المشاهد نت

كابوس العودة للمدارس يؤرق أهالي حضرموت

تكاليف الالتحاق بالمدارس تشكل هاجسًا للأسر في حضرموت - أرشيفية

حضرموت – إكرام فرج

”مش قادرين نوفر أكل يومنا بثلاث وجبات، عاد نقدر نوفر مصاريف المدارس وتكاليف أدواتها لـ 4 من أولادي؟”.. هكذا تساءل عبده صالح خلال حديثه بحرقه لـ«المشاهد»، واصفًا وضعه الذي يتكرر سنويًا، ويكون كل عام أسوأ من العام الذي قبله.

صالح من أبناء مديرية الشحر، ويعمل صيادًا منذ سنوات، ولديه 6 من الأبناء، 4 منهم مسجلين في مدارس حكومية، حيث يشتكي من الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به معظم المواطنين في المدينة.

يوضح صالح انعكاس وضعه المادي والمعيشي المتردي على حياة أولاده والذين سيُجبرون على ترك مقاعدهم في المدرسة والتوجه إلى البحث عن العمل بدلاً من إكمال تعليمهم كبقية زملائهم.

بهذه الطريقة يستقبل أهالي حضرموت موسم التسجيل في المدارس للعام الدراسي الجديد كل عام، في ظل معضلات وصعوبات كبرى يكابدونها؛ جراء الحروب والنزاعات التي تفتك بالجميع منذ سنوات مستمرة ومتواصلة.

فبحسبهم، صار العام الدراسي الجديد شبح يلاحق الأسر الفقيرة، في ظل ارتفاع تكاليف الرسوم الدراسية، والمستلزمات المدرسية من ملابس وكتب وقرطاسية وكراسات وغيرها، والتي تبلغ تكلفتها أكثر من 50 ألف ريال يمني وأكثر.

وفي ظل هذا التدهور المعيشي الذي طال مختلف فئات المجتمع في حضرموت، ألقى تأثيره على أولويات الأسر من ناحية الإنفاق والتكاليف، مقارنةً بالمتطلبات الضرورية للإحتياجات المعيشية اليومية.

ارتفاع التكاليف الدراسية

بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد هذا العام، أدى انهيار سعر العملة المحلية إلى إرتفاع أسعار المستلزمات الدراسية وبشكل كبير وملحوظ في حضرموت كغيرها من المدن والمناطق اليمنية.

بائع الأدوات المكتبية والقرطاسية، بسوق مدينة المكلا، يقول لـ«المشاهد» إن إرتفاع أسعار الأدوات المكتبية والقرطاسية هو أمر خارج عن إرادة صغار التجار مثلنا.

فالبلاد تشهد أزمة اقتصادية وتدهور حاد للعملة المحلية ما يؤثر على كل السلع، بما فيها الأدوات المدرسية؛ الأمر الذي أصبح يشكل عائقًا كبيرًا أمام الكثير من الأسر والذي يحد من إقبال الطلاب على المدارس، بحسب أبو عبدالله.

ويضيف: ”هذه الفترة تشهد ركودًا غير طبيعي في الإقبال على شراء المستلزمات الدراسية؛ مما قد يدفع الكثير من أصحاب محال الأدوات المكتبية بإتباع خيارات قاسية كالتخلص من بضائعهم دون التفكير في تحقيق أي أرباح؛ نظرًا لما يواجهه أرباب العمل من ارتفاع في أسعار الإيجارات وانهيار سعر العملة المحلية”.

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

حلول ومعالجات

هذا الوضع المتردي أكدته مديرة مجمع الخنساء التعليمي بمديريه الشحر، جنوب حضرموت، وفاء لرضي، التي قالت لـ«المشاهد» إن المنحنى الاقتصادي الذي تمر به البلاد أثّر بالفعل وبشكل كبير على معيشة المواطنين.

وأضافت، أن هذا التأثير خلق ترددًا في أوساط الأهالي والأسر الفقيرة من مسألة إكمال أبنائهم وبناتهم للتعليم؛ عطفًا على التكاليف الباهظة الناتجة عن إلحاقهم بالمدارس.

وكشفت لرضي عن حلول ومعالجات يتم تقديمها للأسر الفقيرة، من قبل مكاتب التربية في عموم المحافظة، التي تتعاون مع الطلاب في كثير من الأمور، خاصةً فيما يتعلق بالزي المدرسي.

وواصلت: ”في حالة إذا لم يستطع أولياء الأمور شراء الزي المدرسي لأبنائهم نسمح لهم بلبس أي لون آخر، أو يتم توفير لهم الزي المدرسي من أحد فاعلي الخير في المنطقة”.

واعتبرت مديرة مجمع الخنساء التربوي بالشحر أن هذا العمل يساعد على تشجيع الكثيرين للإقبال على التعليم وبدون أي حرج قد يُتسبب به للطالب.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هناك مبادرات قالت التربوية وفاء لرضي أنها تُنفذ من قبل متطوعي المنطقة لتوفير مستلزمات المدرسة من زي مدرسي وقرطاسية وكل ما يلزم الطلاب المحتاجين، وكل هذه الجهود تبذل من أجل مساعدة الأسر المتعففة والمحتاجة لمواصلة تعليم أبنائهم.

إنهيار التعليم

تراجع نسبة الإقبال على التعليم من المواطنين اليمنيين، عزته منظمة اليونيسيف في تقرير صادر عنها خلال فبراير/شباط الماضي إلى الحرب المستمرة في البلاد، والتي أعاقت حصول 8 ملايين طفل على حقهم في التعليم؛ مما يعرض مستقبلهم للخطر.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن نظام التعليم في اليمن بات على حافة الإنهيار بعد تعرض 2700 مدرسة للدمار أو الضرر وتسرب أكثر من مليوني ونصف المليون طفل من التعليم بسبب الصراع.

فيما قدرت اليونيسيف، مطلع العام الجاري، عدد الطلاب اليمنيين الذين يحتاجون إلى مساعدات تعليمية بأكثر من 8 ملايين طفل؛ ما يساوي 80 % من الأطفال في سن المدرسة.

مقالات مشابهة