على الرواتب يصل إلى 6 ملايين يمني. يشير الخبير الاقتصادي أيضًا إلى أن انقطاع الرواتب أثر تأثيرًا كبيرًا على الوضع الاقتصادي في البلاد، حيث ازدادت أعداد الفقراء، وصارت الآلاف من الأسر تعيش في وضع مأوساي.

ويضيف الحدا: “حتى القطاع الخاص تأثر من انقطاع الرواتب، حيث أفلس المئات من التجار وتوقفت أعمالهم بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، واستغنى رجال الأعمال عن عدد كبير من الموظفين في القطاع الخاص وتم تخفيض الرواتب وتكليف الموظف الواحد بأكثر من ثلاث وظائف وبنفس الراتب”.

أطفال يتحملون المسؤولية

خالد، 12 عامًا يبيع قوارير ماء في جولة عمران بصنعاء، منذ أشهر، كان والد خالد جنديًا في الجيش، وبعد انقطاع الرواتب، توجه الأب إلى العمل على دراجة نارية لتوفير مستلزمات المعيشة، لكنه تعرض لحادث تسبب له بكسور في الحوض.

يقول خالد لـ”المشاهد”: “أنا الآن العائل الوحيد للأسرة باعتباري أكبر أخوتي أعمل، منذ الصباح الباكر وحتى المغرب، وأكسب في اليوم من 1000- 1500 ريال”، كانت ستبدو حياة هذا الطفل أفضل لو استمر والده في استلام راتبه الشهري، أو إذا توصل المتحاربون في اليمن إلى اتفاق بشأن رواتب مئات الآلاف من الموظفين الذين لم يحصلوا على رواتبهم طوال السبع السنوات الماضية.

مقالات مشابهة